تستخدم عدد من النساء اللواتي تشتغلن ليلا عبوة رشاش الفلفل الأسود كنوع من الحماية الشخصية للتأكد من سلامتها، تجنبا لأي اعتداء قد تتعرض له بعد عودتها في ساعة متأخرة من الليل بالعاصمة. موخيرجي أنكيتا وهي قارئة لنشرة الأخبار في التلفاز الهندي واحدة من آلاف النساء بالطبقة المتوسطة بالمجتمع الهندي الذي يمر بمرحلة تغيير واللاتي يعملن في نوبات ليلية في صناعة تكنولوجيا المعلومات ووسائل الإعلام والفنادق. واكتشفت موخيرجي وسيدات غيرها أن التمكين الذي حصلن عليه من وظائفهن قد جلب معه إمكانية التعرض للإعتداء الجنسي خاصة في حالة قيامهن بالذهاب إلى العمل والعودة أثناء الليل. وذكر المكتب الوطني لسجلات الجريمة أن الشرطة الهندية سجلت وقوع 24206 حالة إغتصاب عام 2011، كما وقعت حالات كثيرة دون الإبلاغ عنها. وقد دفعت الحوادث العديدة التي وقعت أصحاب العمل إلى اتخاذ احتياطيات لضمان سلامة السيدات اللاتي يعملن حتى وقت متأخر من الليل ومن بين هذه الاحتياطيات ترتيب وسائل مواصلات لهن ولكن حتى هذه الإجراءات الإحتياطية لا تكفل السلامة للعاملات. وعلى سبيل المثال تعرضت جيوتي شوداري / 22 عاما / للإغتصاب والقتل من جانب سائق سيارة الأجرة الذي اتفقت معه شركتها على توصيلها إلى منزلها، ووقع الحادث في مدينة بوني في المنطقة الغربية من الهند في تشرين ثان/نوفمبر 2007، وتم توقيع عقوبة الإعدام على السائق في وقت لاحق. وأشارت دراسة ميدانية أجرتها رابطة غرف التجارة والصناعة مؤخرا في تسع مدن هندية إلى أن من نسبته 56 في المئة من النساء في نيودلهي و48 في المئة في بنجالور و26 في المئة في مومباي قلن إنهن يشعرن بعدم الأمان أثناء الليل. وكانت الهند قد قامت بتعديل قانون المصانع لعام 1948 الذي يمنع النساء من العمل ليلا وذلك عام 1980 مع نمو صناعة تكنولوجيا المعلومات، وتم تعديل تشريع مقيد آخر في عديد من الولايات الهندية للسماح للنساء بالعمل في نوبات ليلية. وأدى تشغيل مزيد من النساء في الهند إلى حدوث آثار مجتمعية أشبه بالزلزال كما تقول ساميتا سين مديرة مدرسة الدراسات النسوية بجامعة جادافبور بمدينة كلكتا. وتضيف إن ثمة نموذج مجتمعي قديم منذ عصور وهو أن الرجل هو الذي يكسب عيش الأسرة والمرأة هي التي تدير المنزل وتربي الأطفال، ويدور صراع في المجتمع الهندي حول الإتجاهات الآخذة في التغيير.