مع تسجيل ارتفاعات قياسية لمستوى المياه وفيضانات هائلة ادت الى اغراق نصف مانهاتن في الظلمة والصمت، عاشت نيويورك ساعات صعبة ليل الاثنين الثلاثاء مع عبور الاعصار ساندي الذي ادى الى مقتل خمسة اشخاص في الولاية. وتدفقت المياه بشكل خاص الى الجهات الثلاث لشبه جزيرة مانهاتن. وجنوبا في حي باتري بارك ارتفعت مياه البحر 4,15 مترا وهو امر لم يشهد منذ 1960. وشقت المياه طريقها الى ورشة غراوند زيرو او الموقع السابق لبرجي التجارة العالميين اللذين دمرا في هجمات 11 ايلول/سبتمبر. وشرقا، فاض نهر ايست ريفر ليصل الى الجادة الثانية واغرقت المياه النفق بين مانهاتن وبروكلين، كما غمرت طريق “اف دي ار” السريعة. اما غربا، فاكتسح نهر هاسدن بعنف عددا من شوارع تشلسي وحي ابر ويست سايد. وقرب حديقة سنترال بارك، انهارت رافعة في ورشة مبنى من 90 طابقا بشكل جزئي، كما سجلت فيضانات في احياء بروكلين والبرونكس. ووقع انفجار في محطة كهرباء في الشارع 14 ادى الى حرمان 230 الف شخص من الكهرباء واغراق نصف مانهاتن في الظلام. بالاجمال امضى حوالى 500 الف شخص الليلة من دون كهرباء في مدينة تضم 8,2 مليون نسمة بحسب شركة التوزيع كون اديسون. وقال نائب رئيس الشركة جون مكساد ان اعادة الكهرباء الى المناطق كافة ستستغرق 3 الى 4 ايام على الارجح وربما اسبوعا. وقال “لم يتوقع احد مدا بارتفاع اربعة امتار”. واضطر مستشفى نيويورك الجامعي الى اجلاء مرضاه بسبب انقطاع الكهرباء. وليلا عمدت مجموعة من السكات الى تنظيم تحرك ضيق النطاق في تشيلسي حيث حاولوا افراغ المياه من ارضياتهم بالدلاء. واقتلعت الرياح عددا من الاشجار بعد ان وصلت سرعتها الى 95 كلم في الساعة وطرحتها وسط الطرقات، كما انهارت واجهة مبنى من ثلاثة ادوار. وفي جنوب مانهاتن ساد الظلام والصمت الشوارع في حي معروف بصخبه وسهره. وعلى تقاطع شارعي تشيمبرز وغرينويتش اغلقت سيارات الشرطة الطرقات المتجهة غربا وجنوبا والتي غمرتها المياه بعد هذه النقطة. وبدا المقر العام لبنك غولدمان ساكس وهو احدى اعلى ناطحات السحاب في الحي احد المرافق القليلة التي بقيت مضاءة وسط الطريق السريعة في منطقة ويست سايد حيث غمرت المياه الطريق والارصفة. ووسط كل هذا وقف باشكو روكاغ يدخن سيجارة على زاوية شارعي هادسن وفرانكلين. انه حارس مبنى، اضاء الشموع في قاعة الدخول ليرى. وهو يقيم في نيويورك منذ 20 عاما ولم يشهد عاصفة تغرق المدينة في ظلام مماثل. وقال “في العام الفائت كانت الرياح اقوى والامطار اغزر، لكن لم يسد الظلام ولم نشهد فيضانات”. واعلن عن مقتل شخص واحد في مدينة نيويورك هو رجل في الثلاثين من العمر قضى عند سقوط شجرة عليه. وقتل خمسة اشخاص بالاجمال في ولاية نيويورك بحسب السلطات المحلية. غير ان رئيس بلدية المدينة الذي اجرى مؤتمره الصحافي الثالث في يوم واحد عند الساعة 22,00 (02,00 ت غ) اعلن ان المياه ستبدأ سريعا بالانحسار مع بدء الجزر، مرحبا بتوقف المطر. وقال “انها عاصفة نادرة الحدوث”. لكنه طلب من السكان الحفاظ على هدوئهم، مشيرا الى ان خدمة الاغاثة على رقم الطوارئ 911 تلقت ما معدله عشرة الاف اتصال طوارئ كل نصف ساعة اي ما يوازي عشرة اضعاف المعدل الطبيعي. كما طلب من سائقي السيارات بما فيها سيارات الاجرة الامتناع عن الخروج لتسهيل حركة آليات اجهزة الانقاذ. ويبدو يوم الثلاثاء صعبا ايضا. ففيما سيسمح بتقدير حجم الاضرار، سيبقى النيويوركيون محرومين من وسائل النقل المشترك وستبقى البورصة مغلقة وكذلك المدارس، الى جانب انقطاع الكهرباء والانفاق ما سيؤخر استئناف الحياة العادية. وتحصنت اغلبية سكان المدينة في المنازل الاثنين علما ان الكثير منهم تجاهلوا ارشادات رئيس البلدية بمغادرة المناطق المعرضة لخطر الفيضانات التي تضم 375 الف شخص. كما غير الاف السياح خططهم مع اغلاق الوجهات السياحية الرئيسية على غرار تمثال الحرية ومبنى امباير ستيت وحديقة سنترال بارك.