قرر النواب الأوروبيون هذه الايام عدم تمديد العمل باتفاق الصيد البحري الموقع بين الاتحاد الأوروبي والمغرب وقد يذكرنا بما حدث لمن له ذاكرة بشهر دسمبر من عام 1994 عندما سهر المغاربة مع الراحل السيد عبد اللطيف الفيلالي الوزير الاول ووزير الشؤون الخارجية والتعاون ..وكان موضوع السهرة جذبة طماطمية دائما مع الاتحاد الاوربي ، ابتدات بخلاف بسيط حول تجديد الاتفاق بين المغرب والاتحاد الاوربي بشان الطماطم والقرع ونوعين من الحوامض .. وانتهت الحرب باعلان التعبئة العامة وقرع طبول الحرب ..واستنفار كل ما يتلاءم مع ذلك مما راكمته الامة عبر تاريخها الطويل من ملاحم الصمود وايات التحدي ، وككل حرب طماطمية حاسمة نظرا الى الامر باعتباره ايذانا بتحول تاريخي عظيم ينقل المغرب من التبعية الاوربية الى التحرر ...لكن هيهات . ثم انتقلت الجذبة في ذلك الوقت الى « مجلس الامة » وعبر ممثلو الشعب عن الاستعداد غير المحدود للبذل والعطاء في الجهاد المقدس الذي تخوضه الطماطم المغربية في ذلك الوقت من ال “ديسمبر” في مثل هذا الشهر ... كما ..شاهد المغاربة في ذلك الوقت حكومتهم برئاسة الراحل عبد اللطيف الفيلالي تزف اليهم البشائر ..وبدا على محيا الحكومة تعب المحارب واضحا ..وارتياح المنتصر جليا ، ورغم ان حكومة الفيلالي في ذلك الوقت لم تشف غليل المواطنين ، ليلة الجذبة المتلفزة الاولى ، ولم تعرض عليهم معلومات محددة حول حقيقة الخلاف الذي يتطلب الحرب ، ولم تشف غليل ممثلي الامة في مجلس النواب ايضا ..ولم تطلعهم حتى على فحوى الرد الاوربي الذي اثار الجذبة ..فان المواطنين والبرلمانيين صدقوا وسايروا . ولكن عند انتهاء الحرب بالنصر ، تمنى المواطنون ان يعرفوا مدى الفتح الجديد ، وقيمة الغنائم المحققة ..غير ان حكومة الراحل الفيلالي مرت سريعا على الشاشة ، مساء ذلك الخميس من سنة 1995 ، واكتفت حكومة الراحل بالاشارة الى انتهاء حرب الطماطم في انتظار انتهاء حرب الحوامض ، وبعدها حرب الاسماك واليوم تبدا حرب الاسماك من جديدة ومرة اخرى مع حكومة بنكيران التي لم تتشكل بعد ، وستجد في الاسبوع القادم ملف قوارب الصيد يرسو فوق طاولة حكومة السيد بنكيران الذي سيصاب بالجذبة في حضرة الاتحاد الاوربي الذي قرر عدم تمديد عقدة الصيد البحري في “قيعان جوج بحورة بالمغرب ونحن ف حالة مقهورة ” . ، ولا ندري كيف سيتصرف رئيس الحكومة السيد عبد الاله بنكيران وهل سينسى هذه المرة خطبه العصماء عن التحرر من طريقة تدبير ملف الصيد البحري ، وهل ستستطيع حكومته ان تعلن حرب التحرير من التبعية للاتحاد الاوربي ، ام انه سيستريح « استراحة المحارب » بعد كل البلاء الحسن الذي ابلاه في الانتخابات التشريعية الاخيرة .؟.