اذا كانت التنمية منذ نشأتها كحركة تستهدف تحقيق حياة احسن للمجتمع المحلي نفسه من خلال المشاركة الايجابية للاهالي باعتبارهم طاقات بشرية تحتاج الى التنظيم والتوجيه فان العديد من بلدان افريقيا وامريكا اللاتينية وبإيعاز من منظمات دولية وضعت برامج مستهدفة للتدخل بغية محاربة الفقر والاقصاء والهشاشة. اما بالنسبة للمغرب فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي اعلن عنها جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه التاريخي ليوم 18 ماي 2005 تعتبر اول مشروع عمومي من هذا النوع لكونها تبنت مقاربة للاستهداف همت مجالات واسعة من التراب الوطني تأسست على منهجية تتبنى استهدافا مزدوجا وديمغرافيا،مجندة لذلك الرأسمال البشري كفاعل ومستهدف ومصادر تمويل ضخمة لانجاح العملية. لكن الفهم الخاطئ للمبادرة الوطنية مبادئا واهدافا جعل العديد من المنخرطين في هذا الورش الكبير يسلكون مناحي تتنافى ومواصفات التنمية البشرية. ولعل ما يؤكد الطرح الذي نحن بصدده الواقع الذي لامسناه بالجماعة القروية لايت سعيد التابعة اداريا لقيادة الحنشان دائرة واقليم الصويرة حيث عمد استاذ التعليم الابتدائي بمركزية اكدال بنفس الجماعة المسمى مصطفى الاشم ذي الرقم المالي 59279 بصفته كذلك عضو بالجماعة السالفة الذكر مدعوما باحد تقنيي الفلاحة ( مركز الاشغال 01-28 بالحنشان) الى اقناع بعض نساء المنطقة بضرورة تكوين تعاونية نسوية بهدف: - تحسين الدخل لفائدة المرأة القروية. - الادماج في برنامج الانعاش السوسيو-اقتصادي للمرأة القروية. - الحد من ظاهرة الهجرة القروية - الرفع من المستوى الاجتماعي والمعيشي للمرأة القروية من خلال انشطة موازية. - الاستفاذ من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية( الهدف الاخير يجب ان نسطر عليه بالخط العريض لأنه بيت القصيد) حيث تم فعلا تأسيس تعاونية نسوية تدعى” تعاونية ايت سعيد موكادور النسوية للفلاحة وتربية النحل” اواخر شهر يوليوز سنة 2006 ضمت 17 متعاونة مكتتبات في رأسمالها الاصلي ب 34 حصة اي ما مجموعه 1700.00 درهم تم بعدها انتخاب (09) متعاونات من اصل (17) كمجلس الادارة الذي سيتولى مهام التسيير حيث اسندت فيه مهمة الرئاسة لإبنة عمه السيدة فطومة الاشم كما تولت نادية شرحبيل زوجة مصطفى الاشم مهمة كاتبة التعاونية بعد حصولها على شهادة الوضعية المهنية من السلطة المحلية بتاريخ 26 يوليوز 2006 تتبث انها تزاول مهنة الفلاحة رغم انها تزاول مهنة التدريس كأستاذة للتعليم الابتدائي بمركزية ابن بطوطة جماعة ايت سعيد التابعة لنيابة الصويرة وبمساعدة هذا الطاقم طبعا والخدمات التي يقدمها تقني الفلاحة السالف الذكر استطاعت التعاونية الحصول على مشروع لتربية النحل ضم الخلايا والمعدات الاتي جردها: بيانات الكمية/العدد خلايا مملؤة بالنحل 56 وحدة زائدات 56 وحدة شمع 56 وحدة سلك 05 كلغ دواء ضد الفاروزا 08 علب رابوز 04 وحدات سكين تكشيط 01 واقيات للوجه واليدين والبذلة 07 وحدات رافع الاطارات 03 وحدات حيث كان الانتاج السنوي للعسل كما يلي بيانه: بيانات المنتوج الكمية/ العدد القيمة المالية للمنتوج إفراق جديد لخلايا النحل Nouveaux essaims 56essaims x 500.00 درهم 2800.00 درهم منتوج العسل 112 خليةx 20 كلغx150.00 درهم 336000.00 درهم المجموع 364000.00درهم وبما ان طبيعة المشروع تسمح باستفاذته من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وهذا ما سطرنا عليه بالخط العريض سابقا فقد تقدم مصطفى الاشم بصفته رئيسا لجمعية ايت سعيد موكادور للتنمية والبيئة والتواصل بطلبه الى اللجنة الاقليمية للتنمية البشرية وخصص له دعم مالي قدر ب: 200.000،00 درهم على اساس ان يتم استغلاله في تحسين ظروف انتاج وتسويق العسل ل 80 متعاونة او منخرطة موزعات على اربع جمعيات/تعاونيات ويتعلق الامر بكل من: 1) جمعية ايت منصور بجماعة تيمزكيدا اوفتاس 2) جمعية افاق بجماعة امرامر 3) الجمعية النسوية بجماعة الكريمات 4) تعاونية ايت سعيد موكادور النسوية للفلاحة وتربية النحل بجماعة ايت سعيد لكن الوضعية المهنية والسياسية لهذا العضو الجماعي( مصطفى الاشم) جعلت منه اخطبوطا استطاع في فترة وجيزة ان يسيطر على التعاونية النسوية ويمتص دماء المتعاونات اللواتي تحولن الى مجرد خادمات لدى المكتب المسير للتعاونية الذي تشرف عليه ابنة عمه وزوجته (على عينيك يا بن عدي) بلا رقيب ولا حسيب اما تقني الفلاحة الذي اسندت له مهمة التأطير اصبح في خبر كان مادام انه يضرب له سهم في الغنيمة ولعل ابرز اوجه الفساد المالي والإغتناء الفاحش الذي اعترى هذا المشروع تجلت في اقتناء استاذنا المبجل لسيارة فخمة من نوع رونو ميكان(Megane) من مدينة اكادير وشهادة الملكية او الورقة الرمادية ستتبث ان الاقتناء تم بنفس تاريخ تسلمه للدعم المالي وبيع منتوج العسل وعندما تدخلت الجهات المعنية بعد شيوع الخبر فوجئت المتعاونات بتعرض مقر تعاونيتهن للسرقة التي نسبت لمجهول، لكن عناصر الدرك الملكي بالحنشان اكدوا على لسان قائد سريتهم انذاك (بوبكر جاريف) ان الأمر لا يتعلق بسرقة عادية بل ان الفعل ناتج عن رغبة احد اعضاء التعاونية في تحميل واقعة السرقة اختلالات في الحسابات (الفاهم يفهم) ولعل هذا ما حمل استاذنا الكريم على التعجيل بطي ملف السرقة تفاديا لما لا تحمد عقباه وامام هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه عضوات التعاونية النسوية المتجلي في استغلال مجهودهن في تحقيق مكاسب مادية شخصية خصوصا بعد عقد الجمع العام والمصادقة على التقريرين الادبي والمالي للتعاونية وانسحاب ابنة عمه من رئاسة التعاونية وابراء ذمتها من كل التبعات المادية والمعنوية واعلان افلاس التعاونية واندثار خلايا النحل واغلاق المقر . وفي ظل الاستغلال الفاحش لمشاريع المبادرة الوطنية لاغراض سياسية وشخصية فهل تظنون ايها العضو الجماعي انكم ستحضون بثقة الناخبين؟ ام ان سياسة التجويع والترغيب والترهيب التي كان ينهجها سلفكم الطالح وتبنيتموها بعدهم هي مخرجكم الوحيد من هذه الورطة؟ ام ان هناك ايادي خفية تطمس الحقائق وتجعلكم في منئ عن المتابعة القانونية؟ (ولو اننا كمغاربة نؤمن بنزاهة اطر المبادرة الوطنية التي عهد لها بمراقبة مشاريعها والتدقبق في ماليتها) من هذا المنبر الاعلامي الحر الذي عهدنا فيه المصداقية والنزاهة والحرية في التعبير اتوجه الى جميع الفاعلين في برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اطرا ومفتشين وكذا مفتشي الادارة الترابية وكل مهتم بهذا المشروع الملكي الضخم بندائي هذا الرامي الى ضرورة رفع الضرر عن المنخرطات بتعاونية ايت سعيد موكادور النسوية للفلاحة وتربية النحل وانصافهن وفتح تحقيق دقيق ومعمق لمعاقبة كل الجناة او كل من له صلة بضياع مصالحهن ونهب خيرات بلادهن وهذر المال العام بالدرجة الاولى وما ضاع حق ورائه طالب.