تولي الأسر بمدينة الصويرة عناية خاصة بصيام أول يوم عند أطفالها، و تحتفل بهذا اليوم في أجواء حميمية بمشاركة الأهل و الأصدقاء و الجيران، حيث يتم التهيئ للحفل بشكل جدي و جماعي. و يتميز هذا الحفل بعادتين اثنتين، الأولى تسمى عادة "سبع حراير" حيث تقوم أم الطفل بمعية أحد أفراد الأسرة، قبل آذان المغرب بحوالي ساعة، بجلب سبع وجبات من الحريرة من عند سبع أسر من الجيران، تقدم للطفل بعد إعادة تسخينها في فطور أول يوم من صيامه. أما العادة الثانية فتسمى "البابوشة" حيث تقوم الأم بسقي الطفل الماء من هيكل الحلزون، و يقصد من هذه العادة تعليم الطفل الصائم الصبر و قوة التحمل كما لدى الحلزون، في حين هناك أسر تفضل أن يتناول طفلها فطوره الأول فوق فوهة بئر، و تفضل أخرى أن يتناول فطوره على الدرج الأول من السلم، و هي كناية على تعليم الطفل تسلق الدرجات في سلم الحياة و تحسيسه بما يتطلبه ذلك من صبر و جلد. بعد الفطور يرافق الطفل والده إلى أقرب مسجد لأداء صلاة التراويح حاملا سجادته و مرتديا الزي التقليدي الذي غالبا ما يكون عبارة عن طربوش أحمر أو طاقية بيضاء، و جلباب أبيض و بلغة صفراء أو بيضاء حسب ذوق الطفل. يقول الطفل سمير ذو الست سنوات في لقاء مع "الصويرة نيوز"، أنه في أول صوم له عومل معاملة متميزة من طرف أسرته حيث خصته بفطور مختلف عن فطور باقي أفراد الأسرة، و أضاف أنه بعد وجبة الفطور رافق والده إلى مسجد تجزئة السقالة لأداء التراويح مرتديا لأول مرة اللباس التقليدي المعتاد في رمضان، و يؤكد أنه اندهش لما وصل إلى المسجد حيث لفت انتباهه الإقبال المكثف على المسجد من قبل المصلين ذكورا و نساء و من مختلف الأعمار إلى درجة أن أعدادا كبيرة منهم لم تجد لها مكانا بداخله فاستعانة بالباحات المجاورة لأداء الصلوات، و استطرد أنه بعد التراويح رافق والده للتجول مشيا على الأقدام بجنبات شاطئ الصويرة الهادئ و الذي يعرف في ليالي رمضان إقبالا كبيرا من طرف الساكنة، و أوضح سمير أنه توقف لدقائق بمعية والده لتتبع دوري في كرة القدم المصغرة بين فرق الأحياء، تم عرجا على مقهى بالشاطئ حيث قضى و والده حوالي ساعتين من الزمن في الحديث مع الأصدقاء و شرب الشاي الصويري المنعنع.