بعد اكثر من اسبوعين من الاحباط والغضب والحزن على شهداء “ثورة 25 يناير” سادت حالة من الفرحة الغامرة مئات الاف المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير بوسط القاهرة وكذلك شوارعها مع الاعلان عن تنحي الرئيس المصري حسني مبارك الذي حكم البلاد لنحو 30 عاما. وسادت حالة فرحة هستيرية المتظاهرين الذين اخذوا يهتفون “الشعب خلاص اسقط النظام” وهم يصرخون فرحا ويلوحون بالاعلام المصرية، مع اعلان اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية في لحظة فريدة في تاريخ مصر تنحى الرئيس مبارك عن الحكم نزولا تحت ضغط الشارع الذي لم يرض بديلا عن ذلك. وفي الميدان لم يتمالك البعض انفسهم من شدة الانفعال فاغمى عليهم من التاثر. واخذت مجموعة من المتظاهرين تغني اوبريت “الليلة الكبيرة” للراحل سيد مكاوي فيما اخذت جموع اخرى تردد تكبيرات العيد. محمد حمدي (21 سنة) يقول “انا مش مصدق مش عارف اذا كنت بحلم ولا ده حقيقي بجد” لكنه اضاف “مش لازم يمشي، لازم يتحاكم”، في اشارة الى مبارك ليردد معه الكثيرون “الشعب يريد محاكمة الرئيس”. وفي المنطقة التي يتجمع فيها اهالي الشبان الذين قتلوا خلال الصدامات يقول احمد وهو صديق اسلام بكير الذي قتل يوم “جمعة الغضب” في 28 كانون الثاني/يناير، “دم اسلام ما رحش هدر” مؤكدا ايضا “مش عايزينه يمشي عايزينه يتحاكم”. سناء علي زوجة القتيل بدر شعبان السيد “النهار ده انتصرت ثورة الشباب على كل التجاوزات اللي عشناها”، مكررة بدورها “مش عايزينه يرحل عشان لازم يتحاكم”. وكان سليمان اعلن في بيان قراه عبر التلفزيون “ايها المواطنون، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة ادارة شؤون البلاد، والله الموفق والمستعان”. وما هي الا لحظات حتى امتلات شوارع القاهرة بالسيارات التي نزل اصحابها الى الشارع للتعبير عن فرحتهم مع مطلقين العنان لابواقها ابتهاجا برحيل مبارك كما ترددت اصوات اعيرة نارية اطلقت ايضا تعبيرا عن الفرح. كما انهالت الاتصالات الهاتفية بين الاهالي والاصدقاء في مصر والخارج لتهنئة بعضهم البعض بهذا الحدث الفريد. وعلى موقع تويتر كتب الشاب وائل غنيم خبير الانترنت الذي اصبح رمزا للثورة الشعبية “مبروك لمصر.. المجرم غادر القصر”. الصويرة نيوز\خالد صبيح (AFP)