قال اللواء عمر سليمان: إنّ حسني مبارك تنحى عن الرئاسة في مصر، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد. وألقى نائب الرئيس اللواء عمر سليمان من مبنى التليفزيون بيانًا فيما يلي نصه: "في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلّف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، والله الموفق والمستعان". وبعد الإعلان عن تنحي مبارك، سادت حالة عارمة من الفرحة وسط ملايين المحتجين المحتدشين في ميدان التحرير وأماكن أخرى في القاهرة ومحافظات مصرية أخرى، فما ردد آلاف المتظاهرين "الشعب أسقط النظام"، وأطلت أعداد من النسوة من شرفات المنازل مطلقات الزغاريد فرحا بتنحي مبارك. وسيطرت حالة من الفرحة علي المتظاهرين بكورنيش النيل أمام مبنى التليفزيون مرددين "الشعب والجيش يد واحدة" الشعب يريد محاكمة الرئيس "النصر لمصر". وقام بعض المتظاهرين بتوزيع العصائر والشربات على بعضهم فرحين بتنحي مبارك. وكان المتحدث باسم الحزب الوطني الحاكم محمد عبد الله قال لوكالة الأنباء الفرنسية: إنّ الرئيس المصري حسني مبارك "في شرم الشيخ"، وذلك بعد أن قال مصدر مقرب من الحكومة إنّه "غادر القاهرة بصحبة عائلته كلها". وأعلن الرئيس المصري مساء الخميس تفويض سلطاته إلى نائبه عمر سليمان بعد أنّ طلب من مجلس الشعب إجراء تعديلات دستورية، تستهدف خصوصًا رفع القيود التعجيزية المفروضة على الترشح لرئاسة الجمهورية، ووضع حد أقصى لمدة البقاء في الرئاسة. ونزل ملايين المتظاهرين إلى الشوارع الجمعة في القاهرة والإسكندرية وعدة محافظات أخرى عقب صلاة الجمعة للمطالبة برحيل مبارك ونظامه، معلنين أنّ تفويضه سلطاته لنائبه عمر سليمان غير كاف. وفي محاولة لتهدئة الغضب الذي أثاره خطاب مبارك، أصدر الجيش المصري قبيل ظهر الجمعة بيانًا أكد فيه أنه "يضمن" الإصلاحات السياسية التي أعلنها مبارك، غير أنّ هذا البيان زاد المحتجين المحبطين إحباطًا. وتشهد مصر منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي تظاهرات غير مسبوقة تطالب برحيل مبارك، الذي يتولى السلطة منذ ثلاثة عقود. وسقط قرابة 300 شهيدًا عندما حاولت قوات الأمن قمع التظاهرات في أيامها العشرة الأولى. ومنذ الثالث من فبراير، تتيح قوات الجيش المنتشرة في الشوارع للمحتجين التظاهر بشكل سلمي من دون تدخل