حميد شباكو / الصويرة نيوز مع اقتراب نهاية موسم عصر زيت الزيتون ، تعالت أصوات مجموعة من ساكنة الصويرة القاطنة بالعالم القروي ، و الجمعيات ذات الإهتمام بموضوع البيئة السليمة ، للتحذير من مخاطر التدبير الغير السليم لبقايا معاصر زيت الزيتون التقليدية ، أو ما يسمى بالدارجة " المرجان " ، و يستغربون عدم اهتمام الجهات المسؤولة و المعنية بحماية بيئة المواطنين من التلوث و السموم التي تضر به و ببيئته ، و يتساءلون : أليس في مخطط المغرب الأخضر آليات لحماية البيئة من التلوث الصادر عن منتوج فلاحي تشجع الدولة على زراعته و حسن استغلاله …؟ و قد ازداد عدد وحدات سحق الزيتون التقليدية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ، بمناطق الشياظمة على الخصوص ، و ازدادت معها الأضرار الخطيرة الكفيلة بتسميم الفرشة المائية و التأثير سلبا على خصوبة الأرض ، و مع ضعف تقنين شروط منح رخص إحداث سحق الزيتون ، لا يزال التخلص من نفايات الزيتون يتم بطرق عشوائية في الحقول و قنوات السقي و الوديان ، في غياب تام للإلتزام من طرف أرباب المعاصر التقليدية التي لا تتعدى قدرتها الإنتاجية خمسة أطنان في اليوم ، بإحداث حفر لجمع المرجان إلى حين تبخره وفق المعايير المعمول بها .. و الملاحظ على مستوى إقليمالصويرة ، هناك ما يشبه صمت مريب ، لكنه صمت مشترك ، بحيث يوجد غياب كبير لعملية التوعية و التحسيس و التدابير الوقائية الملازمة لعملية استخراج زيت الزيتون بواسطة المعاصر التقليدية من طرف أكثر من عشرات المتدخلين المعنيين في هذا المجال ، إقليميا و جهويا و وطنيا ، و العكس هو يجب السير نحو التشديد على ضرورة تطبيق استراتيجية القرب ، باعتماد الحكامة المحلية الجيدة و التنسيق المحكم بين كافة المتدخلين و الشركاء ، للحفاظ على البيئة السليمة بإقليم يعيش أكثر من 75 في المائة من ساكنته بالعالم القروي . إن استخراج زيت الزيتون واستغلاله ما يزال يعتبر صناعة ملوثة بالمغرب ، إذ تخلف أزيد من 2 مليون و 500 ألف لتر من المرجان يتم التخلص منها بطريقة غير سليمة و تنعكس سلبا على المنظومة البيئية ، و مادة " المرجان " غنية بمكونات سامة متعددة ، أهمها غاز الأمونياك و الفينول و مواد عضوية يتطلب فرزها تحليلات مختبرية معقدة ، فضلا عن الأملاح المعدنية ، و لهذه البقايا آثر سلبي كبير على الفرشة المائية ، التي تتغذى بمواد سامة و صعبة التحلل .