سنصرف النظر استثناء عن مختلف المنابع التي تلحق أضرارا ببيئة بوزان ، وخصوصا ما تعلق بالنفايات الصلبة والسائلة ، وما تتعرض له الغابة من اجتثاث ، ونكتفي بالتركيزعلى ملف صناعة زيت الزيتون التي تعتبر صناعة ملوثة بامتياز ، وتمتد على طول النفوذ الترابي للإقليم الذي يتربع وطنيا على عرش أجود أنواع زيت الزيتون على الإطلاق ، وهو ما ساعد على الإنتشار الواسع لوحدات صناعة زيت الزيتون مع ما يخلفه ذلك من أطنان من مادة المرجان التي تتخلص منها هذه الوحدات بطرق عشوائية وغير سليمة. فمادة المرجان، حسب خبراء في المجال، غنية بمكونات سامة متعددة أهمها غاز الأمونياك ومواد عضوية يتطلب فرزها تحليلات مختبرية معقدة ، فضلا عن الأملاح المعدنية، ويكون لتواجد هذه البقايا والمخلفات كبير الأثر على الفرشة المائية التي تتغدى بمواد سامة وصعبة التحلل ، إلى جانب تسريع عملية نمو الطحالب في الماء الناتج عن مادة الفوسفور، حيث تحدث كلها اختلالات في توازن الكائنات الحية داخل المنظومة البيئية . هذا التشريح العلمي الدقيق الذي يقدمه الخبراء لمادة المرجان وانعكاسها الكارثي على البيئة ، نلمسه بالعين المجردة بمختلف مناطق وزان، بحيث إن نفايات وحدات صناعة زيت الزيتون، أضحت مقلقة بالنظر لما تلحقه سمومها من أضرار خطيرة تطال الإنسان، والحيوان، والنباتات، والماء، والتربة، والهواء. فالصورة التي تؤرق المواطن العادي والمشتغل على حماية هذا الحق من حقوق الإنسان (حماية البيئة)، تتمثل في أن التخلص من نفايات الزيتون إلى اليوم لايزال يتم بطرق عشوائية ، بحيث يلقى بها بطرق عشوائية في الحقول والوديان وباقي المجاري المائية. ما العمل؟ هذه الوضعية تدفعنا إلى فتح مساحة داخل عقولنا للتفكير الجماعي في قضايا البيئة وفي حمايتها، لأن في ذلك حماية لنا وللأجيال القادمة. وبما أن إقليموزان استقبل عاملا جديدا ، وجبت المواطنة الحقة إثارة انتباهه إلى هذا الملف الشائك والمقلق، ودعوته إلى ضرورة تطبيق فلسفة استراتيجية باعتماد الحكامة الجيدة، والتنسيق المحكم بين كافة المتدخلين والشركاء قصد بلورة التدابير الوقائية المتخذة وتفعيلها على أرض الواقع، حفاظا على سلامة البيئة بالإقليم وحماية لها .