لم تخرج الندوة الوطنية الأولى حول حياة الراحل الشاذلي بن جديد بالطارف عما كتب عنها طيلة الأيام الماضية، حيث تميزت فعالياتها بتنظيم سيئ للغاية جعل الحضور الذي فاق عدده طاقة المنظمين وإمكانياتهم يستنكرون نوعية التنظيم وتقزيم الندوة في شبه مداخلات لمدة لم تزد عن 45 دقيقة. وبدأت متاعب المنظمين بتأخر وصول وزير الصيد البحري لإعطاء إشارة انطلاق الندوة بعد أن تأخر في اجتماع رسمي له مع صيادي السمك بالولاية وممتهني صيد المرجان، ما تسبب في إرهاق شديد للمجاهدين الذين تمت دعوتهم للحضور بسبب الحالة الصحية لغالبيتهم . بعدها عرفت الندوة سقطات كثيرة للمنظمين الذين تنصل غالبيتهم من مسؤولية التنظيم حيث لم تتضمن الملصقات المعلقة أية إشارة إلى أية جهة منظمة، ليعجز هؤلاء حتى عن توفير منشط للندوة، ما جعل أمين منظمة المجاهدين بالولاية يتكفل بنفسه بالتنشيط بطريقة سقطت منها كل البروتوكولات المتعارف عليها ليصل الأمر إلى حد إعلان نهاية الندوة رسميا وبروتوكوليا والتراجع عن ذلك بعد مغادرة الكثيرين للقاعة. و لم تشهد الندوة سوى تدخل لمحي الدين عميمور الذي قدم للحضور نبذة عن حياة الشاذلي أيام رئاسته للجمهورية وهي مواقف قال إن الكثيرين يريدون طمسها وتزييفها مساسا بسمعة الرجل، فيما أكد كاتب مذكراته عبد العزيز بوباكير أن المرحوم دخل في خلاف كبير مع الرئيس هواري بومدين سنة 1976 خلال إعداد وثيقة الميثاق الوطني حول بند "الإسلام دين الدولة"، حيث قال كاتب المذكرات إن الشاذلي طالب بأن يكون الدين دين الشعب وليس الدولة التي يمكن أن تستغله لخدمة مصالح لا تخدم الشعب. كما قال الكاتب ل "الشروق" إنه على وشك الانتهاء من الطبعة الثانية لمذكرات الرئيس الشاذلي. وهي جاهزة بنسبة 90 من المائة، في انتظار إنهائها ودخولها السوق. وقد أنقذت شهادتا عميمور وبوباكير الندوة التي غادرها الجميع قبل حتى مباشرة حفل التكريم الذي نسيه المنظمون أصلا لولا تذكيرهم به من قبل بعض الحضور.