كثيرة هي التعاونيات التي تتمركز بإقليم الصويرة و التي تتعدد و تتنوع أنشطتها الإنتاجية، لكن تبقى تعاونية تودرت بجماعة امنتليت التابعة لقيادة سميمو واحدة من أهم هذه التعاونيات لمساهمتها بشكل ملحوظ في إدماج المرأة القروية للمشاركة في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و تأهيلها عبر الأنشطة المدرة للدخل، و تبقى أهم ميزة تنفرد بها هذه التعاونية النسوية كونها الأولى على الصعيد الوطني المختصة في إنتاج و تسويق الأعشاب الطبيعية و العطرية، و أضحت بذلك في وقت قصير نموذجا يحتدى به في هذا المجال حيث ما فتئت تستقبل خبراء و باحثين من المغرب و من الخارج كتونس و الولاياتالمتحدةالأمريكية بهدف الوقوف عن كثب على تجربتها الرائدة في مجال اختصاصها رغم أن تأسيسها لا يتعدى سنة و نصف السنة. و جاء ميلاد تعاونية تودرت النسوية لإنتاج الأعشاب الطبيعية و العطرية في إطار مشروع دعم مبادرات الحكامة البيئية و الترابية الذي تشرف عليه منظمة إندا مغرب (البيئة و التنمية في المغرب العربي) بتمويل من مديرية التنمية و التعاون السويسرية و بشراكة مع مصلحة المياه و الغابات و المديرية الإقليمية للفلاحة و فعاليات محلية بجماعة امنتليت. و تتوفر تعاونية تودرت المتمركزة بدوار صليب على حديقة بيولوجية تضم أنواعا مختلفة من الأعشاب العطرية و الطبيعية يتم تصريفها، بعد معالجتها و تحويلها إلى مواد استهلاكية، في السوق الوطنية و الأسواق الخارجية خاصة السوق الفرنسية، نشاط إنتاجي هام مكن من ضمان الشغل لعدد لا يستهان به من النساء القرويات بجماعة امنتليت اللواتي فتحت لهن أبواب التسويق و الاندماج في الميدان التعاوني، و هو ما سيمكنهن لا محالة من تحسين ظروف عيشهن و سكان المنطقة بصفة عامة. و في لقاء له مع الصحافة، أوضح أحمد بويحياوي المسئول عن منظمة إندا مغرب بالصويرة، أنه من ضمن الأهداف التي من أجلها تأسست تعاونية تودرت، تثمين و المحافظة على الأعشاب الطبيعية و العطرية بإقليم الصويرة و تحسيس مختلف الفاعلين به بالأهمية السوسيو اقتصادية لهذه الأعشاب، و كذا البحث عن سبل حمايتها و استغلالها بطريقة عقلانية و بالتالي تنظيم عملية الإنتاج و الرفع من جودته، و أبرز أن المشروع يتوخى من جهة أخرى إحداث مناصب شغل إضافية للنساء القرويات و ضمان استمراريتها و الرفع من مستوى دخل الساكنة القروية و المساهمة في التنمية المحلية عبر استغلال عقلاني للثروات المحلية. محمد طيفور: للصويرة نيوز