يقول أحد أهل العلم النافع التجربة هي أن تحصل على تذكرة السفر بعد ذهاب القطار .و يطرح هذا القول معاناة، و محن ، و إهدار الوقت ،و ما يترتب عنه من عواقب ، و خسارة المسافر ،الذي تنقصه التجربة ، المقرر أن يسافر في وقت محدد ليصل إلى مقصده في وقت مضبوط،فيتأخر دقيقة أو أكثر عن موعده ، فيضيع القطار المستهدف، و يضيع مآربه و أغراضه ،و يعطل التزاماته ،و ارتباطاته ،و يعيق نفسه و غيره ،كما ينصح هذا الكلام الكريم المعنى، القوي الدلالة ،من لا تجربة له بأن يسأل ،و يشاور على اعتبار أن السائل لا يضيع أبدا ، و أن المشاور لا يندم ،و أن المتكبر على الناس لابد أن يهلك ، و يحث حثا على تقدير المواعيد ،و احترامها احتراما يليق بها من طرف المتعاقدين من جهة ،و يحفظ النظام، و ثماره، و منها حماية المصالح الخاصة و العامة ،من جهة أخرى .هذه قراءة سريعة، و أولية لهذا المثل الطيب ،المنحوت في ذاكرة من قرأه و يعمل به، الذي استدعاه التأمل مليا في قرار تمديد الدراسة هذه السنة بأسبوع، الذي تناقلته وسائل الإعلام،و بلغ الآفاق، و فوجيء به الكدحة المحسوبون من الحقل التربوي التعليمي، و الصغار و الكبار ،و الأباء ، و الأمهات، و خصوصا الذين يداوم فلدات أكبادهم بواسطة النقل المدرسي ،المكلف ماديا ،مهما خفضت قيمة الإركاب ،من المجتمع القروي بمدارس ثانوية إعدادية و ثانوية تأهيلية تقع في المدن بعيدة أشد البعد عنهم و ،يتساءلون مستائين ، و متذمرين، من سوء تدبير شؤون التمدرس المضبوط ،عن المنافع التي ستتحقق من تطبيقه، و من حبس الناشئة بدون جدوى ، و تمديد المصاريف المثقلة لكاهلهم ، و بصرف النظر عما ترتب، و يترتب عن هذا القرار المفاجئ للجميع من أضرار ،المؤجج لمشاعر سلبية، و ردود فعلية ، العباد و البلاد في منآى و غنى عن مضاعفتها المنذرة بدخول مدرسي مقبل أكثر سخونة ،و فشلا ، يتساءل كل من في قليه غيرة وطنية ، و قلق على مستقبل المدرسة العمومية ،غير الباعث على الارتياح،على سبيل المثال عن متى سيصحح الامتحان الإشهادي بالتعليم الابتدائي المقرر أن يجري في 30 يونيه 2011 ؟ و عن متى ستمسك نقطه ؟و عن متى سيعلن عن نتائجه؟و عن متى ستسلم ملفات الناجحين و الناجحات إلى الثانويات الإعدادية المستفبلة ؟و عن متى ستكون الأقسام وفق المقاييس التربوية الحافزة على التنافس المدرسي المثمر؟ و عن متى سينتهي الإعداد للدخول المدرسي المقبل ؟ و عن متى سيتم تسجيل التلاميذ الجدد و إعادة تسجيل المتمدرسين و المتمدرسات القدماء ؟و عن متى سيتم الدخول المدرسي، السنة المقبلة ؟و إلى أي حد سيكون القرار القاضي بتمديد مواعيد الامتحانات الإشهادية مسؤولا عن تأخير الدخول المدرسي المقبل؟ ذلك ما ستكشفه عنه الأيام و الأخبار المنتظرة، ما لم يتم تدراك الأمر بشجاعة ،و التراجع عن هذا القرار غير المقدر للأضرار المترتبة عنه في مقابل المنافع المستهدفة منه ، في ظل الملل من دراسة مقررات طويلة فوق طاقة الناشئة خلال زمن مدرسي ،غير مرفق بهم و نظام تعليمي، متميز بالمعيقات و المفارقات و المثبطات، و منها إفراغ العطل من وظيفتها المحددة، و حلاوتها الضرورية ، في حاجة للمراجعة في أقرب وقت ممكن ، بعون الله تعالى و توفيقه .