غزة – 29-12-2009 – اعتبر الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، بأن أخطر ما شهده العام المنصرم 2009 ، هو تشكيل لجنة وزارية في مارس / آذار الماضي برئاسة وزير العدل الإسرائيلي لدراسة أوضاع الأسرى وتقييمها وتقديم اقتراحات عملية أكثر شدة وقسوة بهدف التضييق عليهم والإنتقام منهم ومفاقمة معاناتهم ومعاناة ذويهم ، مما انعكس سلباً على مجمل أوضاعهم. ورأى فروانة بتشكيل تلك اللجنة وما كان يمثله أعضائها في حينه ، إنما يشكل انعكاساً لجوهر العقلية الإسرائيلية الإنتقامية واللا إنسانية في تعاملها مع الأسرى العُزل ، وبما يؤكد بأن حكومات الإحتلال الإسرائيلي المتعاقبة تنتهج " العقاب الجماعي " بحق الأسرى وسلب حقوقهم كمنهج وممارسة ثابتة. مؤكداً بأن تشكيل اللجنة الوزارية إنما يعني أيضاً إضفاء الغطاء القانوني على مجمل الانتهاكات (السابقة واللاحقة ) ومنح مقترفيها الحصانة القضائية ( الداخلية ) وفتح الباب على مصراعيه لكل من يعمل في إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية للتمادي في الانتهاكات والجرائم بحق الأسرى ، وهذا يخالف كافة القواعد الأساسية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني و نصوص اتفاقية جنيف التي كفلت للأسرى حقوقاً عديدة ، هي جميعا منتهكة أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع . داعياً المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية والتحرك الجاد والفعلي لإنقاذ حياة آلاف الأسرى المحتجزين في سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي . وأكد فروانة بأن ما تمخض عن اللجنة من توصيات وما أقر لاحقاً من قبل الحكومة الإسرائيلية السابقة واستمرار الحالية على ذات النهج فاقم بشكل كبير من معاناة الأسرى وحول حياتهم الى جحيم ، حيث طالت قائمة الانتهاكات وامتد لتطال انجازاتهم السابقة وتعدد الجرائم ، وأضحى العام المنصرم هو الأسوأ ، بالمقارنة مع الأعوام التي سبقته ، بكل ما يتصل بالظروف الحياتية والصحية والأوضاع الإنسانية والقانونية وحتى الاقتصادية . مبيناً الى أن الإجراءات العقابية تصاعدت وسياسة العزل الإنفرادي ترسخت وقائمة المرضى طالت ، والأمراض المزمنة والخطيرة تفشت ، وحرمان ذوي الأسرى (بشكل فردي أو جماعي ) من زيارة أبنائهم أضحت ظاهرة ، ..الخ وقال فروانة : أنه وفي الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيين من الإنقسام وتداعياته ، وعدم توحدهم خلف قضية الأسرى ، فان كافة الإسرائيليين يجمعون على ضرورة إنهاء ملف " شاليط " ، ويعلنون تضامنهم معهم ، و أن كافة الجهات الرسمية في إسرائيل ، تشارك في التضييق على الأسرى الفلسطينيين بهدف الانتقام والثأر منهم والبحث المتواصل عن أساليب أكثر ألماً وقسوة لإيقاع أشد الألم والأذى بهم وبأسرهم ،..الخ . داعياً الفلسطينيين وعلى كافة المستويات الى نسف هذه المعادلة المؤلمة ، والتحرك الجدي لقلبها ، والتوجه فوراً صوب التوحد خلف قضية الأسرى وإعادة الاعتبار لها والنضال من أجل استرداد حقوقهم واستحداث أساليب أكثر تأثيراً ومساندة لهم والبحث عن سبل لتفعيل قضيتهم على كافة المستويات الإقليمية والدولية . أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية 0599361110 الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان www.palestinebehindbars.org/p رئيس التحرير تحيات طاقم الموقع الخالصة