على بعد 23 كلم عن مدينة خريبكة، تقبع جماعة الفقراء، اسم على مسمى، كما عبر احد الأساتذة الين يدرسون بإحدى الفرعيات بالجماعة، فهي أفقر جماعة في إقليمخريبكة، ويعيش سكانها على الفلاحة وتربية الماشية. ويعاني سكان دوار شرقاوة وبعض الدواوير الأخرى، بالخصوص، الأمرين، حيث لاكهرباء ولا ماء ولا طرق معبدة.. باستثناء سبت الفقراء( المركز)، فهي معزولة بشكل تام، واغلب الفلاحين رحلوا منها إلى المدن المجاورة، بعدما سدت في وجوههم كل أبواب الأمل.كما أنها تعرف اكبر نسبة للهذر المدرسي، وذلك لعدم وجود طريق معبدة تربط الدواوير المذكورة. بالإعداديةأو بعض الفرعيات، مثل الطريق الرابطة بين سبت الفقراء ودوار شرقاوة، ما دفع بكثير من التلاميذ للانقطاع عن الدراسة والتفكير في الهجرة، سواء الهجرة الداخلية أو الخارجية إلى أوروبا. ويتذكر العالم حادثة غرق أزيد من 60 شاب من هذه الدواوير في عرض بحر الساحل التونسي سنة 2004، وذلك بحثا عن حياة أفضل ومستقبل مضمون.. وهو ما دفع بكل ذلك العدد من الشباب، منهم متزوجون ولهم أبناء، اختاروا الهجرة، في وقت واحد، عبر قوارب الموت، وقد لقوا حتفهم في عرض البحر، وكانت تلك اكبر كارثة إنسانية عرفها إقليمخريبكة على الإطلاق. كل هذا بسبب التهميش الذي تعرفه هذه الجماعة، و انتشار البطالة، وتصحر الأراضي التي تعتمد على الفلاحة البورية، وانسداد الأفق بشكل عام. احمد، فلاح في عقده السادس، ولد وترعرع في هذه الجماعة، يقول بأسى:" إن الجماعة تعرف التهميش ولم تعد الأرض تنتج كما كانت، تراجع المحصول بسبب الظروف المناخية، وتوالي سنوات الجفاف، والتلوث البيئي وموت المواشي.. لم يعد أمامنا غير الرحيل إلى المدينة للبحث عن لقمة العيش". وأكد احد الأساتذة الذين يدرسون بإحدى الفرعيات بالجماعة، " أن اكبر نسبة للهذر المدرسي تعرفها هذه الجماعة، حيث يصعب على التلاميذ قطع كيلومترات عبر مسالك متربة وبعيدة، سيما في فصل الشتاء، ما يعوق وصول التلاميذ في الوقت المناسب، بل إن أكثر الآباء، يفضلون توقف أبنائهم عن الدراسة والانخراط في أعمال الفلاحة وتربية الماشية، أو الرحيل إلى المدينة للبحث عن الرزق بطرق أسهل. وهو ما أدى إلى تناسل الأحياء العشوائية في المدن، وبدا هؤلاء الشباب يتعاطين للمخدرات أو بيعها وفي أحسن الأحوال، أو التحول إلى باعة متجولين في الشوارع وأمام المحلات التجارية، وقد بلغ عدد الباعة حسب بعض الإحصائيات إلى أزيد من 4000 بائع متجول، وهو ما يخلق فوضى عارمة، للسائقين والراجلين على حد سواء". ويذكر أن عدد سكان الجماعة يبلغ حسب إحصائيات سنة 1991 :4891 نسمة، وتبلغ كثافة السكان نسبة 26 نسمة بالكيلومتر المربع و بمعدل تزايد سنوي 1,70 بالمائة. بينما بلغت نسبة الهجرة 20 بالمائة، حيث يهاجر السكان إلى مدينة خريبكة، الدارالبيضاء، الرباط، وذلك بحثا عن الشغل، في حين يهاجر اغلبهم لتمكين أبنائهم من متابعة دراستهم الثانوية أو العليا . و يقتصر النشاط الاقتصادي لسكان الجماعة على تربية الماشية و الفلاحة البورية حيث تمتلك الجماعة : الغنم:33.224 رأس,لماعز:3929 رأس الأبقار:2.929 رأس. و تبلغ المساحة المستغلة فلاحيا 11.269 هكتار : البورية : 11.265 هكتار المسقية : 4 هكتار والتي تنتج 148.000 قنطار من الحبوب , أما المساحات الأخرى: المراعي :1.300 هكتار الغابات : 400 هكتار .[/align]