كشف عدد من سكان تاغزوت بالحسيمة، أن المسالك الرابطة بين دواوير الجماعة قطعت بسبب الثلوج والأمطار، منذ أسبوعين، وأن المياه الغزيرة تسببت في سقوط عدد من القناطر كما أن الدواوير الغير مربوطة بطرق معبدة تواجه نفاد المواد الأساسية والاستهلاكية، خاصة قنينات الغاز، فيما نفت مصادر رسمية وجود مشاكل العزلة، موضحة أن أمطار نهاية الأسبوع الماضي، ساهمت في ذوبان الثلوج، والطريق مفتوحة، حاليا، بين الجماعة والجهات المجاورة لها. أفادت مصادر "المغربية" أن الثلوج تحاصر حوالي 4000 أسرة بجماعة تاغزوت بالحسيمة، كما أن الأمطار الغزيرة أدت إلى إغلاق عدد من المسالك الطرقية، خاصة المؤدية إلى دواوير الجبال، مشيرة إلى أن سكان المنطقة يواجهون صعوبات في توفير المواد الأساسية، التي تضاعفت أسعارها، فيما يواجه سكان قلعة مروان، وقلعة سيدي مخفي، وارالف وتريا مزيت وأكمدان، واولاد بكار نفاد المواد الاستهلاكية. وأوضحت المصادر نفسها في اتصال ب "المغربية" أن الأوحال وانجراف التربة، إضافة إلى سقوط بعض الأحجار الكبيرة، غطت بعض المعابر، التي كان السكان يعتمدون عليها في التنقل بين المنازل و"الفدادين"، التي يجلبون منها الخضر، كما أدى تراكم الثلوج، التي سقطت على المنطقة، منذ أسبوعين، إلى إغلاق المسالك، المخصصة للدواب، التي تنقل ما يحتاجونه من السوق المحلي، وبعد استحالة استعمال هذه الوسيلة، تجند نساء وأطفال الدواوير لاقتناء بعض ما يحتاجون إليه بأسعار مرتفعة. وذكرت المصادر، أيضا، أن سكان هذه الدواوير يواجهون مشاكل في توفير حطب التدفئة، واقتناء الماء الصالح للشرب، بسبب رداءة أحوال الطقس، كما أن أطفال بعض الدواوير انقطعوا عن الدراسة، منذ الأسبوع الماضي، بسبب انخفاض درجة الحرارة من جهة، وعدم تمكن بعض الأطر التعليمية من الانتقال إلى المنطقة لأداء مهامها، من جهة، أخرى إضافة إلى إغلاق بعض المؤسسات لتوقع سقوطها. وإذا كان سكان الدواوير القريبة من السوق المحلي ومن الطرق المعبدة يستطيعون التنقل عبر سيارات الأجرة، التي تربط الجماعة بالجهات المجاورة، مثل تاونات، فسكان الجبال العالية، مثل قلعة مروان وأكمدان، الذين يعانون التهميش وغضب الطبيعة، حسب المصادر، يواجهون نفادالمواد الأساسية، خاصة قنينات الغاز، التي تضاعف سعرها، حسب المصادر نفسها. وأكدت أن الأمطار الغزيرة أدت إلى سقوط عدد من القناطر، الرابطة بين الدواوير، مثل القنطرة المؤدية إلى دوار تاريا مزيت، فيما غطى ارتفاع منسوب المياه، بعض المسالك التي تربط بين المنازل نفسها، موضحة أن مشاكل العزلة، التي يواجهها سكان دواوير الجماعة تتكرر كل سنة، في غياب أي تدخل محلي لمساعدتهم، إضافة إلى التهميش الذي يعانيه سكان المنطقة نفسها، المكونة من دوار إيكورارن وتازارين وتريا مزيت وإعمورن ودوار الساقية، ودوار أرالف، وأولاد ورطيط (بني أوكيل وإسروفن) وبني خلف والقلعة وأولاد بكار، بسبب وجود طريق واحدة تربط بين بعض الدواوير، فيما ينتظر أغلبية الدواوير أن يفرج عن طريق أخرى توقفت أشغالها بعدما رفض أحد السكان استغلال جزء من أرضه لمرور الطريق. وأوضحت مصادر مطلعة في اتصال ب "المغربية" أنه عقد لقاء بتارجيست، صباح الثلاثاء الماضي، لدراسة المشاكل التي تخلفها رداءة أحوال الطقس بالمنطقة، مشيرة إلى أن العزلة التي ضربت دواوير جماعة تاغزوت فكت، نهاية الأسبوع الماضي، بعدما ساهمت الأمطار في ذوبان الثلوج، مضيفة أن سكان بعض الدواوير بالجماعة يحاولون استغلال رداءة الأحوال الجوية لإحياء مشاكل متعلقة بطريق مقطوعة فعلا، ليس بسبب الثلوج، وإنما بسبب اعتراض أحد السكان من استغلال أرضه في مشروع الطريق، وأدى هذا الاعتراض، حسب المصادر، إلى وجود خلافات بين الدواوير، التي ترغب في الاستفادة من ربطها بطريق تعبرها وسائل نقل عصرية، مثل دواوير آخرى بالجماعة نفسها. وأضافت المصادر أن بعض الطرق المؤدية للمنطقة، مثل بني بونصر وخلالفة وتارجيس، فتحت بداية هذا الأسبوع، فيما تحاول الجهات المعنية التدخل في حالات الحصار بالثلوج، أو سقوط بعض القناطر، لتقديم مساعدات للمتضررين. وأشارت المصادر، أيضا، إلى أن التساقطات المطرية والثلوج، التي عرفها إقليمالحسيمة، الأسبوع الماضي، خلفت خسائر مادية بمجموعة من المؤسسات التعليمية بالمجال القروي، إذ أثرت تغيرات الأحوال المناخية بشكل سلبي على سير الدراسة بعدد من المؤسسات التعليمية الموجودة ببعض الدوائر التابعة للحسيمة مثل بني ورياغل وتارجيست وبني بوفراح، كما أن السيول وانجراف التربة أدت إلى قطع الطرق والمسالك، التي تربط الوحدات المركزية والفرعيات, كما تسببت في انهيار بعض القناطر، والمدارس.