كشف عدد من سكان دواوير وحشيات وتامساوت بكتامة، أن المسالك الرابطة بين الدواوير وطريق الوحدة قطعت بسبب انزلاقات التربة، منذ شهر يناير الماضي، وأن المياه الغزيرة تسببت في غمر عدد من القناطر بالأوحال، مما جعل الدواوير غير المربوطة بطرق معبدة تواجه نفاد المواد الأساسية والاستهلاكية، خاصة قنينات الغاز، فيما تقاطرت على المديرية الإقليمية والجهوية للتجهيز شكايات مواطنين تطالب بفك العزلة المضروبة على مساكنهم لأسابيع مضت، وأفادت مصادر بالمنطقة، أن انهيارات التربة بالمحور الطرقي المؤدي إلى كل من وحشيات ودواوير تامساوت تسببت في محاصرة ما لايقل عن 10 آلاف نسمة بوحشيات وحدها، وزهاء 15 ألف نسمة بتامساوت جنوب غرب إقليمالحسيمة، إذ أدت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على منطقة كتامة بما يزيد عن 2000 ملم إلى إغلاق عدد من المسالك الطرقية، خاصة المؤدية إلى دواوير الجبال، مشيرة إلى أن سكان المنطقة يواجهون صعوبات في توفير المواد الأساسية، التي تضاعفت أسعارها. وأوضحت المصادر نفسها أن الأوحال وانجراف التربة، إضافة إلى سقوط بعض الأحجار الكبيرة، غطت بعض المعابر، التي كان السكان يعتمدون عليها في التنقل إلى مراكز التسوق بالمنطقة. وذكرت المصادر أيضا أن سكان هذه الدواوير يواجهون مشاكل في توفير حطب التدفئة، وجلب الماء الصالح للشرب، بسبب رداءة أحوال الطقس، كما أن أطفال بعض الدواوير انقطعوا عن الدراسة منذ أسابيع مضت، بسبب انخفاض درجة الحرارة من جهة، وعدم تمكن بعض الأطر التعليمية من الانتقال إلى المنطقة لأداء مهامها من جهة أخرى، إضافة إلى إغلاق بعض المؤسسات لتوقع سقوطها. وأدت الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة منذ ما يزيد عن ثمانية أسابيع، إلى قطع العديد من الطرق والمسالك بجبال كتامة، مما تسبب في عزل الساكنة التي أصبحت معاناتها مضاعفة بسبب موجات البرد القارس وتساقط الثلوج، وانعدام المسالك والطرق وتدهور الموجودة منها، التي تربط العديد من الدواوير بالطريق الرئيسية ومركز كتامة. وتفيد المصادر أن سكان وحشيات اضطروا إلى التنقل عبر مسلك السينكو للوصول إلى دواويرهم عوضا عن الطريق الذي يربطهم مباشرة بمساكنهم انطلاقا من طريق الوحدة، وأن تعثر إنجاز الطريق الإقليمية التي تربط تامساوت بمركز كتامة ومغادرة المقاولة المختصة منذ تساقط الأمطار، أدخل السكان في عزلة تامة عن العالم الخارجي، بفعل غياب كاسحات الأتربة والأوحال والصخور المنهارة على الطرقات والمسالك بالمنطقة. وقالت المصادر دائما إن توقف أشغال بناء الطريق المذكورة قبل نحو شهر نتيجة إفلاس مقاولة فازت بصفقة إنجازها أدخلت المنطقة في شلل تام، مما تسبب في تدهور الوضع المعيشي للساكنة جراء الأضرار التي ألحقتها التساقطات القوية بالبنية الطرقية الهشة للمحور الطرقي الوحيد الذي يربط قراهم بالعالم الخارجي في نطاقات جبلية شديدة الوعورة، ويتخوف السكان المحليون حسب شهود عيان من استمرار العزلة المضروبة على قراهم وعدم اكتراث مصالح التجهيز بتدهور المعبر الطرقي الوحيد لمنطقتهم باتجاه طريق الوحدة، مما أضحى يعرض معه وفق شهادات المواطنين دائما حياة مواطني القرى المذكورة للخطر والحصار أكثر من أي وقت مضى.