على هامش فلسفة الانتهاز... _ لم لا يطمح في أن يصل الى مركز من مراكز السلطة والقرار في مدينته التي أوته مذ فتح عينيه على العالم ولازالت تأويه الى الآن فيضرب بذلك عصفورين بحجر واحد؟ ردد في نفسه وهو يضع أول سيجارة مارلبورو بين شفتيه في ذلك الصباح بعد احتسائه لكأس من القهوة البرازيلية معطرة بشيء من الحبة الكحلاء الحارة. العصفور الأول هو زوجته سعدية واهانتها له في كل وقت وحين وقطع فائدتها منه رغم شهوانيته الزائدة عن الحد والثاني الأرتقاء الطبقي على شاكلة كيف تتعلم اللغة الايطالية في أسبوع واحد , ولكن من أين سيبدأ ؟تلك هي المسألة . فكر في أن ينضم الى حزب من الأحزاب المفرخة من طرف الادارة في الآونة الأخيرة في أول الأمر لكنه تراجع عن هذا الاختيار لأسباب عديدة منها أنه لم يكن في يوم من الأيام شيوعيا ولا حتى يساريا بل لم ينتم أصلا الى أي حزب اللهم نشاطه في احدى الجمعيات الكروية بالحي الذي لازال يقطن فيه لحد الساعة.كما أن هيئته لا تنم عن كونه الشخص المناسب فهولا تعلو رأسه صلعة نظيفة فبالأحرى براقة. لم يبق له سوى الانتماء للزاوية التي ذاع صيتها بين الناس وانتشر مريدوها كالذباب حول ضفتي نهر النيجر. _ لم لايجرب حظه ؟وفي الأخير ليس لديه ما سيخسر... سيقتني بلغة وتسبيحا و جلابة بيضاء من القيسارية دلالة على حسن طويته و استعداده لتلقي تربية روحية على يد شيخ الطريقة. كان يقترب من حلمه رويدا رويدا حتى حصل ما لم يكن في الحسبان .لقد جاءه قرار عزله من الوظيفة التي كان يشغلها لسوء تدبيره وعيشه في أغلب الأحيان على الأوهام والاعتقاد الزائد في رؤى الأحلام.