ليس من مدعٍ بالوطنية يطلب مساعدة أجنبية لتحقيق أهدافه ، وخاصة في مواجهة السلطة التي يعارضها، ويتقاطع معها ، لان السلطة إن كانت مغموسة بالعمالة ، فهي خيانة وطنية، ومن يريد الحكم، والوصول إلى مقاليد السلطة ، عليه أن لا يركب دبابة أجنبية ، ليكون لقمة سائغة لمن جاءوا به إلى السلطة، أياً كانت مبرراته، وادعاءاته في مواجهة الخصم، فما زال الجرح العراقي ينزف، بسبب ركوب العملاء للدبابة الأميركية ، وتقديم العراق لقمة سائغة للامبريالية الأميركية، وللفارسية المجوسية. إن كل من يطلب المساعدة الأجنبية هو مشبوه ، في أهدافه وتوجهاته، وهو يسعى لبيع الوطن ، تحت شعارات براقة، لن تصمد مع مرور الزمن ، لأن أسياده هؤلاء سيركلوه بأقدامهم، بعد أن يؤدي الوظيفة التي رسموها له، وعندها لا ينفع الندم، وكما تقول العرب ، ماذا ينفع الندم بعد خراب مالطا ؟ ، فقد عودنا نظامنا العربي الرسمي أن يكون رخيصاً حد الخيانة، وعودتنا أصحاب الأصوات الناعقة أنها أول من يسقط في أول امتحان ، فمن يصدّق من عاش في كنف القذافي طيلة هذه الفترة ؟ ، لم يصحو على ممارسات القذافي إلا اليوم، وهو ما يدعيه رموز قيادات التمرد المدنية والعسكرية. الغرب عموماً لن يقدم المساعدة لوجه الله، ولا من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، التي يتشدق بها ، فهو من أكثر دول العالم في الدوس عليها ، عندما تتقاطع مع مصالحه، وبشكل خاص في الوطن العربي، فالدلائل ماثلة للعيان في سايكس بيكو، ووعد بلفور، واحتلال العراق، والتحالف مع الكيان الصهيوني، ومن يمنع هذا الغرب الامبريالي من أن ينفذ أهدافه على الأرض الليبية ؟، هل هي قوة المتمردين المتكئة على هذه الأكتاف الامبريالية ، أم مجلس الجامعة ومجلس الأمن . الغرب الامبريالي هاله ثورة شباب تونس وشباب مصر، التي قضت على ديكتاتورين من ركائزه في الوطن العربي ، فأراد أن يزرع نظاماً عميلاً له بين تونس ومصر، فكانت أحداث ليبيا، وبتوظيف دول أعضاء النظام العربي الرسمي في الجامعة العتيدة، فكان السيناريو ذاته الذي سار عليه، في التمهيد لغزو العراق، الذي تمر الذكرى الثامنة لغزوه واحتلاله، في أبشع جريمة عالمية ، وكان كثير من اللاعبين هم إياهم في نفس سيناريو العراق، وإلا ما الذي يدفع دول الخليج، لتتنطح لإدانة النظام الليبي، وهي فاقدة الأهلية في علاقاتها مع أبناء الشعب في دولها، وما الذي يدفع دولا أربعة موصومة بعمالتها لأمريكا، في المشاركة في الحضر الجوي على ليبيا،وهي عاجزة عن الدفاع عن نفسها ، وفي الوقت ذاته، ترفض تونس ومصر المشاركة في العدوان على ليبيا . إذا كانت أبرز شخصيات العالم تقدماً، قد حذرت من الأهداف الامبريالية، وهي كاسترو، ونورويجا، وشافيز، وعزت الدوري، وإذا كانت الصين وروسيا والهند وألمانيا قد عارضت قرار مجلس الأمن، فهل أن أوباما وكاميرون وساركوزي هم من يعتد بهم، ونسينا تاريخ بلادهم الأسود في حق الشعوب ، وإذا كانت مثل هذه الدول حريصة على حماية المدنيين، فاين كانت في العدوان الصهيوني على غزة ، وفي ممارسات " إسرائيل" في حق أبناء شعب فلسطين. سيناريو العدوان على ليبيا ذات السيناريو في غزو العراق واحتلاله، والنظام العربي الرسمي ليس مؤهلاً أن يطلب من مجلس الأمن اتخاذ قرار الحضر، لأن أياً من اطراف النظام العربي الرسمي ، لا يستطيع الادعاء بعلاقته الايجابية مع شعبه ، وان اي مشاركة عربية في العدوان على ليبيا هي خيانة وطنية وقومية، اعتاد النظام العربي الرسمي على ممارستها، فقد مارسها في احتلال فلسطين واحتلال العراق، فحري بالشعب العربي في كل مكان، ان يتبع طريق شباب تونس وشباب مصر، في كنس الطغاة من سدة الحكم ، وبدون السماح لأي أيد أجنبية في التدخل ، فهذه الأنظمة متهاوية، وآيلة الى السقوط ، والجماهير العربية قادرة بارادتها ان تزيلها من الوجود . ان المطلوب من النظام الليبي ان يفتح باب الحوار مع الخيّرين من ابناء شعب ليبيا احفاد عمر المختار، ليفوتوا الفرصة على من يريد ان يلتهم ليبيا ، بسبب ثروتها النفطية ، وليكونوا وقود المقاومة التي لابد منها ، لإفشال المخطط الغربي، كما تمكنت المقاومة العراقية الباسلة، ان تهشم الوجه الامبراطوري الاسود على ارض العراق ؟، كما هو مطلوب من النظام السوري أن يحذر من ملامح التآمر، التي بدت تحاك ضده، والسيناريو الذي بدأ يرسم في أجواء سوريا الشقيقة ، لان الهدف الامبريالي في تدشين العدوان على ليبيا ، ان يقطع على الشعب العربي الطريق في تحرير نفسه بنفسه ، ليدس انفه في الشأن الداخلي ، وليضبط عملية التغيير بما يخدم مصالحه ، فالشعوب وحدها صاحبة القول الفصل في نيلها حريتها واستقلالها ، وتمتعها بكامل حقوقها ، وبعيداً عن اي وصاية اجنبية . يا شعبنا العربي من المحيط الى الخليج العربي ، عدوكم الرئيسي هو النظام العربي الرسمي ، لانه المسؤول عن التخلف والتبعية والتجزأة ، وهو يتحالف مع اعداء الامة امبريالياً وصهيونياً ، واحذروا من اي علاقة مع اي اجنبي ، فاماكانيات الامة كبيرة وعظيمة ، وقادرة على النهوض بارادة حرة ابية ، ومهما كانت المعاناة ، فان الاعداء لن يكونوا الحضن الدافئ لحمايتكم ، من هؤلاء الطغاة الذين يعطلون مسيرة الامة ، فالامة بارادتها واستقلالية قرارها ، تتمكن من تحقيق اهدافها ، فهاهم شباب تونس الابطال ، وهاهم شباب مصر العظيمة ، وعلى الطريق شباب اليمن السعيد بأهله ، نماذج نقية يمكن استلهام خطواتها .