لم أشعر فى حياتى بعدم منطقية الحياة والواقع إلا عندما سمعت وشاهدت ذلك الزعيم والقائد العربى الذى يسأل شعبه من أنتم حتى تطلبون منى أن أترك قيادتى لكم ؟ ، ومن أعطاكم الحق فى أن تقولوا لى لا ؟ .. ثم لا يكتفى بأن يسأل ذلك السؤال الاستنكارى بكل الحده والغضب من أنتم ؟ ليجيب عليه بكل الاستعلاء أنتم مجموعة من الجرذان ( الفئران ) والقطط المذعورة التى لا يحق لها أن تخرج عن الحدود التى وضعتها أنا ولا يحق لها أن تقول غير نعم ، فكلمة لا غير مطروحة وغير مقبولة وغير مسموح بها . ولا يقف الأمر عند حدود ذلك السؤال الاستنكارى من قبل حاكم لشعبه من أنتم لتقولوا لا، ولا عند حدود تشبيه شعبه بالقطط والفئران المذعورة .. ولكن أن يهدد شعبيه هو وولى عهده بإما القبول بنظامه أو الخراب والتدمير ( إما نحن أو الخراب ) .. وبعد هذا وذاك هو الإصرار على التمسك بالسلطة والبقاء فيها إلى النهاية .. بل والجهر بأن السلطة تساوى الحياة ذاتها ، فلا حياة عندهم دون السلطة . ما هذا الواقع الأكثر ضلالة الذى نعيش فيه بلا موضوعية وبلا منطقية ، نحن سكان هذه البقعة أو هذه المساحة المشئومة من خريطة العالم ، والكرة الأرضية .. والذى يقوم على وقائع وحقائق تتناقض مع كل حقائق ومعطيات العالم الأوسع الذى نحن جزء منه . فالحقائق والثوابت الذى يعيش ويقوم عليها عالمنا المعاصر هى : · أن الديمقراطية وحقوق الإنسان لا بديل عنهما لكل شعوب العالم ، وأنهما لا يعدان شأن داخلى بل هما شأن يخص الإنسانية جميعها .. بعدما انفتح العالم على بعضه بفعل ثورة الاتصالات والمعلومات ولم يصبح هناك حدود للزمان ولا حدود للمكان بين كل أجزاء الكرة الأرضية . · أن عالمية المجتمع المدنى وكل منظماته تمثل شبكة واحدة تحاول أن تغطى كل المجتمعات عملاً على توعيتها وحمايتها فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وتأكيد أن الحق فى الحياة الكريمة لكل إنسان مبدأ يجب أن يسود الجميع استناداً إلى المساواة والعدل . · وأنه لا يمكن الوقوف والمنع والحد من الانتشار الثقافى والتعرف على ثقافة الآخر .. والأهم أنه لا يمكن أن تمنع نفسك من أن ترى الآخر فى كل مكان ، والأكثر أهمية أنه لا رئيس ولا زعيم ولا قائد ولا ملك ولا مسئول يستطيع أن يمنع أى مواطن من أن يسأل نفسه عندما يرى الآخر فى البلاد الأخرى من خلال وسائل الإعلام المتاحة: - لماذا هم متقدمون ونحن متأخرون ؟ - لماذا هم ينعمون بالحرية والديمقراطية ونحن لا ننعم بها ؟ - لماذا هم لا يملكون موارد وإمكانات مثلما نملك نحن بينما هم تقدموا ونحن تخلفنا؟ - لماذا هم يملكون حق الاختيار وحرية التعبير والديمقراطية وحق أن يقولوا لا .. ونحن لا نملك إلا الاختيار الوحيد والبديل الوحيد والقول الوحيد وهو نعم لكل شىء؟ لا أحد يستطيع أن يمنعنا من أن نسأل أنفسنا هذه التساؤلات التى عندما لا نجد إجابة منطقية عليها أن نثور على حكامنا ونقول لهم لا وألف لا ... لذلك لا يا سيدى القائد والزعيم التى تسأل من أنتم ؟ أسمح لى أن أجيب لك عن هذا السؤال ؟ · بأننا نحن من قبلنا الصمت ما بين ثلاثة وأربعة عقود أملاً فى التقدم الذى لم يحدث .. وآن الآوان أن نقول لا وألف لا .. · نحن الذين لم نقبل أن نورث ولن نقبل أن ننظر إلى الآخرين فى كل مكان الذين لا يملكون مثلما نملك من إمكانات ونتحسر على حالنا أننا لم نتقدم مثلهم . · نحن الشعب الذى لا يمكن أن يقبل أن تصفه بأنه مجموعة من الفئران والقطط المذعورة ، أو القلة المندسة والخائنة . · نحن من يطالب بالحق فى الحياة الكريمة مثلما يعيش معظم البشر . · نحن من يريد أن يحرر هذه البقعة المشئومة من الكرة الأرضية من القهر والفساد والدكتاتورية لتتحول إلى البقعة السعيدة التى تمتلك من الموارد والإمكانات ما يجعلها أسعد بقاع الدنيا لو تحررت من بقائكم حكاماً عليها بالقهر والسيطرة . · نحن من سينتصر على ذلك السيناريو الرهيب إما أنتم أو الخراب ، نحن من سيحدث المعجزة التى ستأتى بالحرية ، ونزيلكم دون خراب أو دمار لأن لنا الحق فى الحياة الكريمة القائمة على العدل والمساواة . أم لكم رأى آخر ...[/align]