نظمت جمعيات حقوقية وأفراد من عائلات المعتقلين في ما يسمى خلية بلعيرج، وقفة احتجاجية أمام وزارة العدل المغربية في الرباط تنديدا بما اعتبروه رفض السلطات الاستجابة لمطالب السجناء الذين يضربون عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع. ويؤكد المضربون عن الطعام تعرضهم لمحاكمة غير عادلة في قضية وصفوها بالمفبركة، في إشارة إلى قضية عبد القادر بلعيرج الزعيم المفترض للخلية التي كشف أمرها يوم 18 فبراير/شباط 2008 حينما ألقت السلطات المغربية القبض على 35 شخصا بتهمة تكوين خلية إرهابية تخطط لتنفيذ أعمال تخريب واغتيالات سياسية. ورفع عشرات المتظاهرين في الوقفة التي نظمتها اللجنة الوطنية للتضامن مع المعتقلين السياسيين -وعددهم ستة- لافتات وشعارات تطالب السلطات المغربية بالتدخل لإنقاذ حياة المعتقلين الذين تشير اللجنة إلى تدهور حالتهم الصحية مع دخولهم اليوم الثالث والعشرين من الإضراب. وقال الأمين العام لحزب الأمة محمد المرواني الموجود في السجن المحلي لمدينة سلا إن قرار استئناف الإضراب يأتي احتجاجا على "تعثر إصلاح القضاء في المغرب ومواصلة الاختطاف والتعذيب وتبييض الانتهاكات الجسيمة الجديدة لحقوق الإنسان". ودعا إلى "كفالة الحق في التعبير والتنظيم" و"إغلاق معتقل تمارة" و"إقرار مقاربة تصالحية في تدبير ملف السلفية وتمتيع معتقليها بحريتهم". ويواصل المرواني ومعتقلون آخرون إضرابهم عن الطعام رغم مناشدات قيادات إسلامية ويسارية التوقف عنه، في حين أعلن عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية العبادلة ماء العينين عن تعليق إضرابه بعد تدخل بعض شيوخ وأعيان عائلته. أحمد ويحمان صرخة جديدة من جانبه أكد عضو الأمانة الوطنية للتضامن مع المعتقلين السياسيين أحمد ويحمان أن هذا الاحتجاج بمثابة صرخة جديدة لتذكير المسؤولين بقضية المعتقلين السياسيين وتحميلهم مسؤولية نتائج الإضراب عن الطعام، مشيرا إلى أن حالة المعتقلين المضربين عن الطعام "حرجة". واعتبر ويحمان في حديث للجزيرة نت أن محاكمة المعتقلين السياسيين في ملف بلعيرج مفبركة بإجماع كل الفاعلين الحقوقيين في داخل المغرب وخارجه بسبب ارتباط المحاكمة بالرأي والموقف السياسي، وفقا للمتحدث الذي دعا إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين أو إعادة محاكمتهم مع توفير شروط المحاكمة العادلة. من جانبها حملت رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان خديجة رياضي الحكومة المغربية مسؤولية ما ستؤول إليه أوضاع المعتقلين، ودعت إلى حماية حقهم في الحياة والسلامة البدنية وفتح حوار معهم للنظر في مطالبهم. كما عبرت عن استيائها من "التعذيب" الذي قالت إنه مورس على بعض المعتقلين في خلية بلعيرج، مؤكدة حدوث خروق أثناء محاكمتهم ووصفتها بالمهزلة الحقيقية. أما رئيس جمعية عدالة وعضو هيئة الدفاع عن المعتقلين عبد العزيز النويضي فقد برر لجوء المعتقلين إلى الإضراب عن الطعام "بفقدانهم كل الوسائل لتحرير أنفسهم والتحكم فيها". وطالب النويضي في تصريح للجزيرة نت بإطلاق سراح المعتقلين بسبب ما اعتبره غياب شروط المحاكمة العادلة، أو محاكمتهم بعد إطلاق سراحهم، مشيرا إلى أن القضية مند بدايتها عرفت "انتهاكا صارخا لحقوق المشتبه بهم وحقوق الدفاع على حد سواء". شعارات تطالب بإنقاذ حياة المعتقلين كما حملت زوجة المرواني المضرب عن الطعام عفاف الحاجبي الحكومة المغربية مسؤولية ما يمكن أن يقع لزوجها الذي قالت إن صحته تدهورت بشكل كبير، وإنه "يحمل كفنه على كتفه" بسبب رغبته في المساهمة في "بناء مغرب الحريات والعدالة والإصلاح". أحكام وكانت محكمة الاستئناف بالمغرب قد قضت في يوليو/تموز الماضي بتثبيت حكم المؤبد في حق عبد القادر بلعيرج، في حين خففت الحكم إلى عشر سنوات بحق القيادات السياسية، وذلك بعدما كانت المحكمة الابتدائية قد أصدرت بحقهم أحكاما بالسجن بين 20 و25 عاما. أما أحكام البقية فبقيت كما هي باستثناء متهم واحد خفض الحكم بحقه من ثماني سنوات إلى خمس. ووجهت للخلية تهم المس بسلامة أمن الدولة وتكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية. المصدر: الجزيرة