سخر مندوب ليبيا المستقيل في الأممالمتحدة عبد الرحمن شلقم بحديث العقيد معمر القذافي عن تعاطي المتظاهرين الليبيين حبوب هلوسة، وقال إنه لو كان ذلك صحيحا فإنه يلزمهم جبال منها، وطالب بقرار سريع وحاسم من مجلس الأمن لإنقاذ ليبيا.وألقى شلقم كلمة مؤثرة أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي بخصوص ليبيا بعد تقديمه وبقية أفراد البعثة استقالته، وقال إن "ما يحدث في ليبيا أمر خطير". وأوضح أن مواطنين ليبيين خرجوا في يوم 15 فبراير/شباط الجاري يطالبون بالإفراج عن المحامي "فتحي تربل" الذي يتابع قضية ألفي سجين قتلوا بإطلاق الرصاص في سجن أبو سليم عام 1996، ولكن قوات الأمن الليبية أطلقت النار على رؤوسهم وصدورهم. وأكد شلقم أن الليبيين تظاهروا بصورة سلمية وهم ينشدون الديمقراطية والتقدم لبلادهم، لكن القذافي وصفهم بأنهم يتعاطون حبوب الهلوسة. وقال شلقم إذا كان مئات آلاف المتظاهرين الذين تعج بهم مختلف مناطق ليبيا يتعاطون حبوب هلوسة فلن تكفيهم أطنان ولا حتى الجبل الأخضر والجبل الغربي من هذه الحبوب. أحكمكم أو أقتلكم وذكر أن القذافي هدد بحرق ليبيا وأنه هو وأولاده يقولون لليبيين إما أن نحكمكم أو نقتلكم، وأضاف أن الزعيم الليبي أتى بأطفال من دور الرعاية وألبس جنودا ملابس مدنية كي يهتفوا له في الساحة الخضراء بطرابلس يوم أمس. واستغرب شلقم كيف أن القذافي الذي طالب في سنوات مضت بالحرية لعدة دول، واحتج على التجارب النووية الفرنسية في الجزائر، ووقف ضد الانفصال بين سوريا ومصر، أصبح اليوم يقول للشعب الليبي "إما أن أحكمكم أو أقتلكم". وطلب شلقم من القذافي أن يترك الليبيين وشأنهم، وطمأن أعضاء مجلس الأمن بقوله "لا تخافوا ستبقى ليبيا موحدة ومترابطة"، وأعرب عن ثقته في أن الليبيين" لن يخضعوا"، مذكرا بقول المجاهد الليبي عمر المختار للمستعمرين الإيطاليين "نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت". وقال شلقم "إبان الحرب الإسرائيلية على غزة كنت أرفع صوتي ضد ما يحدث في غزة من قتل، والآن يقول القذافي إن ما يجري بليبيا وراءه أنصار بن لادن، أسأله يا أخ معمر هل الطفل الذي عمره ستة أشهر (قتلته كتائب أمنية تابعة للنظام) من أتباع بن لادن؟". يقتل أو ينتحر من جهته أكد إبراهيم دباشي نائب المندوب الليبي الدائم لدى الأممالمتحدة أن القذافي سيبقى في السلطة حتى يُقتل أو ينتحر، واصفا إياه بأنه "رجل مجنون وغير مستقر نفسيا". وحذر دباشي -الذي انتقد القذافي مطلع هذا الأسبوع- من أن الوضع في البلاد يزداد سوءا وأن الجثث ستكون أكواما. وتوقع المسؤول الليبي مقتل الآلاف في طرابلس، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لإرسال رسالة واضحة للقذافي بوقف عمليات القتل الآن. وحث دباشي مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراء فوري بفرض عقوبات على القذافي وقادة آخرين في النظام، مشيرا إلى أن الرجل الذي حكم البلاد أكثر من 41 عاما لن يسمح بالقبض عليه حيا. وجاءت هذه التعليقات عقب خطاب مقتضب ألقاه القذافي أمام أنصاره في الساحة الخضراء يوم أمس بطرابلس يدعوهم فيه إلى إلحاق الهزيمة بأعدائه.