تنظم مجموعة كبيرة من السيدات الإيطاليات تظاهرة يوم الأحد المقبل، "دفاعاً عن كرامتهن"، إزاء الصورة المشوهة التي تعطى لهن في الإعلام على خلفية الفضائح الجنسية لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني. شكّلت الصّورة التي أعطتها الفضيحة الجنسية الجديدة لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني عن المرأة، في أعين قسم كبير من الإيطاليات الدافع الذي سيحملهنّ على التظاهر بأعداد كبيرة الأحد المقبل "دفاعاً عن كرامتهنّ". وصرحت اليزا دافوليو وهي شاعرة في الخامسة والثلاثين من العمر، أن التظاهرة "ليست تعبئة سياسية. إنه تحرّك عفوي لنساء مختلفات من كل الأعمار والتوجهات". وتدير دافوليو مدونة "سي نون اورا كواندو 13 فبرايو 2011" (إذا لم نتحرك الآن فمتى؟) التي أنشئت خصيصاً للحدث. ووقّعت أكثر من 50 ألف إمرأة خلال أسبوع على مذكرة للتنديد بقوة ب"إظهار المرأة مراراً وتكرارًا كأداة للتجارة الجنسية في الصحف والمجلات وقنوات التلفزة والحملات الإعلانية". وقالت المخرجة السينمائية فرانشيسكا كومنشيني إحدى منظمات التحرك مع شقيقتها كريستينا وهي مخرجة أيضا، إنه هناك رغبة كبيرة لدى الإيطاليات في المشاركة في التحرك مضيفة "تلقينا كماً كبيراً من الإتصالات الهاتفية من نساء أعربن عن رغبتهن في المشاركة في التظاهرة ولم نكن نتوقع ذلك بتاتاً". ويبث فيديو قصير على موقع يوتيوب الدعوة إلى التحرك الأحد مع توقع تنظيم تظاهرات في مئات المدن الإيطالية ومنها روماوميلانو. وسيتم خلال التظاهرة الحديث عن سلوك برلوسكوني الذي يشتبه بأنه أقام علاقة جنسية مع قاصر تدعى روبي "سارقة القلوب" البالغة من العمر 17 عاما، مقابل مبلغ من المال. ولن يكون لهذه التظاهرة أي طابع نقابي أو سياسي، لكن سيشارك فيها على غير عادة عدد كبير من نساء اليمين اللواتي كنّ أعضاء في الغالبية الحاكمة حتى فترة ليست ببعيدة. وقالت فرانشيسكا كومنشيني إن "برلوسكوني أظهر إحتقاراً كبيراً للمرأة منذ زمن بعيد مع ملاحظاته التي تنمّ عن إزدراء النساء". من جهتها قالت كريستينا المروجة لمدونة "دي نووفو" (من جديد) التي تم إنشاؤها للفت الإنتباه حول وضع الإيطاليات "السيئ"، "هنا تجاوزنا حدود ما هو مقبول فهو يعطي صورة عن المرأة كأنها لا تزال تعيش في عصر سابق". وستشارك الشاعرة اليزا دافوليو مع رضيعها البالغ من العمر ثلاثة أشهر وشريكها، وهي تقول عن ذلك "لأننا نرحب بكل الرجال الذين يدعمون قضيتنا". وقالت اليزا انه لن يكون في هذه التظاهرات تمييز بين النساء موضحة انه "ليس تحركاً ضد المومسات". كما ستشارك حركة الدفاع عن حقوق المومسات في تظاهرة الأحد. وقالت لونيتا سافينو وهي ممثلة مسرح مشهورة "نودّ التصدي لهذه الثقافة المنتشرة التي تقول إنه يمكن للمرأة سلوك طريق مختصر وكسب الكثير من المال بمجرد ان تكون جميلة وتحضر حفلات وتبيع جسدها ولو لليلة واحدة". والتحرك الذي سيضم شخصيات مشهورة مثل الممثلة لاورا مورانتي ومهندسة الديكور غاي أولينتي سيسعى إلى إثبات بأن هاتين المرأتين نجحتا في الحياة بطريقة أخرى. وبعد الأحد، تأمل كريستينا وفرانشيسكا وأخريات في أن يفضي التحرك في الربيع إلى مؤتمر كبير وإنشاء شبكة لتشكيل اتحاد لجمعيات نسائية "لا تتمتع بأي ثقل سياسي". وقالت كريستينا كومنشيني "لم تقم حكومات اليمين ولا اليسار بأي شيء" لتحسين وضع المرأة، منددة بتعرضهن "للتمييز في سوق العمل بسبب عدم توفر دور حضانة ومساعدات للأسر ووظائف بدوام جزئي". وفي ايطاليا حيث تبلغ نسبة الولادات 1,4 طفل لكل إمرأة، من بين الأدنى في اوروبا، تبلغ نسبة النساء العاملات 50 % تقريباً (59 % في الإتحاد الأوروبي) رغم أنهن يحملن شهادات علمية أكثر من الرجال. وقد وقع أكثر من 73500 شخص على عريضة على موقع صحيفة "لايونيتا" اليسارية مطالبين الإيطاليات بقول "هذا يكفي بالفعل"، لبرلوسكوني. كما إنطلقت تظاهرة في مدينة ميلان يوم السبت الماضي، ضمت الآلاف من السيدات اللواتي نددن بتصرفات برلوسكوني. في المقابل وصفت واحدة من أبرز السياسيات الإيطاليات سيلفيو برولسكوني بأنه "سلطان" يقلل من شأن النساء وتوقعت أن يتخلى عنه العديد من النساء اللاتي صوتن لصالحه في الإنتخابات السابقة عندما تحين الانتخابات القادمة. وقالت روزي بيندي زعيمة الحزب الديمقراطي المعارض ونائب رئيس مجلس النواب الإيطالي إن الفضائح الجنسية لبرلوسكوني على الارجح ستكلفه منصبه. وقالت "الإيطاليات يدفعن الثمن الأفدح لهذه الفضيحة، اذ تروج صورة لنساء تدنت قيمتهن الى أجسادهن واللاتي تحولن الى سلعة تباع وتشترى لاستهلاك السلطان.. الامبراطور". وهي لفتت إلى أن "برلوسكوني أقام جزءا مهما من نجاحه الإنتخابي على النساء. لكن لا شك أن نسبة شعبيته تنخفض. النساء سيمثلن عنصراً رئيساً في وضع نهاية لشهر عسل برلوسكوني في بلادنا". ومع أنه من المبكر الحديث عن الإنتخابات القادمة في إيطاليا التي ستجري في 2013، إلا أن أكثر المراقبين يتوقعون أن الفضائح الجنسية لبرلوسكوني أو تشرذم تيار يمين الوسط، سيقود الى سقوط الحكومة وان انتخابات مبكرة ستجري ربما هذا العام. وينفي برلوسكوني الذي يملك إمبراطورية إعلامية ان يكون قد ارتكب أي خطأ ويقول إنه لم يسبق ان دفع مالا مقابل ممارسة الجنس. واتهم رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني الاربعاء نيابة ميلانو بالتحرك "لأغراض تخريبية بحتة" بعد ان طالبت بمحاكمة فورية في فضيحة روبي مؤكدا أن هذه الملاحقات ليست سوى "حجة" لإقالته من منصبه. وتحدث برلوسكوني خلال مؤتمر صحافي لدى تقديم تدابير اقتصادية، إثر إعلان نيابة ميلانو بأنها طالبت بمحاكمة فورية بحقه في قضية روبي. وقال برلوسكوني "بشأن المحاكمة يمكنني فقط أن اقول إنها مهزلة انها اتهامات لا أساس لها. انها قضية تشهير إعلامي". وكانت النيابة العامة في ميلانو (شمال ايطاليا) أعلنت الاربعاء أنها طلبت المباشرة فورا في محاكمة برلوسكوني في قضية "روبي غيت" المتهم فيها باستخدام مومس قاصر واستغلال منصبه للإفراج عنها من دائرة الشرطة. وقالت النيابة في بيان وزع على الصحافة انها "نقلت الى قاضي التحقيقات التمهيدية طلب المحاكمة الفورية على اساس الأدلة الدامغة". ويتعرض برلوسكوني منذ 21 كانون الاول/ديسمبر للتحقيق في إطار فضيحة جنسية لإقدامه على إقامة علاقة مع مغربية قاصر تدعى كريمة المحروق الملقبة بروبي، مقابل مال واستغلال منصبه للافراج عنها بعد توقيفها في ايار/مايو بتهمة السرقة. ودافع محامو برلوسكوني عن فرضية قيام موكلهم بالتدخل لصالح روبي لانه كان يظن انها "قريبة (للرئيس المصري حسني) مبارك" وبالتالي الحفاظ على العلاقات الجيدة بين البلدين. وسبق أن تجاوز برلوسكوني فضائح سابقة بشأن حياته الخاصة. وتطالب بيندي برلوسكوني بالاستقالة وقالت ان من المرجح أن تؤدي أحدث فضيحة الى تنحيه.