في الوقت الذي يتضح لجميع الفاعلين النقابيين ، أنه لا حل لمشاكل التعليم أنجع من النضال ، ولا نضال أجدى في تحقيق المطالب إلا بجبهة نقابية تضم جميع العاملين في المجال ، وهو الأمر الذي بدأ يتبلور في المشهد النقابي المغربي...، يطلع علينا مؤخرا بشكل ملفت للنظر، بعض رجال التعليم من خلال ملاحظات قد تبدو مشروعة ، وقد تكون صادرة بنية حسنة ، أقول هذا الكلام للحفاظ ما أمكن على حسن النية حتى في الرد ، إلا أن أهلها يقعون في أخطاء جسيمة ليس أقلها فتح الباب مشرعا أمام شرخ جسم رجال التعليم ، وإشاعة جو الكراهية و " الحضيان" ، وخدمة مصالح الإدارة متمثلة في الإدارة المحلية و النيابة ، التي لا شيء يفرحها أكثر من صراع رجال التعليم بينهم ، وللأسف نلحظ نمو هذه الظاهرة بشكل مثير ، فمن "كاتب" ينشر الأسماء وأرقام التأجير ، و في خطوة لم تجرأ الإدارة نفسها يلاحظ على الحق في متابعة الدراسة ... وغيرها من الطوام كمراسلة النيابة في شأن زملاء يطيلون في زمن الاستراحة ... إن مصلحة المتعلم لا يجب أن تكون مجال مزايدات من أي طرف كان ، هناك رجال تعليم يتابعون دراستهم في ظروف جد قاسية ، لا يمنعهم حقهم المشروع الذي ليس لأحد سحبه منهم ، من الأداء المتميز، وفي سيرهم تجارب تربوية رائدة ، مجلات مدرسية ، إذاعات مدرسية و غيرها .. لنرق جميعا إلى مستوى من الشعور و التفكير والأداء العملي، يجعلنا نحس بأننا ذات واحدة ، إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. من للأستاذتين بفرعية أولاد سعيد بلحاج م م المسيرة ، اللتين لا تجدان ماء صالحا للشرب ، وغيرهن كثير ؟ من للأستاذات بفرعية الهمامرة اللواتي تقمن جميعا في بيت يفتقر لأبسط شروط الحياة لا ماء ، ولا كهرباء ، ولا نقل ، يضطر الأستاذات إلى الاستعانة ب" خطاف " للوصول إلى الفرعية ، في زمن المدونة ، ؟ من لهن حين أرعبهن مجرمون ليلا بدق البيت و محاولة الدخول ، وغيرهن كثير ؟ من للأساتذة المجازين ضحايا القرصنة في حقهم في الترقي و تغيير الإطار ؟ من للحالات الاجتماعية الخطيرة ضحية المزايدات من رجال التعليم أنفسهم و عدم الاتفاق بين النقابات التعليمية ؟ من لمن يمارس أنبل مهمة في ظروف تفتقر لأبسط الشروط من بنية تحتية ووسائل تعليمية ؟ من لأهل "لانافيت" المستنزفين ماديا و معنويا كل يوم ؟ و اللائحة طويلة لا يكفيها مقال ..... سادتي نساء و رجال التعليم ، جميعا ، مهما اختلفت نقاباتكم ، وأولوياتكم ، أدعوكم جميعا إلى "ميثاق شرف المدرس (ة) " ميثاق يسطر أخلاقيات المهنة ، يجعل الطعن في الجسم محرما ، والنصيحة بآدابها وأخلاقها واجبة، يؤسس لتبادل الخبرات والتجارب، بغية الأداء الأمثل لمهمتنا النبيلة ، ويوجه سهام الاحتجاج و التذمر نحو الجهة التي تتفرج اليوم على صراعاتنا ، وانقسامنا ... أتمنى من الجميع، أفرادا وهيئات ، التفاعل مع هذه الدعوة الصادقة ، وترجمتها في القريب العاجل عمليا ، لاستعادة هيبة ضاعت ، وهمة ولت ، بعد أن كان الجميع يتغنى ب : قم للمعلم وفه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا