وعيا منهم بخطورة وحجم الهجومات التي يتم شنها على الجامعة المغربية، لاسواء المباشرة منها أو الغير المباشرة، أقدم مناضلو ومناضلات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بمعية الجماهير الطلابية على تفكيك شبكات لترويج المخدرات، كانت تنشط داخل الحرم الجامعي بجامعة ظهر المهراز- فاس – آخرها تلك التي تم تفكيكها يوم الجمعة 20-11-2009. فقد كانت هناك عدة محاولات، الهدف منها تمييع الحرم الجامعي وضرب ثقافة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب واختراق أعرافه وضوابطه، خصوصا بعد الاقتحامات المتتالية التي عرفتها جامعة فاس من طرف قوات القمع، التي فرشت الأرضية لدخول عصابات منظمة لترويج المخدرات، لكن بعد تعقب وترصد دام أزيد من شهر، قامت به لجنة اليقضة المكونة من طلبة يسهرون على تحصين الحرم الجامعي، خصوصا بعد انكشاف تواطؤ إدارة الحي الجامعي الأول التي أقدمت على قص وتشذيب حاجز نباتي كان يحيط بالمصحة الجامعية مع الاحتفاظ بجزء منه كان يختبئ ويتحصن وراءه ثلاثة عناصر غريبة عن الجسم الطلابي، وبعد التحقق من المعطيات الكاملة، كانت النتيجة شبكة مكونة من أربعة أفراد يقوم أحدهم بنقل "البضاعة" (المخدرات) عن طريق دراجة نارية وكانت العملية تتم في سرية تامة، وقد أقدم الطلاب عن طريق مجموعات منظمة يوم الجمعة الماضي على محاصرة هذه العناصر وإلقاء القبض عليهم، وتقديمهم لمحاكمة جماهيرية، انسجاما وأعراف وضوابط الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، اعطيت مداخلات للطلبة والطالبات الذين عبروا عن أرائهم وأدلوا بمقترحاتهم، فيما تم فسح المجال لعناصر الشبكة الذين اعترفوا انهم يعملون عن طريق الوساطة لصالح مجموعة من الأباطرة بمدينة فاس. وقد خلصت هذه المحاكمة الجماهيرية إلى طرد هذه العناصر- المدججة بأسلحة بيضاء وكمية من المخدرات ودراجة نارية- من الجامعة وعدم العودة إليها. وتجدر الاشارة أنه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تفكيك مثل هذه الشبكات، فقد عرفت السنوات التي تلت تطبيق الميثاق الطبقي للتربية والتكوين عدة عمليات لتفكيك شبكات لترويج المخدرات، شبكات الدعارة وشبكات بوليسية كان يتم زرعها داخل الجامعة والأحياء الجامعية لتسييد أجواء الميوعة والتفسخ في صفوف الطلاب ضدا على ثقافة المقاومة والمجابهة، خصوصا مع احتداد الصراع بين الحركة الطلابية بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي، الفصيل الماركسي اللينيني من داخل الجامعة، وبين النظام القائم الذي يهدف من خلال مخططاته إلى خوصصة التعليم وجعله مقتصرا على أبناء البرجوازية. ففي الموسم الجامعي 2008-2009 تم تفكيك شبكة للدعارة مكونة من "طالبات" يقطن الحي الجامعي الثاني إناث بجامعة ظهر المهراز فاس، كن يعملن وسيطات لجلب طالبات لأشخاص نافذين. والذي يوضح أكثر من غيره تواطؤ إدارة الحي الجامعي في هذه العملية هو كون إحدى عناصر هذه الشبكة "طالبة" تتابع دراستها بكلية الآداب والعلوم الانسانية سايس وتقطن بالمدينة الجامعية، ومع ذلك تم الترخيص لها بالسكن بالحي الجامعي الثاني إناث بجامعة ظهر المهراز، علما أن قانون الأحياء الجامعية لا يسمح لطلبة المدينة الجامعية بالاستفادة من السكن في الحي الجامعي. ويعتبر تحصين الحرم الجامعي مهمة أساسية تدوم من بداية السنة إلى نهايتها في شكل "دوريات" منظمة ينخرط فيها كل الطلبة والطالبات، حفاضا على الصورة الاشعاعية للجامعة المغربية عموما، وجامعة ظهر المهراز –فاس- على وجه الخصوص.