من يراقب الصراع حول الصحراء المغربية بين المغرب والجزائر، يلاحظ مدى الجهود التي بذلها ويبذلها النظام العسكري الجزائري من أجل تصدير اهتمامات الشعب الجزائري نحو الخارج وإلهائه بقضية لا علاقة لها بتاريخ وثرات وشعب ما زال يبحث عن هويته، ومكانته بين الشعوب، وعن خيراته التي ما زال يبشر بها الوزير أويحي الشعب الجزائري، رغم تعالي اصوات التنديد والاحتجاج من البيت مرورا بالشارع، وصولا إلى البرلمان الذي فجر فيه عضو " مجلس الأمة " ( ... ) والمنتمي إلى المعارضة في حزب سعيد سعدي عندما أرجع هذا البرلماني الجريء وبكل شجاعة نادرة كل ملآسي الشعب إلى أويحي وزمرته " الذين شربوا حليب صوناطراك " ومصوا عظام البقرة، وبين الفينة والأخرى يخترعون لعبة من ألاعيبهم القذرة لصرف أنظار المواطن الجزائري نحو ترهات ومواقف وطنية زائفة تارة في ميدان الكرة، وخلق عدو وهمي مثل مصر أو تونس ، أو إثارة موضوع الحرب المغربية الجزائرية القادمة، لالهام الحماس الوطني الذي لم يعد يهتم به أحد. والحقيقة أنهم يدركون جيدا أن المغرب هو، وما زال منذ القدم بلد الأولياء الصالحين، والشرفاء والبركة، والدليل على ذلك استحالة استعماره - سابقا - من طرف اللأتراك، وهو بهذا لم يدرج ضمن تركة الرجل المريض في آخر أيامه، وهي الحالة والصفة التي كان الاوروبيون يطلقونها على الامبراطورية العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى. ولا غرابة أن جنود لواء الاسلام نحو الأندلس والمشرق والصحراء كانوا مغاربة، وما زال المغرب يتمتع بمناعة تاريخية لا مثيل لها في الأمم الأخرى وهو ما يثير حفيظة وغيرة وحسد الطغمة العسكرية الجزائرية التي ما زالت تبحث على مجد واه ولو على جثث الشعب الجزائري، والتحالف مع الصليب الاستعماري ضد بلد جار مسلم . الفساد ينخر كل مناحي الحياة في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الاشتراكية، وأصبح كل الشعب يتساءل أين هي الدولة التي وعدهم بها بوتفليقة، وهم يرون رموز النضال والاسلام والجهاد تتهاوى من الجامعات والمعاهد والشوارع، وتسمى المزابل والقذارة بأسماء الشهداء وهو ما فضح به البرلماني الجريء بوتفليقة وزمرة الشر التي تسيره