لحد الساعة لم يبلع النظام الجزائري ومعه صحافته الاستخباراتية المزيفة للحقائق الوقفة الموحدة للشعب المغربي في الدفاع عن صحرائه، وهو ما كشفته الاحتجاجات الضخمة في داخل المغرب وخارجه أمام القنصليات والسفارات الجزائرية بعد خطف مصطفى سلمة ولد سيدي مولود .... هذا وقد وقفت الصحافة المأجورة الجزائرية التابعة للقايد صالح وزمرته القابضة على أنفاس وخيرات الشعب الجزائري، والمشتتة لدولارات ريع الغاز والبترول - من أجل معاكسة الحق المغربي صحرائه المسترجعة من الاستعمار الاسباني - مبهوتة أمام وحدة كلمة الشعب المغربي من طنجة إلى لكويرة وبالمظاهرات الضخمة المنظمة أمام قنصليات وسفارات الجزائر في داخل المغرب وخارجه للتنديد بخطف القيادي السابق في البوليساريو مصطفى ولد سيدي مولود الذي عبر عن رأيه في الحكم الذاتي ... وتحوّلت الندوة حول ''اليقظة الإعلامية المغربية " بعد خطف القيادي السابق في البوليساريو مصطفى ولد سيدي مولود'' التي نظمها مركز الرائد للدراسات والبحوث في الجزائر " إلى حملة تحريضية ودعوات جديدة لإثارة قضية الصحراء وفق ما يتطابق ويوافق الذهنية الحالية للرأي العام الجزائري، مستغلين في ذلك الاستعدادت والحرب النفسية لمقابلتي المغرب والجزائر في كرة القدم المؤهلة لكأس أفريقيا القادم ... وهو ما زالت تثيره وتركز عليه عدة صحف جزائرية، حتى بعد خسارة فريقهم أمام فرق أفريقية أخرى، المهم هو الركوب على موجة المغرب لتهييج الشعب الجزائري وتخديره وإلهائه عن مشاكل السكن والبطالة واختلاسات المال العام بملايير الدولارات، وشراء السلاح، بدل نهج سياسة تنموية وصرف عائدات البترول لمحاربة الفقر ... كما"انتقد المشاركون في الندوة عدم تعاطي وتفاعل الصحف الجزائرية كما كان معهودا منها، ضد المغرب وصحرائه .ودعا أستاذ العلوم السياسية، إسماعيل دبش، الإعلام والصحافة الجزائرية إلى مسايرة المواقف السياسية للدولة الجزائرية المعادية للمغرب، وعدم التخلي عن الصحراء التي تعد بعدا استراتيجيا للنظام الجزائري، مشيرا أن الصحافة المغربية كانت أكثر حرصا من الصحف الجزائرية بشأن الدفاع عن مواقف بلدها. وأكد دبش أنه يتعين على الإعلام الجزائري أن يلعب دوره في الدفاع عن مصالح الدولة الجزائرية في سياستها الخارجية المبنية على معاداة المغرب ، مشيرا إلى أن المغرب نجح في إثارة قضية الصحراء "بعدما كنا نحن الدين نثير الزوابع ونحرج المغرب ..." وقد اعتبر عدة فاعلين وسياسيين من داخل الجزائر وخارجها أن هذه الحملة وهذه الدعوة تهورا زائدا وخروجا عن اللياقة واللباقة ضد بلد جار ومسلم يتقاسمون معه الدم والتاريخ والنسب، وأن هذه الحملات الدعائية ضد المغرب ما هي إلا محاولة للهروب إلى الأمام، من قبل النظام الجزائري لتصدير مشاكله الداخلية، بعد فشله في وقف العنف والتفجيرات التي تضاعفت في الأسابيع الأخيرة في كل ولايات الجزائر، و في حل المشكلات التي تحاصر الشعب الجزائري كما أوضح دبش أن المغرب كان أكثر المستفيدين من الجزائر قبل غلق الحدود البرية عام 1994، حيث كان يستفيد من 6 إلى 7 ملايير دولار أمريكي، وهو رقم لا يعكس الحقيقة والحركة التجارية قبل وبعد غلق الحدود، بما أن الجزائر هي المستفيدة اكثر من تجارة التهريب بين البلدين، خاصة في جانب المواد الغذائية كالخضر والفواكه، وتنقل العملة المغربية القوية مقابل الدينار الهابط، زيادة على إغراق المغرب بالقرقوبي، والسماح للجحافل من المهاجرين السريين من جنوب الصحراء من الدخول إلى المغرب ، وهو ما سجلته كاميرات وهي ترصد شاحنات للدرك الجزائري وهي توصل آلاف الأفارقة إلى الحدود السرقية مع المغرب. إن لجوء العسكر الجزائري إلى تحريك آلته الدعائية وشن حملة إعلامية ضد المغرب وفي هذا الوقت بالذات، يفسر حالة القلق والاضطراب التي يعيشها النظام الجزائري مع تفاقم الأزمة واستشراء الفساد والمحسوبية في كل قطاعات الدولة، وفشل سياسة السكن التي واكبها بوتفليقة، وتضاعف مشكلات الهجرة السرية وسط الشباب الجزائري بقوارب الموت ... لذلك تبقى قضية الصحراء المغربية المحاولة الوحيدة والمتبقية للنظام الجزائري لإشغال الشعب الجزائري عن المشاكل الداخلية، ولاستدراك الخسائر السياسية التي مني بهان بعد مقترح الحكم الذاتي كحكل أخير من طرف المغرب لانهاء الصراع المفتعل الذي ما زال يعيق وحدة وتقدم الشعوب في المغرب العربي