اتهم رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحي، «جماعات مصالح بالداخل مرتبطة بمصالح خارجية» ب«عرقلة سعي الدولة إلى المحافظة على القدرات المالية للبلاد». ووصف مروجي إشاعات عن تدهور صحة الرئيس ووفاة أحد أشقائه ب«الدناءة». والتقى أويحي، أمس، بالضاحية الغربية للعاصمة كوادر حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يرأسه، وألقى خطابا ضمّنه عددا من الرسائل موجهة، على الأرجح، إلى خصومه وخصوم الرئيس بوتفليقة. وانتشرت الأسبوع الماضي أخبار غير مؤكدة عن وفاة شقيق الرئيس، الطبيب مصطفى بوتفليقة، الذي عاد من رحلة علاج بسويسرا، وتردد في أوساط سياسية ضيقة أن صحة رئيس الجمهورية تدهورت، على خلفية عملية جراحية خضع لها نهاية 2005. وقال أويحي بخصوص الإشاعات حول صحة الرئيس إنها «دنيئة»، من دون ذكر من يُعتقد أنه يقف وراء ذلك. وأشار، أيضا، إلى أخبار أخرى متداولة عن صراع مفترض بينه والرئيس، سيعجل برحيله المفترض من رئاسة الوزراء. وذكر أن ذلك يعكس «تكالبا متواصلا يهدف إلى زعزعة معنويات مواطنينا من خلال ترويج إشاعات وهمية حول انشقاق مزعوم لدى مؤسسات الجمهورية». وحرص أويحي على تأكيد أن حزبه، (الثاني من حيث الأهمية في البرلمان)، يدعم برنامج ولاية بوتفليقة الثالثة (2009 - 2014)، الذي رصدت له الدولة 150 مليار دولار. وأصدر أويحي، العام الماضي، تدابير اقتصادية في إطار قانون الموازنة التكميلي، وصفت بأنها غير مشجعة على جلب الاستثمار الخارجي. وفي سياق ذلك، قال أويحي إن هناك «تحركات ماكرة لبعض جماعات المصالح مرتبطة بمصالح خارجية، من أجل عرقلة سعي الدولة إلى المحافظة على القدرات المالية للبلاد، والحفاظ على النسيج الاقتصادي الوطني وتقويمه. وبعبارة جامعة، من أجل خدمة مصالح الشعب وتعزيز مستقبل الأمة». ولا يوضح أويحي من هم الأشخاص الذين يوجدون في «جماعات المصالح» التي تحدث عنها. وبخصوص موضوع إدراج الجزائر في قائمة الدول، التي يخضع رعاياها لإجراءات مراقبة خاصة بمطارات الولاياتالمتحدة وفرنسا، تحدث أويحي عن «محاولات خارجية يائسة لتحريك السكين في جرح كفاحنا المنفرد ضد الإرهاب، ومن أجل المساس بصورة بلادنا والنيل من كرامة مواطنيها الذين يتنقلون إلى الخارج». واحتجت الجزائر بشدة لدى واشنطن وباريس على تصنيفها ضمن «الدول مصدر خطر»، واعتبرتها متناقضة مع إرادة البلدين في التعاون معها لمحاربة الإرهاب. وقال أويحي إنه «يعتقد شخصيا» أن الإشاعات عن تردي صحة الرئيس وعن تدهور علاقته به، وتصنيف الجزائر في لائحتين تضمان دولا «تشكل مصدر تهديد»، كلها عناصر «مرتبطة بعضها ببعض تتطلب منا اليقظة»، وهي دعوة إلى التجند ضدها. لكن رئيس الوزراء الجزائري لم يوضح العلاقة بين القضايا التي طرحها. وعرض أويحي صورة إيجابية عن الوضع الاقتصادي في البلاد، وقال إن النمو الاقتصادي «استمر في التقدم على الرغم من الأزمة التي تهز العالم»، مشيرا إلى أن معدلات البطالة تراجعت. وتقول الإحصاءات الرسمية إنها لا تزيد على 12 في المائة.