كلما ازدادت ازمة الرأسمالية العالمية حدة واتسعت رقعة تداعياتها،تقلصت قدرات الطبقات السائدة على احتواء التناقضات الاجتماعية فيتراجع هامش التعاون الطبقي وتنقلب الحكومات والأنظمة على الحقوق والحريات لإرغام الطبقات الشعبية على تقديم مزيد من التنازلات وتحميلها تكلفة مخططات الخروج من الأزمة. بالاستفادة من هذا المناخ العالمي الرجعي يواصل النظام المخزني والكتلة الطبقية السائدة هجومهما على الطبقات الشعبية وقواها المناضلة. وباستغلال للفراغ السياسي الذي خلفه اصطفاف اليسار الحكومي والبرلماني خلف المشروع السياسي والاجتماعي للطبقات السائدة، يسعى النظام إلى تصعيد حدة ووثيرة هذا الهجوم بهدف فرض تراجع تاريخي على مستوى المكتسبات الاجتماعية والحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان الأساسية. واذا كانت الجماهير الشعبية مصرة على مقاومة الهجوم،رغم الاختلال الفظيع لموازين القوى، فان غياب قيادة حازمة وأفق سياسي واضح لتغيير اوضاعها،يبقي على النضالات الشعبية في وضع العزلة والتشتت والفئوية مما يسهل مهمة إجهاضها واحتوائها. ورغم ما تبدله القوى المناضلة،وفي مقدمتها اليسار الجذري،من جهود للالتحام بهذه النضالات ونجاحها في تأطير العديد منها، فان هذه الجهود لا زالت دون حجم المهام والمسؤوليات التي أصبح على اليسار المناضل الاضطلاع بها في هذه المرحلة من تطور الصراع الطبقي ببلادنا. إن التفاف قوى اليسار المناضل،افرادا ومكونات، حول برنامج نضالي موحد لصد هجوم العدو الطبقي أولا وانتزاع مكتسبات لصالح الجماهير الشعبية قبل كل شيء، أصبح ضرورة ملحة على الأقل لتحقيق ثلاثة أهداف في الفترة الراهنة: 1 – تطوير أشكال الدعم والتضامن مع النضالات و توفير شروط صمودها وتحقيقها لانتصارات ولو جزئية، تسمح باستعادة الثقة في النضال على مستوى شعبي وتعزيز قدرات الجماهير على صد الهجوم وفرض تراجع على أعدائها. 2 – تطوير قدرات قوى اليسار المناضل على التدخل في النضالات على مستوى قطاعي ووطني وتمتين علاقات التضامن والتعاون من اجل انغراس أفضل في صفوف الطبقات الشعبية يسمح بتطوير النضالات وتوحيدها وتجذيرها. 3 – تجاوز حالة الإحباط واليأس التي خلفها فشل مشروع الإصلاح الديمقراطي من داخل المؤسسات في صفوف الأوساط الديمقراطية الواسعة وإعادة إحياء الأمل من جديد لدى نخبها المثقفة والمناضلة حول إمكانات الانتصار في معركة التغيير الديمقراطي عن طريق النضال الجماهيري الشعبي. تأسيسا على ما سبق، ندعو قوى اليسار المناضل إلى فتح نقاش صريح وعميق حول المهام الملموسة في الفترة الراهنة من تطور الصراع الطبقي في بلادنا والمساهمة بكل جماعي في بلورة برنامج نضالي موحد ووحدوي (مضمونه،أولوياته،آليات تنفيذه...). كخطوة أولى على هذا الطريق ندعوكم إلى المشاركة في الندوة الجماهيرية المفتوحة التي ستنعقد يوم 4 دجنبر 2010 على الساعة الثالثة مساء بمركب سيدي بليوط بالدار البيضاء حول موضوع: "مهام اليسار المناضل في المرحلة الراهنة"