فوجئ رئيس جماعة بني درار بمستوى النقاش الجديد الذي أصبحت تعرفه جلسات الدورات ، أضف إلى ذلك حضور بعض وسائل الإعلام لتغطيتها ،طابع لم يكن متعودا عليه في الفترة السابقة ، فلم يجد بدا إلا أن يركن منتظرا بفارغ الصبر لحظات التصويت ، مادام يملك أغلبية صامته لكنها حاسمة وفاصلة عند التصويت بمباركتها لقرارات الرئيس دون مناقشة. ويظهر أن السيد الرئيس يحن إلى أساليب التسيير القديمة لجلسات المجلس ، لما كان صوت الرئيس والكاتب العام فوق كل صوت ،وذلك من خلال بعض التدخلات التي حاول فيها إيقاف تدخل أحد أعضاء المعارضة الذي رأى أن إعداد الميزانية ،ومناقشتها من طرف اللجنة المختصة ، لم يتم وفق ما تنص عليه الدورية المنظمة لإعداد ومناقشة والتصويت على الميزانية . فلم يجد الرئيس ما يقوله ، إلا بدعوة هذا العضو بالتوجه إلى المحكمة إن لم يعجبه حال ، وكان في ذلك تحد للدورية وللسلطة ، الحامي الأول والأخير للقانون . وأغرب تصرف عرفته دورة أكتوبر الأخيرة، ويؤكد بالملموس شرود السيد الرئيس : فمباشرة بعد مناقشة المداخل والتصويت عليها ، مر الرئيس مباشرة إلى النقطة الموالية من دون مناقشة النفقات ، لولى تنبيهه . مما يؤكد عدم فصله بين التصويت على المداخل باب بباب ، ثم بعد ذلك المداخل. إنها عشوائية ، وخروقات بالجملة ، وتجاوزات يتم رصدها مع انعقاد كل دورة ،مما يستدعي من الجهات المعنية الوقوف عندها ووضع حد لحالة العبث التي تدار بها جماعة بني درار.