من جرادة التاريخية الى قصر المرادية يؤسفني فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد العزيز بوتفليقة ان اعبر لكم من خلال رسالتي هاته عن مدى امتعاضنا واستهجاننا للتصرفات الغير المسؤولة لسياستكم الخارجية تجاه بلدنا العزيز، لقد انكشف الستار واتضح للعالم باسره هذا الحقد الدفين الذي تنكر لدور المغاربة ومساهماتهم في حرب التحرير الجزائرية المباركة. كلما تحين ذكرى نونبر التي عرفت انطلاق الثورة الجزائرية اتذكر شخصيا كيف ان احد اعمامي رحمه الله والذي خضع وقتها لعملية جراحية بمستشفى الفارابي بوجدة المسمى وقتها مستشفى "موريس لوستو" ترك مكانه طواعية لاحد رجالات الثورة الجزائرية ليعالج وكان الطبيب "لزرق" الجزائري شاهدا على ذلك، وواصل علاجه بمنزلنا بجرادة. كما توفي قبل اسبوعين بجرادة احد الرجالات الذي رحل في صمت وكان يأوي من حين لاخر عناصر المقاومة الجزائرية ويطعمهم بنية تحقيق استقلال الجزائر. وابي شخصيا الذي كان عاملا بمناجم جرادة للفحم الحجري لا زال يتوفر على وصولات تتضمن المبالغ المتبرع بها لفائدة الثوار الجزائريين انذاك من طرف عمال الشركة. اليس عيبا سيدي الرئيس ومع كل هذا الجميل ان نتلقى الصفعات، وان يذبح اخواننا بالعيون، وان تثار الفتنة عندنا بسببكم. نعرف ما يجري في القطر الجزائري ، ونعرف الخرجات الاعلامية لرجال مخابرات سابقين حول كارثية الاوضاع عندكم (حسين هارون،كريم مولاي، احمد شوشان ...) ولكن حسن الجوار لم يجعل المغاربة يستغلونها في تأزيم الوضع عندكم على الاقل اعلاميا. نرجو من سيادتكم مراجعة هاته المواقف وما يربط بين الشعبين اكبر مما يفرق بينهما، والصحراء التي تسمونها الغربية امتداد ترابي وبشري للمملكة، ولا تنسوا سيدي الكريم ان ملف الصحراء الشرقية في اجندة السياسة المغربية وبكامل الشرعية لان اجدادنا ما زالوا مدفونين بها، وبعض السلاطين العلويين الاشراف ما زالوا مدفونين بها. اتمنى ان تصلكم رسالة هذا المواطن البسيط، وان تراجعوا مواقفكم، وتحية عطرة لارواح شهدائنا بالعيون المغربية ونحن مع الثوابت الوطنية للمملكة المغربية تحت رعاية صاحب الجلالة وفقه الله في مسعاه والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.