صدر للشاعرة سعدية مفرح الأعمال الشعرية الكاملة في ديوان أطلقت عليه عنوان "مشية الإوزة" عن "الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت بالتعاون مع دار مسعى في الكويت".والديوان الجديد ضم ما ورد من أشعار لها في مجموعاتها الشعرية التي صدرت في سنوات متفرقة، وبلغ عددها ست مجموعات هي: "آخر الحالمين كان" 1990 و"تغيب فأسرج خيل ظنوني" 1994 و"كتاب الاثام" و1997"مجرد مرآة مستلقية"1999 و"تواضعت أحلامي كثيرا" 2006 و"ليل مشغول بالفتنة" عام 2008،وكان قد صدر لها بعد ذلك مختارات من قصائدها بعنوان"قبر بنافذة واحدة".وكتابها الأخير "مشية الإوزة". الذي احتوى أيضا على عدد من الشهادات النقدية لنقاد وادباء عرب حول تجربتها الشعرية: فقد قالت د.يمنى العيد عنها:"مع الحرف تبرم الشاعرة عقدا ليكون الحرف مكانا ينطق بأسمائها المحمية ،وزمانا يصون سرها ويصوغ ذاتها الضائعة" ، أما د.جابر عصفور فقال:"سعدية مفرح تلميذتي التي أصبحت من أهم شاعرات الكويت إن لم تكن أهمهن في مدى قصيدة النثر" ، وتحدث د.غازي القصيبي عن تجربة الشاعرة سعدية مفرح بقوله: "قبل أن يشعر أحد بالشفقة على هذه الفتاة المتوارية في صمت الخيمة عليه أن يتذكر أنها في النهاية انتصرت على كل فراشات المدن الضوئية".وذكر عبده وازن بأن:"سعدية مفرح ليست صوتا نسويا بارزا فحسب وليست شاعرة كويتية مهمة فحسب وربما من أبرز الشاعرات في الكويت ، بل أن اسمها يندرج في الحركة الشعرية الشابة التي تخترق الحدود الجغرافية للعالم العربي".واعتبرت ليلى العثمان ان سعدية مفرح تصر دائما الا تكون البطل الذي يلهو مع القطيع بل تلهو وحيدة كالبطل الحقيقي.وللراحل محمد مستجاب شهادة يشير من خلالها إلى أن أشعار سعدية مفرح قصيرة مدببة توخز وتؤلم وتحول بينك وبين التثاؤب ،تمزق الجلد وتدمي القلب وتحيل الكيان فرنا من اللهب الأبدي.بينمايرى محيي الدين اللاذقاني: بأن قصائدها ساحرة حتى الثمالة وجارحة حتى العظم. ويصف رفعت سلام: قصيدتها على أنها لها طزاجتها وسخونتها وتميزها بلا إحالات او تماس. ويتحدث زاهي وهبي في هذا الكتاب عن سعدية مفرح معتبرا أنها لا تكتب انطلاقا من الجنس الذي تنتمي إليه فحسب ،ولا يتعالى من قصائدها فحيح الأنوثة الذي نسمعه لدى شاعرات كثيرات ، أي انها ليست موءودة كأنثى وان كانت مشاعر الانثى وانفعالاتها لا تغيب عن كتابها. ومن قصائد مجموعتها الجديدة "مشية الإوزة" هذه المقاطع التي وردت في ديوانها "تَواضَعتْ أَحلامي كَثيرا":ً أُريدُ مُجرَّدَ جناحيْن أَوْ يَكُفّ روحي عنْ تَوْقِهِ للطَيَرانِ **** أُريدُ أَنْ أَصْرخَ كُلَّ صَرْخَتي من دون أَنْ أَنْتظرَ سُؤالاً ما **** أُريدُ أَنْ أَتَخلَّص منْ كُلِّ ما يُعيقُ دّمْعتي عن هدَفِها المُؤَجَّلِ أَوْ نُقْطتِها الأَخيرةِ على السَّطْرِ **** أُريدُ أَنْ أُغَنَّي من دون أَنْ أَضْطر لتأليفِ كلامٍ أَوْ أَرْتجلَ لَحْناً أَوْ أَرفع صَوتي **** أُريدُ كُرةً أَرْضيةً أَرْسمُ خريطَتَها وفقاً لتضاريسِ وجْهي وأَشُقُّ أَنْهارَها وبِحارَها على طريقِ دمْعتي