نجح الطاقم الطبي بالمركز الجهوي للأنكولوجيا الحسن الثاني في وجدة، برئاسة الدكتور مصطفى السْوييَحْ، جراح اختصاصي في أمراض السرطان والتقويم، في إجراء عملية جراحية فريدة، إذ هي الأولى من نوعها في المغرب والأولى في العالم من حيث عمر الشيخ المريض ، صباح يوم الثلاثاء 19 أكتوبر 2010، وقد تمثلت في استئصال أورام سرطانية من ثدي عجوز عمره 112 سنة. وكان الطاقم الطبي، الذي أشرف على العملية الجراحية، يتكون من الجراح الدكتور مصطفى السوييح، رئيس قسم الجراحة الأنكولوجية بمركز الحسن الثاني وعضو الجمعية العالمية للجراحين والجهاز الهضمي والأخصائيين في الأنكولوجيا والعضو السابق في مكتب الجمعية المغربية للسرطان، والدكتور لحسن التومي، أخصائي في الإنعاش والتخدير بنفس المركز، إضافة إلى ست ممرضات وممرضين مساعدين. وتتمثل خصوصيات هذه العملية، التي خضع لها العجوز «ب. المختار» الذي يتحدر من قرية صاكا الواقعة تحت نفوذ إقليمجرسيف، في كونها، أولا، تقنية حديثة في فنّ الجراحة، حيث تم اللجوء -بحكم سنّ المريض- إلى استعمال طريقة التخدير المحلي الجهوي (Anesthésie locorégionale par bloque para vertébral) على مستوى الصدر والإبط بالجانب الأيسر، بحقن المادة المخدرة في السلسلة العصبية بالعمود الفقري (La chaine sympathique)، عوض التخدير العام للمريض لتجنب جميع الأخطار والعواقب المحتملة التي قد تنتج في حالة التخدير العام والمضاعفات لدى المصابين بسرطان الثدي (سواء من النساء أو الرجال)، وثانيا في كون المريض الخاضع للعملية عجوز أصيب بسرطان الثدي في سنّ ما بعد المائة، فعمره 112 سنة، وهي حالة استثنائية، وثالثة الخصوصيات هي النسبة الضعيفة لإصابة الرجال بسرطان الثدي، وهي تقل عن 1 في المائة.
وتم استئصال 22 غدّة لمفاوية خلال العملية الجراحية التي دامت زهاء 45 دقيقة بحكم سنّ المريض الذي لا يتحمل جسده الإجهاد أكثر مما يجب، وظلّ طيلتها يقظا، لكن دون أي إحساس بالألم. ولا بدّ من الإشارة إلى أن عملية التخدير المحلي الجهوي التي قام بها الطاقم الطبي هي الثانية من نوعها، حيث سبق أن تمّ إخضاع سيدة لنفس التقنية لاستئصال الثدي بحكم أن الحالة الصحية للمريضة كانت تتطلب ذلك، وهي حالة استثنائية بدورها. عاد العجوز «المختار» إلى المركز الجهوي للأنكولوجيا الحسن الثاني بوجدة بعد أيام قضاها ببيت أهله بعد العملية الجراحية، وخضع لفحوصات طبية من أجل المراقبة الطبية وتتبع صحته، صباح يوم الخميس 28 أكتوبر 2010، وثبت أنه في صحة جيدة، كما صرح بذلك للجريدة. وفي تصريح ل«المساء»، أكد الدكتور مصطفى السوييَح أن العملية أجريت في ظروف حسنة ونجحت بكلّ المقاييس بفضل جميع مكونات الطاقم الطبي الذي أشرف على العملية، وأن المريض العجوز يتمتع الآن بصحية جيدة، مشيرا في ذات الوقت إلى أن المرض الخبيث لا سنّ له، فقد يصيب الطفل كما قد يصيب الشيخ الهرم ولو تجاوز المائة سنة من عمره...