يعيش الحزب الاشتراكي الموحد في الفترة الحالية لحظة نادرة في مشهدنا السياسي، ففي الوقت الذي يتصارع ويتقاتل البعض في احزاب اخرى عن المناصب والمقاعد الحكومية، يتناقش الرفيقات والرفاق في الحزب الاشتراكي الموحد في مصير الوطن، ومصير البسار، ودوره ، ومكانته، ومستقبله. كان اليسار منذ حصول البلاد على استقلالها حاضرا في تاريخ شعبنا مناصرا لقضاياه العادلة، مناصرا للكادحين والمحرومين، مؤطرا لنضالاتهم قائدا لكفاحهم، مبادرا في طرح مطالبهم سياسيا نقابيا واجتماعيا، وظل اليسار الحاضنة للفكر التقدمي ، فانتج كبار المثقفين بهذا الوطن امثال الجابري والمودن والعروي وبول باسكون وادمون عمران المالح ، وانتج اشرف المناضلين، امثال المهدي بنبركة وعمر بن جلون وعبداللطيف زروال وعبد السلام المودن وسعيدة المنبهي وحمامة وأمين التهاني والفقيه البصري والحبيب الفرقاني ومحمد بنسعيد ايت ايدر واللائحة تطول.. اليسار اليوم يعيش ظروف صعبة لماذا؟ وكيف ؟ ما مصير الوطن بدون يسار؟ ما مصير العالم بدون يسار؟ لكل مناضل بالحزب مقاربته، وتصوره للخروج من الأزمة.ولأننا اخترنا عن وعي الحق في التعدد وحرية الاجتهاد وحرية الرأي وتنظيم التيارات، تقدم مجموعة من الرفيقات والرفاق بارضيات هي الأن سبعة، وقد كانت تسعة.ولأن الديمقراطية ليست مجرد شعارات، الديمقراطية بالنسبة الينا في الحزب ممارسة ايضا. وقانون الحزب اعطى لكل اصحاب الأرضيات الحق في عرض ارضياتهم على جميع الأعضاء في الحزب وعلى الرفيقات والرفاق واجب الاستماع للجميع في لقاءات عامة ومعلن عنها في الصحافة وعلى صفحات الانترنيت وبالمواقع الاجتماعية ،إما في مقرات الحزب أو بقاعات عمومية، ولهم الحق في مناقشة الأرضيات بالنقد والإضافات والتعديلات، جميع الأرضيات تتنافس بشرف ونبل، بعرض التصورات والبرامج والأفكار على الجميع. وللأعضاء حق الاختيار. ومن شروط التنافس النبيل، نبل الوسائل المستعملة، وشرط التحاور والحوار، نقاش الأفكار والبرامج، لا الأشخاص. هذا هو الدرس الذي نتعلمه داخل الحزب. لا يمكن أن تكون ديمقراطيا بدون انت تمارس الديمقراطية . لا يمكن ان تكون ديمقراطيا إذا لم تحترم رفيقك ورفيقتك في الحزب، تحترم رأيه، ووجهة نظره، وتحترم شخصه، وتحترم اختياره وقناعته. لا يمكن ان يكون الحزب ديمقراطيا إذا لم تتدمقرط ممارسات اعضائه.وبداية درس الديمقراطية النقاش الجاري الحالي بالفروع.هل عدد الأرضيات المقدم كبيرا؟ لا أرى ذلك سلبيا، بالعكس نحن ما زلنا في بداية الطريق ، والأرضيات المقدمة تعكس غنى من نوع خاص ، كما تعكس خصوصية كل بداية ،صيرورة النقاش، وتطوره كفيل بتحديد عدد الأرضيات هذه هي التربية الديمقراطية التي يتربى مناضلات ومناضلي الحزب الاشتراكي الموحد عليها آخذين بالمقولة الشهيرة :قد اختلف معك في الرأي لكني مستعد للموت في سبيل الدفاع عن حقك في الرأي. ولأن الحقيقة نسبية، فلا أحد منا يدعي امتلاك الحقيقة، خصوصا في ميدان السياسة. فالسياسة في نهاية المطاف تقدير، وكل تقدير نسبة الخطأ فيه واردة بكل تأكيد. وإذا كان هذا النوع من الممارسة الديمقراطية قد اصبح عاديا داخل احزاب البلدان الغربية ، فهي شئ جديد في حقلنا الحزبي الوطني والعربي بل والعالم الثالث.. ، ، ملاحظة: الصورة يوم الخميس 28 اكتوبر بقاعة المحامين بالرباط، * الموضوع الوضع الاتصادي و الاجتماعي بالمغرب من خلال الأرضيات المقدمة للمؤتمر الوطني الثالث للحزب الاشتراكي الموحد وفي الصورة من اليمين إلى اليسار : الرفيق علال البصراوي، والرفيق خالد راحيل والرفيق عبداللطيف النكادي، والرفيق محمد العوني والرفيق حسن بلكبير والرفيق المهدي لحلو