بقلم : السيد جمال أحمد - كاتب و محلل سياسي منشور بموقع : الجزائر تايمز حذر الناطق الرسمي باسم السياسة الخارجية للنظام في الجزائر، الوزير مراد مدلسي من النتائج الوخيمة التي ستتمخض عن الاستفتاء المزمع إجراءه في السودان،و الذي يطالب جنوبه ذا الأغلبية المسيحية بالانفصال. بالنسبة للنظام الجزائري، فإن الخطورة من الانفصال تتجلى في خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة الإفريقية التي سطر المستعمر حدود دولها بالمسطرة، ليزرع براميل من البارود، يراد لها أن تنفجر في الوقت المناسب، و المكان المناسب. جميل إذن أن يصرح عراب السياسة الخارجية للنظام في الجزائر، على القناة التلفزية الجزائرية، قائلا : "هذا الانقسام له انعكاسات خطيرة على القارة الإفريقية"، و هو يعلم جيدا ما تعنيه الانعكاسات الخطيرة على القارة الإفريقية. و نظرا للتنوع الإثني و الجغرافي للقارة من جهة، وطبيعة الحدود بين أقطارها و الموروثة على الاستعمار، فإن الجزائر تبقى طبعا من بين أكثر الدول تعرضا لتلك الانعكاسات الخطيرة. قد يكون تصريح الوزير مراد مدلسي يصب في خانة المبادئ الجزائرية المعلنة، و الحريصة على حق الشعوب في تقرير مصيرها، من باب المبادئ الراسخة للنظام الجزائري؛ وقد يكون الأمر مختلفا في مثل هذه النازلة، وذلك أيضا من باب أن المبادئ تحددها المصالح و لا شيء فيها ثابت و لا مستقر. هذه أمور يفهم بواطنها و دوافعها النظام وحده طبعا، و نترك له الحكم على نفسه إن كانت حقيقته تجعل منه دونكيشوت عصره، أم حرباء زمانه. أما نحن معشر الشعب فليس لنا من الحق في هذا المجال إلا أن نسأل النظام الحكيم عن الفرق بين البكاء من رعب الاستفتاء في السودان، و الرقص و التطبيل لضرورة الاستفتاء في الصحراء المغربية و الذي يجعل منه القضية الإستراتيجية الأولى للجزائر ؟ نحن معشر الشعب نرى النظام عندنا يقف بين نقيضين و يؤمن علنا بكل منهما بلا حياء، و بهذا يكون مثله كمثل الواقف في الشريط الرمادي ،الفاصل بين اللونين الأبيض و الأسود، و لا يقف في مثل ذلك الموقف إلا منافقا أو محتالا. و إذ كان النظام يؤمن بما لا يدع مجالا للشك، بالوحدة، طوعية كانت أم قهرية، و يؤمن بأن فاتح الباب على الانفصال، كفاتح الباب على جهنم، فإننا معشر الشعب وراءه في ذلك، ما دام ليس هناك أي استثناء، مهما كانت الدوافع و الأطراف، و لنجعل مثلنا الأعلى في ذلك أيضا موقف النظام من قضية السودان. ------------------------------------------------------ التعاليق : 1 - الكاتب : انك في قلوبنا قبل أن تكون في عقولنا المغرب فخور بوجود شجعان و أبطال مثلك فيه