يحكى أن شيخا عربيا كان يمتلك قطعانا من الأغنام ترعى في الفلاة ، وقد أنهكت الذئاب القطعان ، ولم يكن يمر أسبوع دون ان تهاجم الذئاب خروفا وتفترسه. لم يستطع الرعاة حماية القطعان، فالأراضي شاسعة ، والأغنام بالآلاف والذئاب بالعشرات. قرر ذلك الشيخ عربي ان يستعين بالكلاب ،فأحضر منها فيلقا قويا وشرسا من كلاب الحراسة المتمرسة، وصار الفيلق يخوض معارك شرسة مع الذئاب التي تنوي مهاجمة القطيع. وهكذا تم منع الذئاب من مهاجمة القطيع / ولم يعد العربي يخسر خروفا من قطعانه كل أسبوع...انتهت مشكلة الذئاب تماما ، ولم تعد تجروء على الإعتداء على القطيع. لكن العربي كان يضطر كل يوم أن يذبح عشرة رؤوس من الغنم لإطعام الكلاب..... يقال انه لم يكتشف بعد ، ويقال أيضا بأن عربي اكتشف متأخرا، بأنه صار يخسر أضعاف إضعاف ما كان يخسره حين كانت الذئاب تهاجم القطيع ، إذا كان قطيع الذئاب يحمي القطيع أيضا من قطعان الذئاب الأخرى. ويقال أيضا بأن عربي حاول استبعاد الكلاب لكنها رفضت مغادرة القطيع ، وهددته شخصيا بأنه إذا لم يقدم لها الخراف الدسمة في موعدها، مع المازات والمشروبات، فإنها ستأكل محاشمه. .. وهكذا كان عربي حريصا على تقديم الخراف للكلاب يوميا .... القطيع يتناقص ....وإذا بقي الأمر على هذا الحال ، فأن الكلاب ستبقى لوحدها قليلا بعد ان تأكل آخر العنقود: عربي طبعا... ثم تبحث عن قطيع جديد لعربي آخر حتى (تحميه).