تعد منطقة عين الذئاب، القبلة الوحيدة للبيضاويين في هذا الشهر الكريم. بالطبع السبب معروف وهو أن جل مناطق العاصمة الاقتصادية تفتقد إلى فضاءات للترفيه، كما أن مسارحها مقفولة وقاعاتها الثقافية منعدمة، وحدائق الألعاب مخربة ومركز المدينة تحول الى ساحة للصوصية، وانتشار «الشمكارة» وأصبح كمدينة مهجورة اعتلتها كل أوجه البشاعة... لتظل الوجهة الوحيدة للبيضاويين وزوار المدينة هي منطقة عين الذئاب، التي تشهد هذه الأيام اكتظاظاً لا مثيل له. فبعد الساعة التاسعة، يصعب على سيارات المرور هناك ، إذ تصبح كل الشوارع المؤدية إلى عين الذئاب متوقفة بفعل تزاحم السيارات.. الزوار يتوافدون على الخيام المنصوبة، والتي تقيم سهرات ليلية وبمناسبة رمضان، وأول ما يثير الاهتمام وأنت تجوب عين الذئاب من فندق رياض السلام إلى سيدي عبد الرحمان، هو قلة أماكن توقف السيارات، رغم أن الإصلاحات التي طرأت على هذا المنتزه حديثة وسبقتها حملة إعلامية واسعة تقول بتوسيع الشارع وتوفير أماكن توقف السيارات، مما يجعل المكان شبه ساحة لاستعراض السيارات التي لم تجد مكاناً تركن فيه وما يصاحب ذلك من ضجيج منبهات السيارات. ثاني أهم شيء يسترعي انتباه الزائر هو انعدام مراحيض عمومية. فكل زوار المنطقة يلجأون إما إلى المقاهي أو جنبات البحر، وفي الغالب، جنبات المقاهي وكل المرافق المحيطة بالمنطقة، مما سيحول عين الذئاب بعد مدة غير قصيرة إلى مرحاض عمومي حقيقي تنبعث روائحه من بعيد، وهو ما يطرح مسألة المرافق الصحية في أذهان المسؤولين عندنا، والتي يبدو أنها آخر ما يتم التفكير فيه، على عكس مسؤولي الدول المتقدمة، حيث أول ما يفكرون فيه هو المراحيض والمرافق الصحية كلما تعلق الأمر بمشروع جديد، أما عندنا فيكتفي المسؤولون باللجوء إلى «الفاخر» لكتابة «ممنوع البول». والعجيب في عين الذئاب أو «متنفسنا» الوحيد في العاصمة الاقتصادية، هو أنه رغم تزايد عدد الزوار الذين يعدون بالآلاف، فإن مسألة السلامة غير متوفرة، إذ لن تجد ولا سيارة إسعاف واحدة تجوب المنطقة: أو لها مكان مخصص في هذا الفضاء علما بأن الاكتظاظ وكثرة السيارات، دون الحديث عن الأحداث المفاجئة، قد يتسبب في أي وقت في أضرار صحية للزوار،كما أن أقرب نقطة إطفائية أو إسعافية توجد على بعد 3 كيلومترات بالقرب من المرأب الجماعي لمقاطعة أنفا. وحتى إذا أرادت شاحنة الإطفاء أو الإسعاف الوصول إلى داخل عين الذئاب، فإنها لن تصل بسبب السيارات المزدحمة في الشارع.