حين أعلنت رئيسة المجلس البلدي لمدينة الحسيمة أنها سوف تطلق عيار القضاء على الصحفيين لم يكن أحد يظن أنها سوف تقدم بالفعل على الزج بالقضاء في متاهات وحسابات سياسية ضيقة نابعة بالأساس من الصراعات الدائرة بحزب الأصالة والمعاصرة على خلفية الاستعداد لانتخابات 2012 والتي بلغت درجتها مبلغا أصبحت معه بعض القيادات المحلية في حالة يصعب التكهن بموقعها على رقعة الشطرنج الانتخابي. إن ما يؤكد عزم الآنسة على اللعب بمؤسسة القضاء هو المعطيات التي توصلنا بها ونحن نتتبع هذا الملف الحقوقي، حيث كل عناصر الملف وبالخصوص المقال الافتتاحي الذي تقدم به المحامي لدى المحكمة الابتدائية بالحسيمة، وهو المقال الذي نستشف منه المستوى الذي وصلت إليه مهنة الدفاع، وكيف يلهث البعض وراء مجد قد يخفي سنوات البؤس الذي لزالت تحتفظ وجوههم بالكثير من ندوبه إن محام الأنسة فاطمة رئيسة المجلس البلدي في هذا الملف لم يكن سوى سعيد ب العضو في نفس البلدية عن نفس الحزب، ولمن لا يعرفه أكثر فهو رئيس مجموعة الجماعات نكورغيس وأخ صاحب مشروع "مطاديرو" الذي ذكر في موضوع الصحفيين رشدي المرابط وياسمين الفارسي؟ هنا يتضح أن مجموعة من الأشخاص تجمعهم نفس الانتماءات السياسية ونفس المصالح الاقتصادية بل ونفس الغرض في خرق القانون، ولمن يريد الفضائح أكثر عليه أن يتمعن ويعرف القصة الحقيقة التي حركت هؤلاء لوضع دعوى قضائية ضد الصحفيين المذكورين، لأنه ليس الغرض هو السب والقذف كما ورد في مقال الافتتاح، بل هو توجيه الإنذار لباقي الصحافيين للتوقف عن الكتابة وعدم " الغوص" في تصرفات هؤلاء التي يؤطرها شعار" لا شيء يعلو فوق مصالحنا" إن الأنسة فاطمة تقود حربا بالوكالة والنيابة عن أشخاص تجمعهم مجموعة من المصالح الاقتصادية والسياسية ليس إلا، فالسيد سعيد على هذا الأساس يدافع أيضا على شقيقه الذي تجاوز القانون أثناء إحداثه لمشروع مطاديرو، ولكن أكثر من ذلك هو أن شقيقه هذا هو نفس صاحب مدرسة الإعلاميات التي منحت شهادة العمل لفاطمة السعدي والتي دعمت بها ملفها للترشح لمنصب مديرة غرفة التجارة والصناعة والخدمات، وصاحب هذه المدرسة له من "العبقرية الفكرية" ما يجعله يتجاوز القانون ويصل إلى أهدافه بطرق ملتوية، ويعتقد أن "الأوراق" التي يشهرها في وجه كل من يواجهه سوف تشفع له دائما، إن صاحبنا له حكاية في منح الشواهد والدبلومات، فكما يعرف الجميع أن افتتاح مدرسة يخضع لقانون يفرض إما أن تكون لصاحب الطلب خمس سنوات من التجربة في الاختصاص الذي يريد تدريسه، أو يوظف مدير له هذه التجربة. من أجل الحصول على رخصة فتح المدرسة تفتقت عبقرية صاحبنا عن خطة تقضي بتوظيف مدير" خ" لمدة عاميين وبعد الحصول على الترخيص، قام صاحبنا بمنح الدبلوم لنفسه حتى تكون له الصلاحية في تسيير هذه المؤسسة هكذا يكون صاحبنا قد حصل على دبلوم التسيير من نفس المدرسة التي أحدثها هو نفسه، أما حكاية مشروع مطاديرو فتفصيلها سيكون في وقت لاحق حين نخصص ملفا خاصا لقضايا التعمير ببلدية الحسيمة التي ترتبط فيما ترتبط به بإسم علم ببلدية الحسيمة يدعى (ن، ب) أيضا. وهنا يمكن للمرء أن يعرج على الوضع الذي يعرفه المركب المهني بنفس المدينة والذي كانت تتوخى منه الجهات التي كانت وراء إحداثه إدماج الشباب حاملي الشهادت في سوق الشغل في إطار ما كان يعرف بالتشغيل الذاتي، غير أن المشروع عرف العديد من التجاوزات أثناء توزيع ملفات الاستفادة، حيث كانت الزبونية تخييم على التقديرات في استفادة هذا أو ذاك، وشاءت الصدف -ويا لها من الصدف - أن يكون من المستفدين سيدة تحمل من الأسماء المباركة "آل ب"... وعليه لا يسعنا إلا أن نقول قوله تعالى وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ