يبدو أن الحرب على مقدسات الإسلام و رموزه لم تعد حكرا على أفراد و جماعات تكن العداء للمسلمين ، و ترى في مقدساته أهدفا تستفز من خلال العبث بها أو تدنيسها مشاعرهم و تختبر قدراتهم على المقاومة، بل أن الكنيسة التي ظلت بعضها تدير خيوط هذه الحرب من بعيد داخلت على الخط بعد أن قررت كنيسة بفلوريدا يطلق عليها "مركز الحمائم للتواصل العالمي" أن تحي ذكر 11 سبتمبر بإحراق المصحف الشريف لأنه حسب زعمهم المسؤول عن تلك الهجمات التي استهدفت برجي التجارة العالمية. و نعت القس التابع للكنيسة ذاتها "تيري جونز" الإسلام بأنه "عمل الشيطان" و أصر على إحراق القرآن الكريم يوم الجمعة القادم، رغم الانتقادات و التخوفات التي أبداها المسؤولين السياسيين و العسكريين في إدارة أوباما، كان أخرهم قائد القوات الأمريكية في أفغانستان ،الذي حذر من تصاعد الهجمات على قواته كردة فعل محتملة على إحراق المصحف الشريف ، و سبقت تحذيرات ديفد بترايوس تلك، تصريحات صادرة من حلف شمال الأطلسي و الفاتيكان و إيران تجمع على استهجان الخطوة و رفضها...كما أن كل من أفغانستان و إندونيسيا شهدت مظاهرات حاشدة حذر خلالها المشاركون الكنيسة من الإقدام على حرق المصحف و توعدوها بالرد الشديد. في السياق ذاته وصفت هيلار كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية العمل بأنه :" عمل شائن و غير جدير بالاحترام..." مؤكدة على التزام الولاياتالمتحدة بالتعايش الديني...كما وصفه وزير العدل هولدر ب"غبيا و خطيرا"...في حين رد إمام مسجد الإسلام في مدينة أتلانتا بليمون الأمين على تهديدات القس تيري وشبهه بعمل النازيون"إذ إن انطلاقتهم السياسية كانت بمسيرة لإحراق الكتب تطورت في وقت لاحق لتصل إلى إحراق البشر". "لا أحد يحرق القرآن" كان هو العنوان الذي تصدر عناوين صفحية "أوسرفاتور رومانو" التابعة للفاتكان ، عبرت من خلاله عن انتقادها الشديد لحملة :" اليوم الدولي لحرق القرآن" ،و أعربت عن تخوفها من ردود الفعل التي قد تلي الخطوة. جونز أوضح في تصريحات لقناة CNN أن كنيسته تدرك جيدا أن الخطوة ستكون هجومية خصوصا للمسلمين، معتبرا أن الرسالة موجهة إلى من وصفه بالعنصر الأصولي في الإسلام وليس للمعتدلين. و أضاف قائلا:"أشعر بالأذى حين يحرقون العلم وحين يحرقون الإنجيل، ولكننا نشعر بأن الرسالة التي نحاول أن نرسلها أهم بكثير من شعور الناس بالأذى".