حذر قادة عسكريون أمريكيون في أفغانستان من أن خطة كنيسة أمريكية لإحراق نسخ من القرآن في ذكرى هجمات 11 من سبتمبر قد تعرض حياة القوات الأمريكية للخطر، مشددين على أن تلك الخطة تنذر بإفساد خطط الرئيس باراك أوباما للتواصل مع العالم الإسلامي، وقد تفجر أيضا أعمالا انتقامية ضد القوات الأمريكية في أفغانستان. جاءت هذه التحذيرات بعد ساعات من مظاهرات شهدتها أفغانستان الإثنين 6/9/2010 احتجاجا على ما تعتزم الكنيسة الأمريكية القيام به، كما تأتي بعد يوم من مظاهرات مشابهة في جاكرتا. جنودنا في خطر وقال الجنرال ديفيد بيتريوس قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان في بيان إلى وسائل الإعلام الأمريكية أن خطط كنيسة "مركز الحمائم للتواصل العالمي" ومقرها جينسفيل بفلوريدا لإحراق نسخ من القرآن" قد تعرض القوات للخطر وقد تفسد المجهود الحربي كله." واعتبر تصرف الكنيسة يدخل تحت إطار : " نفس النوع من الأعمال التي تستخدمها طالبان"، وحذر أنها "قد تسبب مشكلات كبيرة لا هنا فحسب ولكن في كل مكان في العالم ننخرط فيه مع المجتمع الإسلامي." وبدوره قال اللفتنانت جنرال وليام كالدويل قائد بعثة تدريب حلف الأطلسي في أفغانستان لشبكة "سي.إن.إن" الأمريكية إن" أنباء خطط كنيسة فلوريدا لحرق القرآن تثير بالفعل مشاعر الغضب الشعبي في أفغانستان". وقال: "إنه كتابهم المقدس ولذا فإنه حينما يقول أحد أنه سيدمره ويسبب تدنيسيا لشئ يحظى لديهم بتقديس شديد فإن ذلك يثير بالفعل الكثير من الجدل والقلق بين الناس." وأضاف :"نحن نشعر بشدة بأن هذا قد يعرض للخطر سلامة رجالنا ونسائنا الذين يخدمون هنا." وفي تعقيب أذاعته شبكة تلفزيون "سي.إن.إن" قال تيري جونز راعي كنيسة "مركز الحمائم للتواصل العالمي" إنها ستكون "فاجعة" لو لقي أحد مصرعه بسبب خطة إحراق نسخ القرآن. واستدرك بقوله: "غير أنني يجب أن أقول أننا نشعر أنه يجب علينا إن آجلا أو عاجلا أن نقف في وجه الإسلام وإن لم نفعل فلن يزول." وكانت كنيسة "مركز الحمائم للتواصل العالمي" بفلوريدا قد دعت في يوليو الماضي إلى اعتبار يوم الحادي عشر من سبتمبر المقبل – الذى يوافق الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر – "يوما عالميا لحرق القرآن الكريم". وطالب القس تيري جونز راعي الكنيسة ومؤلف كتاب "الإسلام من الشيطان" أتباعه بالتصدي لما أسماه "شر الاسلام"، معتبرا أن "القرآن يقود الناس إلى الجحيم ولذا يجب وضعه في مكانه.. في النار" على حد زعمه. وقالت الكنيسة أنها ستمضي قدما في تنفيذ خططها لإحراق نسخ من القرآن في الذكرى السنوية التاسعة لهجمات سبتمبر. احتجاجات بأفغانستان يأتي هذا فيما تظاهر المئات في العاصمة الأفغانية كابول أمس احتجاجا على اعتزام الكنيسة الأمريكية إحراق نسخ من القرآن الكريم . وتجمع المحتجون ومعظمهم من طلبة المدارس الدينية خارج مسجد ميلاد النبي في كابول، وحملوا لافتات تطالب الحكومة الأمريكية بمنع الكنيسة من تنفيذ مخططاتها، وهتفوا بشعارات منددة بتلك المخططات، بينها "الموت لأمريكا". وقال الطالب وحيد الله نوري- أحد المحتجين- لرويترز "ندعو أمريكا لمنع تدنيس قرآننا الكريم." وحذر أن احتجاجات الشوارع التي تندد بالكنيسة ستستمر "كل يوم". وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها أفغانستان احتجاجات من هذا القبيل، فقد لقي ثمانية أشخاص مصرعهم مطلع العام الجاري في اشتباكات مع قوات الأمن الأفغانية والأمريكية أثناء احتجاجات على تدنيس القوات الدولية لنسخ من القرآن الكريم في منطقة جارمسير بولاية هلمند. وفي مايو 2008 قتل أحد جنود قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومدنيان أفغانيان على خلفية احتجاجات بولاية غور غربي أفغانستان ضد قيام جندي أمريكي في العراق باتخاذ القرآن الكريم دريئة للرماية، وشهدت مناطق مختلفة مقتل وإصابة عدد من الشرطة وقوات ناتو. ومن جهتها قالت السفارة الأمريكية في كابول إن "حكومة الولاياتالمتحدة لا تسمح بأي حال بمثل هذه الأعمال التي تنم عن عدم احترام للدين الإسلامي وتشعر بقلق بالغ بشأن المحاولات المتعمدة للإساءة إلى اعضاء جماعات دينية أو عرقية." وقالت في بيان لها:"الأمريكيون من كافة الطوائف الدينية والعرقية يرفضون هذه المبادرة العدائية من جانب هذه المجموعة الصغيرة في فلوريدا وهناك عدد كبير من الأصوات الأمريكية التي تحتج على التصريحات المسيئة التي تصدر عن هذه المؤسسة." إندونيسيا وكانت الدعوة لحرق نسخ من القرآن قد أثارت انتقاداً من المسلمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي الخارج، فيما تجمع الآلاف من الإندونيسيين خارج مقر السفارة الأمريكية في جاكرتا الأحد الماضي للاحتجاج على حرق القرآن. وقال المتحدث باسم حزب التحرير الإندونيسي، محمد اسماعيل: "إن حرق نسخ من القرآن لا تشكل اعتداء على القرآن الكريم فحسب، بل وعلى الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم." بحسب موقع سي إن إن. يأتي هذا في وقت يتصاعد فيه الجدل بالولاياتالمتحدة بشأن مشروع لبناء مركز إسلامي قرب موقع برجي مركز التجارة العالمي الذي استهدفته هجمات 11 سبتمبر. ومنذ هجمات 11سبتمبر، ومسلمو أمريكا -الذين يقدر عددهم ما بين ستة وسبعة ملايين نسمة- يشعرون بتراجع حقوقهم المدنية، خاصة مع حملات التفتيش والاعتقالات التي شنتها في أوساطهم السلطات الأمريكية في إطار ما يسمى ب"الحرب على الإرهاب". وتوترت علاقات أمريكا مع العالم الإسلامي حتى بلغت أدنى مستوى لها في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بسبب ما أسماه "الحرب الأمريكية على الإرهاب" واستهدفت دولا إسلامية مثل العراق وأفغانستان. وقد قام الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما مؤخرا بحذف مصطلح " الحرب على الإرهاب " من التداول الرسمي ضمن حملة علاقات عامة لتحسين روابطه مع العالم الإسلامي بعد خطابه الشهير في جامعة القاهرة في يونيو من العام الماضي.