انتقد مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون نشر احدى المجندات الاسرائيليات السابقات صورا مسيئة لمعتقلين فلسطينيين على أحد مواقع التعارف الالكتروني الشهيرة، في حين اعتبرت المجندة السابقة التي تحمل اسم إيدين إبرغيل، انها "لا ترى أي أمر خاطئ في نشر صور الأسرى على فيس بوك"، و أوضحت انها اسفة إن كانت الصور قد "اساءت لأي شخص". إبرغيل تحدثت صباح اليوم مع صحيفة يدعوت احرونوت ومن ثم إلى الإذاعة الاسرائيلية، وذكرت بأنها "تلقت تهديدات بالقتل من حول العالم" وانها "اسفة اذا كانت اساءت لأي شخص... وفي الواقع كنت أعتني بالمعتقلين". وأوضحت إبريغيل أنها لا تصدق انها تحولت إلى قصة عالمية تتناولها قنوات التلفزيون والصحف والمواقع الالكترونية، لكنها تضيف: من المذهل ان هناك هذا العدد من دعاة السلام وأنني أنا من أخرب الأمر عليهم، لقد استلمت تهديدات عدة بالقتل، لكني لست خائفة، فأنا لم أقم بأي أمر خاطئ". وردا على موقف الجيش الاسرائيلي المنتقد لصورها واعتبار انه لن يتم استدعاءها للخدمة مستقبلا في حالة الطوارئ، قالت إبرغيل: "لقد خاب ظني في الجيش... لقد خاطرت بحياتي من أجله، أصبت من أجله، ولكني الآن أتمنى أنني لم أخدم فيه قط". وختمت بالقول: "إن الجيش يجعل الجنود يبدون سيئين والدولة بشكل جيد كي لا يغضب منا (الرئيس الأميركي) باراك أوباما – وفي النهاية فأنا مقتنعة أننا لسنا حتى دولة مستقلة، فالناس يخافون من مجرد صور". وكانت ردود الفعل توالت حول نشر هذه الصور على موقع التعارف الالكتروني الشهير "فيس بوك"، حيث تظهر الصور عددا من الأسرى الفلسطينيين المعصوبي الأعين في حين تبدو المجندة السابقة في وضع ساخر في أحد الصور ومبتسمة في الأخرى. وحسب ما تناقلته وسائل الاعلام، فإن من التعليقات التي وضعها اصدقاء للمجندة السابقة تحت الصور على صفحتها في "فيس بوك" ما اعتبرها "مثيرة" في الصورة التي تظهر فيها ساخرة من الأسير المعتقل،ردت المجندة السابقة بتعليق يقول "اود ان اعلم ان كان للأسير بدوره صفحة على "فيس بوك" كي يتم ربط الصورة بها فيراها اصدقاؤه". من جهته كان الناطق باسم السلطة الفلسطينية، غسان الخطيب، دان الصور واعتبر انها تشير إلى مشكلة أكبر، الا وهي كيف أثر الاحتلال المستمر منذ 43 عاما لفلسطين على نفسية الاسرائيلين الذين يفرضونه. وأضاف الخطيب: "هذا يظهر نفسية المحتل"، موضحا "عندما يشعر بالفخر وهو يذل الفلسطينيين، فإن هذا الاحتلال هو غير عادل، ولا أخلاقي وكما يبدو في هذا الصور فهو فاسد كذلك". في الوقت نفسه، نقلت وسائل إعلام عن جواد أموي، مسؤول الشؤون القانونية في السلطة الفلسطينية، اعتزامه مقاضاة المجندة إبرغيل باعتبار ان افعالها تمت خلال فترة خدمتها العسكرية، وبالتالي فإن الجيش الاسرائيلي مسؤول عن افعالها المخالفة للقوانين الدولية". من جهته، كان باراك راز وهو ناطق باسم الجيش الاسرائيلي اعتبر الأمر مخالفة جادة لما وصفه ب"اخلاقيات الجيش"، مضيفا أنه لو أن هذه المجندة كانت لا تزال في الخدمة العسكرية حاليا لكان تم استدعاءها للمحاكمة فورا. والجدير بالذكر في هذا السياق هو أن إبرغيل قد انهت خدمتها العسكرية، فليس من الواضح إن كان الجيش سيستطيع محاكمتها أم لا. أما إيشاي مينوخم، رئيس اللجنة الاسرائيلية لمكافحة التعذيب، فقد اعتبر ان هذه الصور تظهر ان ثمة نفسية باتت هي العرف، الا وهي التعامل مع الفلسطينيين كأشياء وليس كبشر. وعلى الرغم من الصور أقل سوءا من تلك التي انتشرت إبان بداية الحرب الاميركية في العراق عن معتقل "أبو غريب" حيث ظهر جنود أميركيون يعذبون أسرى عراقيين ويذلونهم، فإن قضية صور إبرغيل باتت تعرف ب"أبو غريب إسرائيل" على عدد من المواقع الالكترونية، لا سيما صفحة "نادي الكارهين" لها على موقع "فيس بوك" الذي جمع منذ صباح اليوم اكثر من 1000 شخص خلال ساعات قليلة. وقد نشرت الجندية الشابة ايدين ابرغيل صورها مع المعتقلين الذين كانت تتولى حراستهم في صفحتها على "فيس بوك" وقد عرضها التلفزيون العام الاسرائيلي بدوره مساء أمس، قبل أن تتناقلها القنوات الأميركية والبريطانية وتتصدر العناوين صباح هذا اليوم حول العالم. وشوهدت ايدن ابرجيل في صورتين من البومها الذي يحمل عنوان "الجيش أفضل فترة في حياتي" بجوار رجال فلسطينيين مقيدي اليدين ومعصوبي العينين في موقع مجهول في صورة أخرى لأبرجيل نشرتها على موقع "فيس بوك"