لقد صارت مسألة العودة بطاولة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية و الحكومة الاسرائيلية أمر صعب المنال فى التوقيت الحالى خاصة فى ظل التوتر الداخلى السائد فى الداخل الفسطينى بين حركتى فتح وحماس ، وكذلك جهود إسرائيل التى تعرقل أى مسيرة من شأنها عودة المنطقة للهدوء ولو النسبى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية . هذا وعلى الرغم من الجهود الدولية و العربية المبذولة من أجل الدخول فى مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطينى و الاسرائيلى من أجل محاولة التوصل لحلول بشأن الوضع الراهن فى المنطقة ، إلا أن إسرائيل تمارس هوايتها التى إعتادت عليها من خلال وقف أى محادثات حول تحقيق السلام و الهدوء فى المنطقة . يذكر و أن كانت هناك مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين و الاسرائيليين ولكنها توقفت عقب الجريمة الاسرائيلية التى إستهدفت اسطول الحرية ، حيث قامت القوات البحرية الاسرائيلية بمهاجمة اسطول الحرية الذى كان يتوجه إلى الأراضى الفلسطينية من أجل محاولة فك الحصارالمفروض على قطاع غزة . وقد أدت تلك الهجمات إلى مقتل و إصابة العديد من المدنيين العزل الذين كانوا يرافقون السفن لتقديم تلك المعونات الانسانية للشعب الفلسطينى ، وقد جاءت تركيا أكثر الدول المتضررة من جراء ذلك الهجوم وذلك لمقتل تسعة من مواطنيها فى ذلك الهجوم غير الإنسانى . يذكر و أن برر رئيس الوزراء الإسرائيلى (بنيامين نتانياهو) استمرار عملية الحصار البحرى على قطاع غزة، مؤكدا أن هناك أخبار لدى الحكومة الاسرائيلية من وجود محاولات إيرانية من أجل تمويل حركة حماس بالاسلحة . فلاشك أن الوضع فى المنطقة قد بات خطيرا للغاية فى ظل توقف المفاوضات بين إسرائيل و فلسطين ، فعلى الرغم من إعلان الحكومة الاسرائيلية برئاسة (بنيامين نتنياهو) برغبتها فى العودة إلى المفاوضات إلا أن ذلك الأمر مجرد إدعاءات صهيونية . ويتضح ذلك من خلال ماجاءت به الحكومة الاسرائلية من تأكيدات حول أنها لا تقبل بفرض شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين ، وذلك حيث طالبت السلطة الفلسطينية بضرورة وقف إسرائيل لسياستها الإستيطانية داخل الأراضى الفلسطينية و العودة إلى حدود قبل عام 1967 ، ولكن إسرائيل ترفض إعطاء الحقوق للشعب الفلسطينى . هذا و من المتوقع أن تصدر اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط المكونة من الأممالمتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي دعوة للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للدخول فى المفاوضات المباشرة بين الجانبين وكذلك وضع إطار زمنى لنهاية تلك المفاوضات المزمع عقدها . ويطالب الرئيس الفلسطينى عباس من جانبه بأن تلتزم إسرائيل بقبول إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 و وقف الاستيطان وضمان الخروج بنتائج تُنفذ على أرض الواقع من جانب إسرائيل . والتساؤل الهام الأن:_ * هل ستوافق السلطة الفلسطينية على الدخول فى المفاوضات المباشرة مع الحكومة الاسرائيلية دون تنفيذ المطالب و الشروط الخاصة بوقف الاستيطان وغيره من جانب إسرائيل فى ظل الضغط الأمريكى المتواصل على السلطة الفلسطينية ؟!