تسببت انزلاقات التربة في مقتل وإصابة عشرات الأشخاص شمالي باكستان بعد أسبوع على كارثة الفيضانات، وفيما يزداد الوضع سوءا نتيجة لتعذر وصول المساعدات، قال علماء إن الفيضانات تنذر بمخاطر مستقبلية. ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر رسمية باكستانية أن ما لا يقل عن ثلاثين شخصا لقوا مصارعهم وجرح حوالي أربعين آخرين جراء الصواعق وانزلاقات التربة في منطقة دياميير في أقصى شمالي باكستان. وعقب مرور أسبوع من الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 1600 شخص لا تزال عشرات من القرى مغمورة بالكامل بالمياه. وأوضح مراسل الجزيرة من إقليم السند عبد الرحمن مطر أن عدد المتضررين من كارثة الفيضانات قفز إلى عشرين مليون شخص وفق تقديرات الحكومة الباكستانية. ويعانون من قلة المواد الغذائية ومياه الشرب والمواد الأخرى الضرورية. وتهدد الكثير منهم الأمراض والأوبئة. رحلة نزوح مستمرة للسكان من المناطق المهددة (الفرنسية) كما تسببت الفيضانات في تدمير ثلاثمائة ألف منزل بالإضافة إلى نفوق 14 ألف رأس ماشية وغرق 2.6 مليون فدان من الأراضي المزروعة في الأقاليم الثلاثة التي ضربتها الفيضانات وهي إقليم خيبر في الشمال الغربي والبنجاب بوسط البلاد وإقليم السند جنوبي البلاد. وكانت السلطات الباكستانية أخلت بالكامل سكان مدينة مظفر قره في إقليم البنجاب التي تهددها الفيضانات. صعوبات وإزاء اتساع المناطق المغمورة بالمياه ولا تزال أعمال إغاثة منكوبي الفيضانات تواجه صعوبات جمة بسبب رداءة الأحوال الجوية وانقطاع الطرق. وقد سعى الجنود وموظفو الإغاثة للوصول إلى قرابة مليون شخص عزلتهم انهيارات أرضية. وفي وادي سوات شمال غرب إسلام آباد استعان عمال الإغاثة بالبغال أو توجهوا إلى المناطق المنكوبة سيرا على الأقدام للوصول إلى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة بشدة. في هذه الأثناء أكد مسؤولون باكستانيون أن الرئيس آصف علي زرداري -الذي تعرض لانتقادات حادة بسبب قيامه بزيارة إلى فرنسا وبريطانيا أثناء الكارثة- سيزور خلال أيام بعض المناطق المتضررة من الفيضانات في حين أطلقت الأممالمتحدة نداء للإسراع بإغاثة المنكوبين من هذه الكارثة. من جهة أخرى دعت الأممالمتحدة إلى الإسراع بإغاثة منكوبي فيضانات باكستان، وقال مبعوث الأممالمتحدة جين موريس ريبرت إن هناك حاجة عاجلة لتوفير معونات بمئات ملايين الدولارات لإغاثة المنكوبين، إضافة إلى عدة مليارات من الدولارات لإعادة بناء ما دمرته الفيضانات. مخاطر مستقبلية بدورهم قال علماء إن فيضانات باكستان تنذر بمخاطر مستقبلية، ويشدد العلماء على إن الدول تحتاج للبدء في التكيف مع تأثير التغيرات المناخية. إلقاء مساعدات من الجو بسبب تعذر الوصول للمنكوبين (الفرنسية) ويرى هؤلاء أن هناك احتمالا بحدوث موجات جفاف وفيضانات أشد في المستقبل، مشيرين إلى أن الدول الفقيرة ستواجه التحديات الأكبر. وبالنسبة لسكان باكستان البالغ عددهم 160 مليون نسمة والذين يواجه الكثير منهم بالفعل فيضانات وجفافا فإن ذلك يعني فقد المزيد من الأرواح كما يهدد محاصيل القطن والقمح والأرز والبنية الأساسية. ويشير العلماء إلى أن باكستان قد تعاني كذلك على المدى الطويل من تراجع كميات المياه الذائبة من الثلوج التي تغذي نهر أندوس، شريان الحياة في البلاد.