تشريد مليون باكستاني خلال يومين بسبب الفيضانات وعدد المتضررين تجاوز 17 مليون شخص أعلنت الأممالمتحدة، يوم أمس الجمعة، عن تشريد ما لا يقل عن مليون شخص اضطروا لإخلاء لمنازلهم خلال اليومين المنصرمين، وذلك بسبب موجة جديدة من الفيضانات التي اجتاحت جنوبباكستان. وحذر بيان الأممالمتحدة من أن «الكارثة المفجعة التي ضربت باكستان فاقت كل التصورات، ومازالت تمضي إلى ما هو أسوأ». وأعلن البيان أن الأممالمتحدة ستوسع حجم عملياتها في باكستان مع اتساع رقعة الأراضي المغمورة بالمياه وتجاوز عدد المتأثرين بالفيضانات 17 مليونا شخصا. وأوضح أن المياه غمرت مساحة تجاوزت 160 ألف كيلومتر مربع منذ هطول الأمطار الموسمية الغزيرة نهاية الشهر الماضي. وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية جون هولمز إن المساحة المتأثرة في اتساع مستمر مع تدفق المياه عبر باكستان إلى أقصى جنوبإقليم السند المجاور لبحر العرب. وأضاف أنه تم تلقي 70% من التمويل المطلوب والبالغ 460 مليون دولار لعملية الإغاثة، وهناك تعهدات بتقديم مبلغ 600 مليون دولار. ويقدر عدد المحاصرين بالفيضانات بنحو 800 ألف شخص، وتسعى الأممالمتحدة للحصول على 40 مروحية للنقل الثقيل لتوصيل المساعدات إلى تلك المناطق حيث جرفت المياه الطرق والجسور. وتعد المنطقة الواقعة بين مقاطعتي قمبر شهدكوت وتهاتا أكثر المناطق المنكوبة من الفيضانات، حيث دمرت السدود والقنوات وأسوار الحماية بشكل كبير بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر «إندو». وتتعرض باكستان لأسوأ كارثة طبيعية خلال الأعوام ال80 الأخيرة، بعد أن تسببت الفيضانات في مصرع ألف و600 شخص وتضرر نحو 20 مليون آخرين منذ أواخر يوليوز الماضي. وصباح أمس، أمرت السلطات الباكستانية بإخلاء مدينة أخرى هي ثاتا التي يسكنها 300 الف نسمة والمهددة بسيول نهر السند الجارفة في جنوبباكستان. وبدأت المياه في الانحسار في الشمال والوسط الأشد تضررا في بداية الكارثة،غير أن الأمطار الموسمية الغزيرة مستمرة في الهطول وأدت الى ارتفاع منسوب نهر السند إلى مستويات خطيرة قرب مصبه ما دفع في الأيام الأخيرة ملايين الناس إلى الفرار من الفيضانات الجديدة التي تشهدها ولاية السند جنوب البلاد. وتم منذ السبت الماضي إخلاء مدن بعضها يضم مئة ألف شخص بالإضافة إلى آلاف القرى والبلدات. وانهالت السيول صباح الجمعة عبر الثغرة التي يبلغ عرضها 20 مترا لتغمر حقول القطن وقصب السكر مندفعة باتجاه ثاتا، على ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس في فقير جوغوث. وشوهد صباح أمس آلاف الأشخاص يغادرون المدينة باتجاه الغرب وماكلي على بعد 5 كلمترات من ثاتا حيث أقيم مخيم للاجئين على عجل فوق تلة. وحمل الأهالي العربات والسيارات بما يمكنهم حمله وقادوا آلاف رؤوس القطعان باتجاه ماكلي. وأشار منصور شيخ إلى أن 70% على الأقل من سكان المدينة انتقلوا إلى مناطق أكثر أمانا. وأضاف أن مهندسي الجيش يحاولون إصلاح السد في موقع يبعد بضعة كيلومترات شرق المدينة. وقال شيخ «نأمل أن يتمكن المهندسون (العسكريون) من إصلاح الثغرة في السد وإلا ستجتاح الفيضانات مدينة ثاتا». وكان تم الخميس إجلاء 400 ألف شخص من مدن ثلاث مجاورة. واتسع عرض نهر السند الذي كان يبلغ عادة بضع مئات الأمتار لتبلغ المسافة بين ضفتيه في بعض الأماكن، ما يصل إلى عشر كلمترات. ولم تعلن حكومة السند عن حالات وفاة منذ السبت مؤكدة أن عمليات الإخلاء الوقائية أتاحت تفادي الأسوا. وأكدت إسلام أباد وفاة 1600 شخص خلال شهر في مختلف مناطق البلاد. وعلاوة على الطابع الملح لإنقاذ الناس من الغرق، فان باكستان ستواجه لأشهر وربما لسنوات، أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها مع تضرر خمس البلاد من الفيضانات و17 مليون نسمة، بحسب الأممالمتحدة. وتقول الأممالمتحدة إن نحو 8 ملايين مشرد بحاجة إلى مساعدة عاجلة. وتتدفق المساعدات الإنسانية على باكستان غير أن مسؤولا أميركيا رفيع المستوى قال الأربعاء إن طالبان تستعد لشن هجمات على العاملين الإنسانيين الأجانب الذين يصلون بالمئات إلى باكستان. ويعتبر شمال غرب باكستان معقلا لطالبان حلفاء القاعدة في حين أصبحت المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان أبرز ملاذات شبكة أسامة بن لادن. وقال جون هولمز مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «لن نخضع لمثل هذه التهديدات» مؤكدا أن الأممالمتحدة ستواصل عملها في باكستان مع اتخاذ «الاحتياطات التي يفرضها» الوضع.