نشرت " الشروق أون لاين" الجزائرية تحقيقا عن مدينة الداخلة المغربية، قام به طاقم من هذه الجريدة لصالح المخابرات الجزائرية، وهو ما تبين من خلال ما سجله الصحفيون، لكن بصورة تخدم الأطروحة الجزائرية، في تزييف مفضوح لما هو موجود على أرض الواقع. وإذا كان صحفيو " الشروق أون لاين" قد تجولوا بكل حرية في مدينة الداخلة المغربية التي سالت فيها دماء الجنود المغاربة الزكية الذين وقفوا سدا منيعا في وجه هجمات المرتزقة والجيش الجزائري، خاصة في سنة 1979، بعد استكمال الوحدة الترابية بضم واد الذهب إلى المغرب، ولا ندري كيف سمح للإعلام الجزائري بأن يتسرب إلى الصحراء المغربية المسترجعة، في حين أن المخابرات الجزائرية لم تسمح لأي جريدة أو تلفزة مغربية بحضور تغطية أشغال بعض الأنشطة الخاصة أو العامة، رغم توجيه دعاوى توصل بها عدد من الصحفيين المغاربة من هيئات مدنية وحزبية لحضور احتفالات أو أنشطة ... كما حصل مع الصحفي الوجدي الزميل يحي بنطاهر الذي أوقفه العسكر الجزائري مرتين الأولى في مطار هواري بومدين والمرة الثانية بالقرب من الشريط الحدودي الشرقي... " الشروق أول صحيفة جزائرية تدخل الأراضي الصحراوية "- هكذا- ومما جاء في بعض عناوينها : - المغاربة يدفعون المال للأطفال الصحراويين من أجل حمل الاعلام المغربية." سألت الطفل عن دوافع ركضه بالعلم، أخبرني بعدما عرف أنني صحفي جزائري، قائلا ببراءة الصغار: "لقد دفعوا لي مبلغا من الدراهم حتى أمرّ أمامكم بالعلم" - "...كان بجواري أربعة شبان يتبادلون أطراف الحديث، وكنت أسترق السمع من حين لآخر إليهم، وقد كان حديثهم علينا وعلى الملتقى، ولكن من مجمل الحوار الدائر، أيقنت أنهم متعجبون من تواجد جزائريين في ضيافة المخزن، ويقصدونني طبعا وكان برفقتي الشاعر الجزائري المقيم بالمغرب سعيد هادف، وقد لاحظت من أن حديثهم كان بحذر شديد، مما أوحى لي أن أهلها يعرفون جيدا، من أنهم تحت مراقبة أعوان المخابرات وعملائهم، المتواجدين بعين المكان". وليتمعن القراء في هذا الكلام، الذي يفرق بين المغاربة والصحراويين، وكأن الأمر يتعلق باستعمار مقيت، وشعب يرزخ تحت الذل والاكراه، في حين أن نزيف البوليساريو ما زال مستمرا وقد اشتد هذه الأشهر القليلة الماضية، وذلك بهروب المئات من الصحراويين المغاربة الذين كانوا محتجزين في معسكرات التجمع والعار بتندوف المغربية التي ما زالت محتلة هي الأخرى من طرف النظام الجزائري. وقد حاول الوفد الصحفي الجزائري المسخر من طرف المخابرات الجزائرية الالتفاف على المزايا التي تخصصها الدولة المغربية للسكان الصحراويين المغاربة، وحتى الذين ازدادوا في الصحراء من أصول غير صحراوية، وهو ما عاينته ووقفت عليه خلال زياراتي للصحراء المغربية المسترجعة ، ما يتمتع بها الطلبة الصحراويون الذين يدرسون في الجامعات بالرباط أو الدارالبيضاء وغيرها من المدن المغربية الكبيرة، وهي امتيازات مستحقة، فالطالب مثلا يتمكن من منحة خاصة، وأيضا من تذاكر سفر شبه مجانية وكذلك منحة تغطي كل مصاريفه الدراسية، نظرا لبعد المسافة بين المدن الصحراوية والداخلية. كما أن الدولة تخصص امتيازات أخرى لموظفي الدولة المجلوبين من المدن من الأخرى، وهو حرص من الدولة المغربية للتسريع بوتيرة النماء في هذه الأقاليم التي كانت شبه صحراء جرداء فتحولت إلى حواضر تضاهي المدن الكبرى في المغرب وحتى مدنا أوروبية، وهذا ما تجاهلته " الشروق " التي كانت تبحث عن روائح الانفصال، ونسيت أن انفصالا بات على مقربة من قصر المرادية، يكون قد تشكل في منطقة القبائل وهو الآن قيد التنفيد.