في رسالة منهابمناسبة الذكرى الثانية والعشرين للمجزرة الجماعية بحق 30 الف سجين سياسي في إيران في صيف عام 1988طالبت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة المتورطين في هذه الجريمة. وفي يلي نص الرسالة: أيها المواطنون الأعزاء، يا أبناء عوائل وذوي السجناء المجاهدين والمناضلين في مجزرة عام 1988، أيتها الأمهات وأيها الآباء وأيتها العوائل، يا من تذهبون منذ سنوات لزيارة أبنائكم الى مقبرة «خاوران» (شرقي العاصمة طهران) لإحياء ذكراهم وأسمائهم بينما لا توجد أية معالم على أضرحة أبنائكم. تحية لصبركم وصمودكم، وبفضل هذا الصمود وتلك الدماء تمكّن أشرف اليوم من اعلاء طريقة الشهداء وارادتهم. واني واثقة بأنه سيحل يوم يحيل فيه الشعب الايراني آمري ومنفذي هذه الجريمة الكبرى أي قادة نظام الملالي الحاكم في إيران للمساءلة أمام المحاكم الدولية. وهنا أحيّي الأرواح الطيبة ل30 ألفاً من المجاهدين والمناضلين الذين اُعدموا لوقفتهم على عهدهم من أجل حرية الشعب الايراني ولوفائهم بقضية مجاهدي خلق وعنوانها وأبوا أن يتراجعوا ولو للحظة واحدة عن عنوان مجاهدي خلق ودربها وبذلك تركوا الملالي المجرمين يتحسرون على ذلك. كما نستذكر منيرة رجوي رمز السجناء المعدومين في المجزرة. انها أعدمت كونها شقيقة مسعود ولحبها للحرية. تحية لجميعهم. في عام 1988 أصدر خميني الجلاد فتوى قال فيها بصريح العبارة: «كل من يبقى في هذه المرحلة على النفاق، فحكمه الاعدام أبيدوا الاعداء». وفي واقع الأمر لا أحد كان يعرف مثله أنه من الذي يهدد كيان نظامه؟ أولئك الذين يبقون ملتزمين بمواقف مجاهدي خلق أي التمسك بالنضال حتى إسقاط ديكتاتورية ولاية الفقيه من عرش سلطتها الغاشمة. أيها المواطنون الأعزاء يا أنصار المقاومة، ومنذ اليوم الأول كان الخطر على النظام هو الصمود والتحدي الذي يرمز اليه اليوم أشرف ويبشر به وهو يمثل مثابته. وخلال السنين الاثنتين والعشرين الماضية حاول خامنئي ورفسنجاني وخاتمي جاهدين بكل ما بوسعهم التستر على آثار المجزرة التي ارتكبوها بحق أبناء الشعب الايراني. الا أنهم نسوا أن فيضان دماء الشهداء ونداءات الثأر تظل تبقى حبالها مشددة على رقبة النظام. ألم يكن يهتف الطلاب وخلال نشاطاتهم الدعائية للانتخابات المزورة وفي كل مناسبة : 88 و 88 (اشارة الى مجزرة عام1988). ألم تكن تُسمع خلال الانتفاضة طيلة العام الماضي صيحة اولئك الابطال المتفانين في شوارع طهران وبقية المدن الايرانية حيث كانوا يهتفون: الموت لخامنئي وليسقط مبدأ ولاية الفقيه؟ واليوم يُسمع صوتهم من أشرف الصامد وعلى لسان الاشرفيين، أولئك النساء والرجال من جيل المعدومين في المجزرة الذين أوصلوا صمود رفاقهم الشهداء الى الذورة. فمجزرة عام 1988 هي من أبرز مظاهر تحدي الشعب الايراني الذي أبى أبناؤه أن يرضخوا لمطالب النظام ويتراجعوا عن عنوانهم وهويتهم الايمانية حتى إن كلفهم ذلك حياتهم. كما ان هذه المجزرة في الوقت نفسه أبرز تعبير عن الطبيعة المعادية للاانسانية والتي يحملها النظام الحاكم في ايران الذي ضرب قادته جميع المعايير الانسانية عرض الحائط. فبعض المؤسسات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان منها منظمة العفو الدولية وصفت هذه المجزرة بأنها جريمة ضد الانسانية. ولكن وبكل أسف ان سياسة المساومة التي انتهجتها الدول الغربية طوال سنين حالت دون متابعة هذا الملف وبالتالي فان مرتكبي مجزرة السجناء السياسيين من آمرين ومنفذين وجدوا الفرصة مرة أخرى ليقوموا بارتكاب جرائم بشعة أخرى مثل مسلسل الاغتيالات وآلاف الاعدامات وهم يتربعون على أعلى المناصب السياسية والقضائية في النظام كما وفي العام الأخير قتلوا ما لا يقل عن 300 من أبناء الشعب الايراني أثناء الانتفاضة. انهم صعدوا وتيرة اعدام السجناء السياسيين في الاشهر القليلة الماضية ومارسوا شتى صنوف الأذى ضد السجناء وعوائلهم وفرضوا شتى القيود والمضايقات عليهم، مع أنهم لم يجنوا شيئاً بسبب مقاومة وصمود السجناء السياسيين. وفي مثل هذا الوضع أصبح المجتمع الدولي خاصة الدول الغربية أمام اختبار وموضوعة أبشع ملف لانتهاك حقوق الانسان في العالم المعاصر. فعليهم أن يردوا على سؤال: هل يريدون أن يواصلوا الشراكة في محاولات النظام للتستر على هذه الجريمة النكراء؟ إن إعدام 30 ألفاً من السجناء السياسيين خلال عدة شهور فقط هو أكبر جريمة سياسية منذ الحرب العالمية الثانية وبناءاً على جميع الشواهد وحسب رأي الحقوقين الدوليين وبموجب تصريح الهيئات المدافعة عن حقوق الانسان كانت هذه المجزرة من الأمثلة على الجريمة ضد الانسانية فضلاً عن كونها جريمة إبادة جماعية. وبما أن الجريمة ضد الانسانية وجريمة الابادة لا تسقطان بتقادم الزمن، وبما أن عدم الرد على هذه الجرائم النكراء من شأنه أن يشجع الآمرين بها ومنفذيها على التمادي في سفك الدماء، فإني وباسم الشعب الايراني وباسم المقاومة الايرانية أطالب مجلس الأمن الدولي بإنشاء محكمة خاصة للنظر في ملف مجزرة السجناء السياسيين ومحاكمة المسؤولين عنها. وأناشد الهيئات الدولية والحكومات حث مجلس الامن الدولي على تشكيل هكذا محكمة. كما أدعو جميع الحقوقيين والمدافعين عن حقوق الانسان في العالم الى بذل جهود لتحقيق هذه الحملة وأدعو جميع الايرانيين الى ارسال الوثائق والمعلومات وتقديم الشهود حول جرائم النظام خاصة المجزرة الجماعية في عام 1988 وكذلك حول شهداء الانتفاضة العارمة إلى المقاومة الإيرانية وذلك بأي طريقة ممكنة. إن المساهمة في الحملة لمحاكمة قادة نظام ولاية الفقيه واجب وطني وقومي ملح. تحية اجلال للمعدومين من المجاهدين والمناضلين خلال مجزرة عام 1988، والسلام على الأرواح الطاهرة ل 120 ألفاً من أبناء الشعب الايراني الغيارى ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية، تحية للشعب الإيراني البطل وتحية للحرية