كلمة الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية ألقاها الدكتور موسى الشامي باسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين السلام عليكم جميعا أشكر حركة التوحيد و الإصلاح على دعوتها لحضور افتتاح هذا المؤتمر، و أذكر الحاضرين أن أول مراسلة توصلت بها الجمعية بعد نشأتها في ربيع 2007كانت من توقيع السيد محمد الحمداوي ،و منذ ذلك الحين وإلي هذه اللحظة بالذات، و الحركة تتابع عن كثب، و بحرص كبير، جميع تحركات الجمعية ، و ذلك بالنشر في جريدة "التجديد" لأنشطة الجمعية بمختلف فروعها، ولتصريحات ومقالات بعض من أعضائها. و تظل الجمعية، كجمعية وطنية، مفتوحة،بطبيعة الحال،علي كل تيار يضع نصب عينيه كأولوية الأولويات الدستورية، صون حرمة اللغة العربية واحترام مكانتها الحضارية و التراثية و الثقافية و العلمية و الاعتراف بقدرتها على مواكبة العصر و التطور الحديث. وأما هذا العداء الذي تعرفه اللغة العربية اليوم، ليس في المغرب فحسب و لكن عبر الكثير من البلاد العربية و الإسلامية كذلك،فإنه لا يفاجئنا لأنه صادر بالدرجة الأولى عن أناس ذنبهم الأكبر هو أن أبائهم أرسلوهم، وهم صغار، إلى مدارس أجنبية، لم يدرسوا فيها لا اللغة العربية ،و لا أي شيء يمت إلى الحضارة العربية بصلة،أو أناس ولدوا بالمهجر و تجنسوا هناك ،ثم عادوا إلى الوطن، فكيف نريد منهم أن يحبوا اللغة العربية و هم يجهلونها و الإنسان-كما يقال- عدو لما يجهل ؟ ثم إن بعض الجهات اليوم في الغرب، الفرانكفوني بالأخص، تدفع بهؤلاء إلى هذا العداء ، فقد أصبحت اللغة العربية تخيف كثيرا لأنها مطلوبة،في جل البلدان الغربية ، من قبل الجاليات المسلمة التي ترفض الذوبان في الآخر، و تتشبث باللغة العربية كما تتشبث بتراثها و عمقها الأمازيغي ، و هذا التشبث بالهوية الأصلية أمر يزعج هذه البلدان. و يكفي أن نعلم أنه في أوائل الستينيات لم تكن هناك جاليات مسلمة بأوروبا بالكثافة التي توجد عليها الآن. وإذا،و في نظر بعض المسؤولين الغربيين، يظل الهجوم على اللغة العربية في عقر دارها هو الحل في احتواء هذه الجاليات، لأن هزم العربية في عقر دارها ،و بأية وسيلة كانت، هو حتما انهزام لها في الديار الغربية. مع خصوم اللغة العربية المحليين، قررت الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية عند نشأتها، استعمال اللغة الفرنسية ، اللغة التي يتقنونها، و ذلك لتبيان غيهم و الضلال الذي هم فيه تائهون، و ثنيهم عما هم فيه من تبخيس للغة الدستورية للبلاد، و الطريقة في ذلك الكلمة الطيبة و الإقناع الهادئ و الحجج العلمية الدامغة، لإثبات مثلا أن اللغة العربية ليست لغة صعبة كما يدعي ظلما وجهلا خصومها ، فهذه الوجوه الأجنبية التي تطل علينا عبر الفضائيات و تتكلم بعربية فصيحة لدليل قاطع على هشاسة هذا الادعاء،و لكن الجمعية وجدت نفسها، في بدايتها، بحاجة إلي ترتيب البيت الداخلي لأسرة اللغة العربية، فأنشأت بعض الفروع وعملت على لم شمل حماة اللغة العربية ،و هي الآن حاضرة في المشهد اللغوي المغربي. و قد بدأت ، في الأسابيع الأخيرة،تجمع حولها الفرانكفونيين المغاربة 2 الذين يقدرون اللغة العربية حق قدرها و يعتبرونها الجسر الذي بدونه لا يمكن للمغرب أن يعبر الطريق في اتجاه ضفاف الأمل و الخروج من التخلف و أن يكون مستقلا و قويا. و بدأ هؤلاء الفرانكفونيون المغاربة،وهم من طينة نادرة، يصدرون كتاباتهم و مقالاتهم باللغة الفرنسية، دفاعا عن العربية، إذ لم تعد هناك مصداقية كبيرة في الدفاع عن اللغة العربية باللغة العربية أمام خصوم العربية. كانت الجمعية تأمل، بطبيعة الحال، ،أن يرد الاعتبار للغة العربية كما أعلن عن ذلك في البرلمان ،حماية للدستور، و بعيدا عن أية سياسة استهلاكية تخديرية تروم اكتساب أصوات انتخابية ، و كانت تأمل كذلك أن يكون هذا الهم الذي تحمله هو الهاجس الأول لمن لهم سلطة القرار السياسي في الحقل اللغوي. ذلك أن الاعتداء على اللغة العربية قائم ، و التغاضي عنه يثير في دواخلنا جميعا، جميع أشكال المواجع و الظلم و الإحباط.. و مع ذلك ، فلنا اليقين، في الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية ( و من واجبنا أن نكون و نظل متفائلين)، بأن اللغة العربية، هذه اللغة التي عاشت قرونا طويلة، دون أن ينالها الدهر بسوء ، هذا البحر الذي في أعماقه الدر كامن ، لن تنال منها ضربات خصومها في الداخل و الخارج ، فهي كما قال شاعر عربي كبير ، في" غشاء من نبال"، وكلما أصابتها سهام ،تكسرت النصال(السهام) على النصال برعاية الله و حفظه. الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية تتمنى لمؤتمر حركة الإصلاح و التوحيد التوفيق و النجاح و للحركة مزيدا من التعبئة حفاظا على ثوابت المملكة المغربية و منها اللغة العربية العتيدة. و السلام عليكم.-- مع تحيات الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية للتواصل