جدد المشاركون في المؤتمر الأول للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية يوم السبت 27 مارس 2010 بالرباط الثقة في المكتب التنفيذي السابق وأضافوا إليه أربعة أفراد جدد، بعد انقضاء ثلاث سنوات على تأسيسها منذ 17 مارس .2007 ويتكون المكتب الذي سيتولى مهمة تسيير الجمعية لولاية تدوم سنتين من الرئيس السابق موسى الشامي وعبد الفتاح الفاتحي وسعيد كتان ومصطفى الطالب وفؤاد بوعلي وعز الدين البوشيخي وفؤاد البقالي وخديجة حجازي وخديجة الزيغيغي وأحمد العلوي العبدلاوي ومحمد اليوبي بلقاسم وعبد العزيز الغازي وامحمد العراقي، وبذلك ارتفع عدد أعضاء المكتب مقارنة مع سابقه من تسعة إلى ثلاثة عشر. وصرح موسى الشامي ل التجديد بالمناسبة أن الزيادة في عدد أعضاء المكتب هي لإعطاء دفعة جديدة لعمل المكتب وتكثيف العمل، خصوصا وأن الجمعية تشهد توسعا على المستوى الوطني، فبعد وجود خمسة فروع وهي وجدة والرباط وفاس ومكناس والقنيطرة، هناك فروع سترى النور في الأجل القريب مثل الراشيدية وتزنيت والدار البيضاء وسلا، وهو الأمر الذي سيزرع روح التنافس بين الفروع ويقوي عمل الجمعية. وأشاد الشامي بعمل بعض الفروع التي أثبتت جدارتها من خلال مبادراتها في خدمة اللغة العربية وحمايتها. وأضاف الشامي: أن استرايجية عمل الجمعية في المرحلة المقبلة تعتمد السير بهدوء، فنحن لا نعادي أحدا وندافع عن الدستور المغربي، أما الذين يعادون اللغة العربية فسنواجههم بالإقناع. وفي السياق ذاته تحدث مصطفى الخلفي، رئيس مركز الدراسات والأبحاث المعاصرة، عن الذين يستهدفون اللغة العربية، سواء في وسائل الإعلام أو في البرامج التعليمية أو الاقتصاد. وأكد أن القضية اللغوية هي قضية حياة أو موت بالنسبة للمغرب ترهن مستقبل نظامه التعليمي و الاقتصادي والاجتماعي و الثقافي. وأوضح الخلفي في كلمة له في جلسة افتتاح المؤتمر أن هنالك وهم رائج حول حسم هذا الاشكال باللجوء إلي الدارجة لهذا فالقضية الأساس في كثير من الإذاعات الجديدة هي اعتماد الدارجة بدل اللغة العربية، وعلى مستوى الإعلام السمعي البصري نجد أن جل البرامج الجديدة تعتبر نقطة تميزها في اعتمادها على الدارجة بدل اللغة العربية الفصيحة، كما أن أحد أبعاد المهرجانات الجديدة أن تعتمد على الأغنية المغربية الدارجة، وقس على ذلك الأفلام السينمائية، وفي الجانب التعليمي لاحظ الخلفي التباطؤ في إخراج أكاديمية محمد السادس للغة العربية إلى الوجود بالرغم من مرور عشر سنوات على إقرار ميثاق التربية والتكوين الذي تضمن إقرارها. وأشار الخلفي أيضا إلى اعتماد السياسة الاقتصادية على الدارجة المغربية أوالفرنسية بدل اللغة العربية الفصحى من خلال الإعلانات والإشهارات، مما يعني في نظر الخلفي أن كل المجالات الحيوية لتشكيل الهوية تسير في اتجاه إبعاد اللغة العربية، قائلا إن هذا المشروع لن ينجح لكنه سيضيع وقتا. من هنا نوه الخلفي بمجهودات الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية التي تنتصب من أجل قضية تهم الجميع دون النظر إلى التلوينات السياسية وغيرها. ونوه إدريس الكتاني أحد مؤسسي رابطة علماء المغرب والرئيس المؤسس لنادي الفكر الإسلامي بمجهودات الجمعية، وقال في تصريح ل التجديد: على هامش المؤتمر: إن عمل هذه الجمعية بالنسبة لي يمثل حلقة مكملة لنصف قرن من حياتي أمضيته وأنا أدافع عن اللغة العربية وأنا الآن عمري 82 سنة، إنها تواجه الغزو الاستعماري اللغوي وثمراته التي بقيت على أرض المغرب تحارب اللغة العربية بشتى الوسائل. وثمن مولاي عمر بنحماد نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح هو الآخر عمل الجمعية، مشيرا إلى أن الحركة تدعم هذه الجمعية سواء عبر انخراط بعض أعضائها فيها أو من خلال إعلام الحركة، متمثلا خصوصا في جريدة التجديد: والموقع الإلكتروني للحركة، ويعتبرها واحدا من الجهات الشريكة للحركة، لأنها تعمل على المشروع نفسه الذي تعمل من أجله حركة التوحيد والإصلاح وهو حماية هوية وقيم بلد المغرب، وخصوصا أن العربية هي لغة القرآن الكريم. وقال الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري عالم اللسانيات المغربي في كلمة له أثناء المؤتمر: إن العربية ليست لغة هوية وسيادة فحسب، بل إنها وسيلة للتنافس المرجعي والفكري والتموقع الاقتصادي والإعلامي والرقمي، علاوة على التموقع السياسي والحضاري، ولهذا نفهم لماذا جند عدد من الجامعيين الأجانب أنفسهم لتوجيهنا لغويا بصفة دؤوبة ومستمرة حتى نتخلى عن لغتنا العربية. ويشار إلى أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المذكور عرفت أيضا مشاركة ممثل الهيئة المغربية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة وممثل مكتب تنسيق التعريب.ويذكر أن الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية تأسست سنة 2007 وعرفت تأسيس خمسة فروع ومن بين أهدافها، تدارس مختلف التحدياتالتي تواجه اللغة العربية والكشف عن المخاطر التيتهددها، وتنمية دور العربية والكشف عنقدراتها التعبيرية والعمل على استصدار قوانين تحميها من التجاوزات المشينة.(تفاصيل الكلمات في عدد الغد بحول الله).