بينهم من ينشطون بتطوان والفنيدق.. تفكيك خلية إرهابية بالساحل في عملية أمنية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    جمهورية بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع 'الجمهورية الصحراوية' الوهمية    الرئيس الصيني يؤكد خلال زيارة المغرب دعم بكين لأمن واستقرار الرباط        أمريكا تجدد الدعم للحكم الذاتي بالصحراء    تعيينات جديدة في المناصب الأمنية بعدد من المدن المغربية منها سلا وسيدي يحيى الغرب    شركة رومانية تفتح بطنجة مصنعا متخصصا في تصنيع المكونات البلاستيكية للسيارات    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    حكيمي في باريس سان جيرمان حتى 2029    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    فاطمة الزهراء العروسي تكشف ل"القناة" تفاصيل عودتها للتمثيل    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    الرابور مراد يصدر أغنية جديدة إختار تصويرها في أهم شوارع العرائش    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    مواجهات نارية.. نتائج قرعة ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية    ولد الرشيد: رهان المساواة يستوجب اعتماد مقاربة متجددة ضامنة لالتقائية الأبعاد التنموية والحقوقية والسياسية    مجلس المنافسة يغرم شركة الأدوية الأمريكية "فياتريس"    المنتخب الليبي ينسحب من نهائيات "شان 2025"    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لأول مرة في تاريخه.. "البتكوين" يسجل رقماً قياسياً جديداً        تفكيك شبكة تزوير وثائق السيارات بتطوان    أداء سلبي في تداولات بورصة البيضاء    زَمَالَة مرتقبة مع رونالدو..النصر السعودي يستهدف نجماً مغربياً    التنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب تدعو الزملاء الصحافيين المهنيين والمنتسبين للتوجه إلى ملعب "العربي الزاولي" لأداء واجبهم المهني    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    المجر "تتحدى" مذكرة توقيف نتانياهو    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    العربي القطري يستهدف ضم حكيم زياش في الانتقالات الشتوية    مفتش شرطة بمكناس يستخدم سلاحه بشكل احترازي لتوقيف جانح    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    رابطة السلة تحدد موعد انطلاق الدوري الأفريقي بالرباط    وهبي: مهنة المحاماة تواجهها الكثير من التحديات    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !        تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء    تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقيقة انهيار القدرة العراقية الشاملة..


عناصر قوة الدولة من وجهة نظر الباحثين العرب
عناصر قوة الدولة من وجهة نظر مفكري العلاقات الدولية انهيار قدرة العراق الشاملة بين الفشل والاحتلال و النفوذ تعرض العراق الى استنزاف القدرة الشاملة ومن مختلف الجوانب إذا ما قورنت بالنظريات الخاصة بها, والتي اتفق عليها الخبراء والمختصين في العلاقات الدولية, وبدأت ملحمة تدمير قدرة العراق الشاملة وتجريف قدراته الكامنة منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي وتحديدا عن خوضه حرب غير متكافئة مع إيران التي تتفوق عليه من عدة نواحي أبرزها الجغرافية المجافية للعراق والمؤاتية لإيران حيث يبلغ اخطر محور عمليات هو المحور الوسطي ويبعد 80كم عن العاصمة بغداد, ويعد هذا وهن حربي واستراتيجي في المعايير العسكرية , إضافة الى المساحة والسكان والقدرة العسكرية حيث كانت إيران ترسانة حربية أمريكية متفوقة, ويعد جيشها خامس جيش بالعالم , وبالتالي انعكست تلك الحقائق على شكل وتوازن وحجم الاستنزاف الكبير الاقتصادي والبشري والسياسي للعراق, وتعد تلك طلائع الاستنزاف للقدرة .
خرج العراق مثقل بالمفاصل اللينة من جراء الحرب , وبدلا من معالجتها وتعزيز مفاصل القوة ,ارتكبت القيادة العراقية اينذاك الخطيئة الإستراتيجية الكبرى وهي غزو الكويت بعد عام ونصف من حرب إيران , وعلى أثره طبقت فلسفة "الهندسة المعكوسة" والتجريف الجيوبولتيكي[1] العميق للعراق وابتدأ بالحصار الاقتصادي وتقطيع العراق دموغرافيا وجغرافيا ووأد التنمية وبذلك افقد العراق قدرته الشاملة من الأرض - المناخ - التربة - النبات - المسطحات المائية,المواد الخام, السكان, المواصلات, الأسلوب السياسي والعزل, وافقد العراق أهمية موقعه الجغرافي والتاريخي, وانتهكت الحدود السياسية عبر خطوط الحظر الجوي, وانهيار القدرة العسكرية, والهيبة القومية, انعزال الطبقة السياسية عن المناخ الإقليمي والدولي. بعد غزو العراق عام 2003 باشرت دوائر لاحتلال وشركائها والأضداد الإقليمين للعراق (إيران وإسرائيل) لإنهاء القدرة بشكل كامل وجعل العراق منظومة دويلات مخصخصة للأحزاب التي أعدت منذ سنين قبل الغزو لتشكل الدفة السياسية لتقسيم العراق بشكل مباشر وغير مباشر, ولغرض معرفة ذلك لابد من استعراض النظريات التي تبين عناصر قوى الدولة الشاملة من وجهات النظر المختلفة, وبغية معرفة القوة القومية للدولة لابد تحليل مفهومها إلى عناصرها الأولية حتى يمكن توضيح طبيعتها، والوقوف على أبعادها، وإدراك مقوماتها. وعموماً فإن قوة الدولة تستند إلى مصادر، وهي عبارة عن جميع موارد الدولة الطبيعية، أو تلك التي يمكن توفيرها أو الحصول عليها، وتُعد محصلة انصهار هذه المصادر والعناصر هي القوة القومية للدولة, وقد أجمع أساتذة الجغرافيا السياسية على أن قيمة الدولة وقوتها من الناحية السياسية تعتمد على عدد من العناصر المادية، والعناصر المعنوية. عناصر قوة الدولة من وجهة نظر الباحثين العرب 1. دراسة قوة الدولة من العوامل الطبيعية، والعوامل الاجتماعية. وتشمل الأولى (المجال، السكان، الموارد الاقتصادية). وتشمل الثانية (عنصري الوحدة الوطنية والقيادة السياسية) - محمد طه بدوي. 2. مقومات قوة الدولة وتشمل نوعين من العوامل: عوامل أساسية، وتتضمن: الجغرافيا والحدود والموقع، المساحة، السكان، والمواد الأولية، والتقدم الصناعي. أما العوامل المساعدة: فتتمثل في التنظيمات السياسية والاجتماعية، والقيادة، ونظم الحكم- كاظم هاشم نعمة. 3. مقومات القوة وتتمثل في العنصر الجيوبوليتيكى من خلال الموقع الجغرافي للدولة (مساحتها، وحدودها السياسية)، وشكلها، وموارد ثروتها الاقتصادية وقوتها البشرية، وكذا القوة الاقتصادية، والقوة العسكرية، والقوة السياسية، والإرادة القومية - مصطفى كامل محمد فيرى. 4. العوامل المؤثرة في قوة الدولة هي عوامل طبيعية، وعوامل بشرية. وتشمل العوامل الطبيعية (الموقع، المناخ، وسطح الأرض، وشكل الدولة، المساحة، الأنهار) أما العوامل البشرية فتشمل (السكان، الدين، اللغة، المناخ، الجنس، التكوين الأثنوغرافي، الأقليات، النشاط الاقتصادي)- على أحمد هارون. 5. توصل الدكتور جمال زهران إلى نمط جديد للقوة الشاملة للدولة، تتكون من سبع عوامل هي أ. العناصر الرئيسية (1) عناصر مادية هي مجموعة العوامل التي تشكل في مجموعها الأساس المادي لقوة الدولة، والتي لا غنى عنها للدولة تحت أي صورة، وفي كل الظروف. وتشمل: (أ) القدرة الاقتصادية. (ب) الكتلة الحيوية. (ج) القدرة العسكرية. (د) القدرة السياسية. (2) عناصر غير مادية (معنوية) هي تشكل الوعاء الذي تتحرك فيه العوامل المادية، وبعبارة أخرى فإن العوامل المعنوية هي التي تحرك العوامل المادية وتوظفها لتحقيق هدف ما، وتشمل ثلاثة عناصر رئيسية، هي: (أ) الإرادة القومية. (ب) الأهداف الإستراتيجية. (ج) القدرة الدبلوماسية. ب. العناصر الفرعية عناصر تخصصية لكل عنصر من العناصر المادية والمعنوية . عناصر قوة الدولة من وجهة نظر مفكري العلاقات الدولية 1. قام بعض مفكري العلاقات الدولية والجغرافيا السياسية بدراسة قوة الدولة من خلال مناهج متعددة، وهي المناهج المنهج التحليلي، والتاريخي، والمورفولوجي، والإقليمي، والوظيفي: أ‌- المنهج التحليلي Analytic Approach -"كوهين Cohen" حصر للعناصر الجغرافية المؤثرة على قوة الدولة والمتمثلة في خمسة عناصر هي:- (1) البيئة الطبيعية :- الأرض - المناخ - التربة - النبات - المسطحات المائية... إلخ. (2) المواد الخام:- سواء كانت مصنعة أم نصف مصنعة أم في شكل خام. (3) السكان :- من حيث الكم والكيف والعقيدة. (4) الحركة:- ممثلة في وسائل النقل المختلفة. (5) الأسلوب السياسي:- ممثل في الهياكل الإدارية والأيديولوجية. ب‌- المنهج التاريخي The Historical Approach - "وتلسي Whittlesey" اتبع هذا المنهج في دراسته لنمو فرنسا وتطورها التاريخي. فقد بدأ بدراسة نمو فرنسا من نواتها الأولى إلى أن وصلت إلى صورتها الحالية مع الربط بين هذا النمو وبين البيئة الطبيعية للإقليم. ت‌- المنهج المورفولوجي The Morphological Approach- هارتسهورن يتناول هذا المنهج الخصائص المورفولوجية (الشكل، والموقع، والحدود السياسية)، ودراسة مكان الدولة والعاصمة، والأقسام الإدارية والسكان، والموارد الاقتصادية للدولة. ث‌- المنهج الوظيفي The Function Approach يحدد هذا المنهج عناصر قوة الطرد المركزية التي تؤدى إلى عدم ترابط أجزاء الدولة كالحواجز الطبيعية من جبال وغابات وصحارى أو الجوانب البشرية كتخلخل السكان أو ندرتهم في بعض المناطق. ويتناول، أيضاً، مقومات الدولة كاللغة، والدين، والجنس، وتحديد نواة الدولة، ودراسة العلاقات السياسية، والاقتصادية، والحدود السياسية للدولة. ج‌- المنهج الإقليمي Regional Approach- باومان Bowman يقوم هذا المنهج على أساس دراسة العوامل الطبيعية والبشرية والاقتصادية، مع تناول التاريخ السياسي للدولة، وعلاقاتها مع الدول الأخرى.. 2. قام بعض المفكرين في مجال العلاقات الدولية، وعلى رأسهم "هانز مورجانتو" بتحديد القوة الشاملة للدولة من خلال تسعة عناصر، هي:- العامل الجغرافي, الموارد الطبيعية, الطاقة الصناعية, القوة العسكرية, السكان, الشخصية القومية, الروح المعنوية, نوعية الدبلوماسية, نوعية الحكم. 3. قام راي. أس كلاين. بتحديد القوى الشاملة للدولة، وهي: أ. الكتلة الحيوية/ الكتلة الحرجة للدولة. Critical Mass (C) ب. القوة الاقتصادية. Economic Capability (E) ج. القوة العسكرية. Military Capability (M) د. الهدف الإستراتيجي. Strategic Purpose (S) ه. الإرادة الوطنية. National Will (W) تم توضيح آراء المفكرين العرب والأجانب في هذا المجال للتعبير عن كيفية تقنين قوى الدولة الشاملة وقياسها بأساليب مختلفة، لو تم مقارنة اي أسلوب او منهج او اجتهاد للجمع بين الأساليب والمناهج مع تطبيقات الدمار في واقع العراق اليوم, سنجد ان القدرة الشاملة العراقية قد استنزفت بالكامل ومن كافة الجوانب, وبالتأكيد ان اي احتلال عبر التاريخ هو سرطان خبيث وليس حميد, وينهش بجسد الدولة المحتلة وقدراتها, ويسعى دوما لتفتيت البنى التحتية السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والمنظومة القيمية لترصين وجوده وهيمنته على مقدرات البلد, وبما ان وضع العراق يفوق من حيث الاستهداف دولة محتلة كونه قد احتل من أمريكا و40 دولة حليفة وشريكة في العدوان, بينهما دول إقليمية ذات طابع توسعي, فان القدرة الشاملة العراقية لم يبقى منها الى أطلال وما خلفه الاحتلال والنفوذ الإقليمي الساند من ملفات كارثية وتدمير البنى التحتية وتحطيم الدولة ومؤسساتها التراكمية التي يبلغ عمرها 80 عام خطيئة استراتيجية كبرى وتعد وجريمة حرب كبرى, وشكل من أشكال الهمجية في العصر الجديد. انهيار قدرة العراق الشاملة بين الفشل والاحتلال و النفوذ سنتخذ كمثال مقارنة منهج الدكتور جمال زهران وهو نمط جديد للقوة الشاملة للدولة، تتكون من سبع عوامل على النحو الآتي: أ. العناصر الرئيسية (1) عناصر مادية وهي مجموعة العوامل التي تشكل في مجموعها الأساس المادي لقوة الدولة، والتي لا غنى عنها للدولة تحت أي صورة، وفي كل الظروف. وتشمل: (أ) القدرة الاقتصادية:- نجد ان القدرة الاقتصادية العراقية قد جرفت بالكامل وتم نهب مؤسسات الدولة الصناعية أي تدمير القاعدة المادية والبنى التحتية الصناعية, وإيقاف آلاف المصانع عن العمل وخصخصة كافة مؤسسات الدولة التنموية والتجارية والزراعية واستنزاف القدرة النفطية من خلال زيادة الإنتاج وتعطيل القدرة العراقية المهنية النفطية وكفاءتها وجميع تلك التعطيلات الاقتصادية تشكل بطالة واسعة ويعد العراق اليوم دولة ريعية تعيش على فتات وارد النفط أي لا يمتلك قدرة اقتصادية وهي عصب الدولة الأساسي في القدرة الشاملة. (ب) الكتلة الحيوية :- هي القدرة البشرية الدموغرافية والتنمية البشرية المستدامة , وقد استخدمت أمريكا وحلفائها والأضداد الإقليمين أبشع وسائل التصفية الجسدية والنفسية والإرهاب ضد القدرة البشرية العراقية , وقد قسمت شعبه الى طوائف وأعراق ومذاهب وقوميات, وقد عصفت به انتهاكات الاحتلال بأسلوب "الحرب وسط الشعب" وفلسفة الصدمة والرعب, واستخدام الشعب وقوداً لوجودها , وكذلك حرب التغيير الدموغرافي والقتل خارج القانون والتهجير المنظم والاعتقالات والتعذيب والاغتصاب وإذلال الشعب وتطبيع ثقافة الموت , جميعها خلفت انهيار مجتمعي وقيمي ونفسي ومعنوي مما يجعل الكتلة الحيوية غير موجودة ومستنزفة بالكامل. (ج) القدرة العسكرية:- يعد العراق القدرة العسكرية الرابعة في معادلة التوازن الإقليمي ويشكل توازن التوافق مع تركيا وتوازن الأضداد مع إيران وإسرائيل, وتشكل القدرة العسكرية العراقية حجر الزاوية في القدرة الصلبة العربية , وقد حطمت أمريكا وإيران وإسرائيل القدرة العسكرية العراقية, وذلك من خلال حل القوات المسلحة, ومحاكمة قادة الجيش وبأثر رجعي على تهديدات خارجية تعرض لها العراق, ومارست كل من إيران وإسرائيل عمليات التصفية الجسدية للبنى التحتية البشرية العسكرية, وجرى تشكيل حشد مسلح وفق فلسفة الشركات الأمنية الأمريكية, ولا يمتلك الجيش اليوم أسلحة توازن استراتيجي وقدرات ردع لحماية الحدود السياسية , وقد شكل وفق عقيدة تدريبية وهي مكافحة الإرهاب, ونجد ان عقيدته العسكرية غائبة وبذلك العراق فاقدا القدرة العسكرية. (د) القدرة السياسية :- تاريخ العراق يشير الى انه لم يرتقي الى الفهم السياسي والعمل المؤسساتي السياسي, ويعاني من شخصنه السياسة والسلطة, والاستئثار بمؤسسات السلطة , وتعظيم الفرد, وسيادة النفاق السياسي والانتهازية , والمتاجرة بالشعارات , وكل حزب قبل استلام السلطة يتاجر بالبرامج السياسية, وعند وصوله السلطة ينفرد ويمارس سياسات قمعية ويلغي الأخر من مواطنيه, ولكن هذا لا يمنع وجود مؤسسات دولة قبل الغزو, جرى تدميرها بالكامل , وقد شكلت دوائر المخابرات الأجنبية والإقليمية, ورش ذات طابع سياسي لتكون حصان طروادة السياسي لغزو العراق, تحت قرار قانون تحرير العراق الامريكي عام 1998, والذي يتناقض مع الشرعية الدولية ,وبعد الغزو تم تطبيق الثيوقراطية الدينية على المشهد السياسي العراقي, والتي تجعل من العراق ولاية فقيه تتسق مع الجار الشرقي , ولعل بصمات الجار الشرقي ونفوذه في رسم تضاريس المشهد السياسي والعسكري والاقتصادي واضحة للعيان, وتتناغم بل وتغازل الإرادة الأمريكية في شكل الدولة في العراق ومن منطلق تقاطع المصالح وملئ الفراغ. (2) عناصر غير مادية (معنوية) هي تشكل الوعاء الذي تتحرك فيه العوامل المادية، وبعبارة أخرى فإن العوامل المعنوية هي التي تحرك العوامل المادية وتوظفها لتحقيق هدف ما، وتشمل ثلاثة عناصر رئيسية، هي: (أ‌) الإرادة القومية:- العراق اليوم عراق مستنزف ومجزأ واقعيا, وتسعى مراكز الدراسات الأمريكية لتقسيمه عبر أدواتها السياسية, مما يتطلب مسح الذاكرة العراقية عن حضارتها وتاريخها وانجازاتها وبطولاتها , وبنفس الوقت مارس الغزو منذ اليوم الأول فلسفة تغيير الفكر ومنظومة القيم, وقد
صرفت أموال طائلة على ذلك, ونلمس ذلك من خلال استراتيجية وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية واللهجة العراقية, وطريقة تناول الأحداث ونوع الإيديولوجية التي تهيكل بها عقول الرأي العام العراقي والعربي, وتغدي بها المتلقي مع طمس منظومة القيم الوطنية بالكامل, وسيادة روح الحزب والمذهب والطائفية والعرق, ومظاهر الاستقواء بالأجنبي, وإلغاء مفاهيم تماسك الشعب العراقي وفق منظوره القيمي الوطني والإسلامي والعربي, ولعل ملامح أداء الطبقة السياسية بعد الاحتلال تشير الى ذلك بوضوح, كما ان أي تفكير بمنظور قومي يعد جريمة من وجهة نظرهم , وهو منحى استراتيجي لأي وطن او بلد يسعى لتعزيز قدرته الشاملة. (ب‌) الأهداف الإستراتيجية:- بعد غزو العراق فقد الكثير من الساسة بوصلتهم الوطنية ولم تجد عقيدة سياسية لأي حزب او سلطة حكمت في ظل الاحتلال, ولعل استراتيجية الأمن القومي العراقية لعام 2007-2010 وحصرا في استعراض البيئة الإستراتيجية لن تشير الى الاحتلال الأجنبي تهديد والنفوذ الإقليمي المدمر تهديد ولكنها تحدد المواطن العراقي تهديدا تحت مسميات الإرهاب والبعثيين والصداميين والتكفيريين..الخ , وبذلك أصبح المواطن العراقي أسير إحدى تلك المسميات, وقد امتلأت السجون بالعراقيين الشرفاء وفق المادة 4 إرهاب ذو المنشأ الامريكي, والتي يعد وسيلة إباحية للقتل والاعتقال والتعذيب والتمييز الطائفي والعنصري تكميم الأفواه, خصوصا ان القوات المسلحة الحالية لا تمتلك القدرة لمعالجة التحديات الإستراتيجية وبرز ذلك جليا في احتلال إيران لبئر الفكه والقصف الإقليمي لشمال العراق, والتجاوز على الحدود السياسية للعراق , ولم ينتج العراق اي قائمة للأهداف الإستراتيجية تحدد نوع التهديد والتحديات, ولعل بقاء الاحتلال والنفوذ الإقليمي هو الهدف الاستراتيجي للسياسيين الجدد. (ج) القدرة الدبلوماسية. لا يحتاج استعراضها لان وضع العراق وشكل تركيبته السياسية تؤكد ان العراق محكوم بثلاث محاور الاحتلال والنفوذ والقيود الأممية وأدواتهما السياسية, ولم يجري متغير على ذلك , وهذا يلقي بظلاله على شكل ونمط القدرة الدبلوماسية, ولعل ابرز عنصر بالقدرة الدبلوماسية التجانس والبرنامج والتوافق الوطني وهذا مفقود طيلة السنوا الماضية. ب. العناصر الفرعية عناصر تخصصية لكل عنصر من العناصر المادية والمعنوية :- العراق يفتقر لجوهر الكيان العراقي الذي يؤمن القدرة الشاملة المستدامة , وقد شهد العراق دول فاشلة من جميع الجوانب وفق التقارير الدولية والمشاهدات العينية, وتلك دلالة لشكلية السلطة وفقدان القرار السياسي الوطني في ظل الاحتلال و النفوذ المدمرين. هناك حقيقة أساسية ان العراق بلد مستهدف منذ العصور الماضية, نظرا لما يتمتع به من ثروات هائلة وقدرة بشرية وعلمية وتاريخ حضاري, ولم يخرج العراق عن الاستئثار بالسلطة وفلسفة الحزب الواحد وتجريد الأخر, وشيوع التصفيات الجسدية الانتقامية , وفقدان الحقوق المدنية للمواطن العراقي, وبالتالي يعد هذا استنزاف حقيقي لقدراته المختلفة, وتلك الثغرات كانت نقاط ضعف عبر تاريخ الدولة الحديث, استطاعت الدول الكبرى والإقليمية استخدامها لأضعاف العراق, إضافة الى شخصنه القرار, والتحول السياسي لعدد من الانتهازيين اللذين يعملون وبشكل دائم لتغليب مصلحتهم الشخصية على حساب الشعب والوطن , لقد افتقر العراق الى استدامة القدرة الشاملة , خصوصا بعد استنزافه بمزدوجي الحروب الداخلية والخارجية , والاستئثار بأموال الشعب سياسيا, وقد أكمل الاحتلال الامريكي وشركائه الإقليمين المعادلة وأعادوا العراق الى القرون الوسطى كما أشار مكتب المسائلة الحكومي AGO حيث قال الحرب العالمية على الإرهاب أعادت العراق الى القرون الوسطى, وأثبتت تقارير المنظمات الدولية المختصة ذلك, وهل يعي العرب ان انهيار قدرة العراق هو انهيار نوعي للقدرة العربية الشاملة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.