المغرب التطواني ينتصر على الوداد الرياضي برسم ثمن نهائي كأس العرش    إصابة أربعة أشخاص في حادث اصطدام سيارة بنخلة بكورنيش طنجة (صور)    الاتحاد الإسلامي الوجدي يقصي الرجاء    منتدى يدعو إلى إقرار نموذج رياضي مستدام لتكريس الريادة المغربية    اعتصام ليلي بطنجة يطالب بوقف الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة    اعتداء جسدي بليغ على عميد شرطة والرصاص يقوم بالواجب    مأساة بحي بنكيران.. وفاة فتاة يُرجح أنها أنهت حياتها شنقاً    يوم غضب أمريكي تحت شعار "ارفعوا أيديكم".. آلاف الأميركيين يتظاهرون ضد ترامب في أنحاء الولايات المتحدة    بلاغ جديد للمنظمة الديمقراطية للصحة – المكتب المحلي للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا – الرباط    في مباراة مثيرة.. الاتحاد الوجدي يُقصي الرجاء ويتأهل لربع نهائي كأس العرش    "لن أذهب إلى كانوسا" .. بنطلحة يفضح تناقضات الخطاب الرسمي الجزائري    توقيف أربعيني بطنجة روج بمواقع التواصل لعمليات وهمية لاختطاف فتيات    أمن طنجة يفند أخبار اختطاف فتيات    منظمات حقوقية تدين تهميش المهاجرين المغاربة في مليلية المحتلة    حركة حماس تشيد بموقف المهندسة المغربية ابتهال أبو سعد واصفة إياه ب"الشجاع والبطولي"    باريس سان جرمان يحرز بطولة فرنسا    طنجة تتصدر مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية.. وهذه توقعات الأحد    طنجة .. وفد شبابي إماراتي يطلع على تجربة المغرب في تدبير قطاعي الثقافة والشباب    برشلونة يسقط في فخ التعادل أمام ريال بيتيس    هذا ما يتوقعه المغاربة من المعطي منجب؟    المغرب يرسخ مكانته كحليف تاريخي و إستراتيجي في مواجهة سياسة ترامب التجارية    فرنسا: خسائر ب15 مليار دولار بسبب التعريفات الجمركية الأمريكية    الدار البيضاء تستحضر ذكرى 7 أبريل 1947.. محطة مشرقة في مسار الكفاح الوطني والمقاومة    تحالف استراتيجي بين الموريتانية للطيران والخطوط الملكية المغربية يعزز الربط الجوي ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون الإفريقي    جهة الداخلة وادي الذهب تستعرض تجربتها التنموية في المنتدى العالمي السادس للتنمية الاقتصادية المحلية    العودة إلى الساعة الإضافية وسط رفض واستياء واسع بين المغاربة    الفكر والعقل… حين يغيب السؤال عن العقل المغربي في الغربة قراءة فلسفية في واقع الجالية المغربية بإسبانيا    الأسرة الكروية المغربية تودّع محسن بوهلال بكثير من الحزن والأسى    دعم الدورة 30 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط ب 130 مليون سنتيم    أداء أسبوعي خاسر ببورصة البيضاء    رحلة ترفيهية في القطب الجنوبي تقيل نائب الرئيس الإيراني    فيديو يوثق استهداف إسرائيل لمسعفين    انطلاق الدورة الربيعية لموسم أصيلة الثقافي الدولي بمشاركة فنانين من سبع دول    الفئران قادرة على استخدام مبادئ الإسعافات الأولية للإنعاش    دعوات للمشاركة المكثفة في مسيرة "الرباط الوطنية" للتنديد بالمحرقة المرتكبة في غزة    سفير جمهورية السلفادور: المملكة المغربية تعد "أفضل" بوابة للولوج إلى إفريقيا    عرض مناخ الأعمال وفرص الاستثمار في المغرب خلال ملتقى بباريس    خبراء "نخرجو ليها ديريكت" يناقشون موضوع انتشار الوسطاء والشناقة داخل الأسواق    حصيلة الزلزال في بورما تتجاوز 3300 قتيل    وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية: النظام التجاري العالمي يدخل مرحلة حرجة مع فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية جديدة    'مجموعة أكديطال': أداء قوي خلال سنة 2024 وآفاق طموحة    ماذا بعد استقبال مجلس الشيوخ الفرنسي لحكومة جمهورية القبائل؟    الركاني: من يدعم فلسطين توجه له تهم جاهزة وعواقب وخيمة ستلاحق كل من تواطئ لجعل غزة مسرحا للجريمة    في قلب باريس.. ساحة سان ميشيل الشهيرة تعيش على إيقاع فعاليات "الأيام الثقافية المغربية"    "نفس الله" عمل روائي لعبد السلام بوطيب، رحلة عميقة في متاهات الذاكرة والنسيان    شركة "رايان إير" تُسلّط الضوء على جوهرة الصحراء المغربية: الداخلة تتألق في خريطة السياحة العالمية    بحضور عائلتها.. دنيا بطمة تعانق جمهورها في سهرة "العودة" بالدار البيضاء    الوزيرة السغروشني تسلط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في تعزيز مكانة إفريقيا في العالم الرقمي (صور)    الوديع يقدم "ميموزا سيرة ناج من القرن العشرين".. الوطن ليس فندقا    تكريم المغرب في المؤتمر الأوروبي لطب الأشعة.. فخر لأفريقيا والعالم العربي    دراسة: الفن الجماعي يعالج الاكتئاب والقلق لدى كبار السن    دراسة: استخدام المضادات الحيوية في تربية المواشي قد يزيد بنسبة 3% خلال 20 عاما (دراسة)    خبراء الصحة ينفون وجود متحور جديد لفيروس "بوحمرون" في المغرب    العيد: بين الألم والأمل دعوة للسلام والتسامح    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    طواسينُ الخير    تعرف على كيفية أداء صلاة العيد ووقتها الشرعي حسب الهدي النبوي    الكسوف الجزئي يحجب أشعة الشمس بنسبة تقل عن 18% في المغرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقيقة انهيار القدرة العراقية الشاملة..


عناصر قوة الدولة من وجهة نظر الباحثين العرب
عناصر قوة الدولة من وجهة نظر مفكري العلاقات الدولية انهيار قدرة العراق الشاملة بين الفشل والاحتلال و النفوذ تعرض العراق الى استنزاف القدرة الشاملة ومن مختلف الجوانب إذا ما قورنت بالنظريات الخاصة بها, والتي اتفق عليها الخبراء والمختصين في العلاقات الدولية, وبدأت ملحمة تدمير قدرة العراق الشاملة وتجريف قدراته الكامنة منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي وتحديدا عن خوضه حرب غير متكافئة مع إيران التي تتفوق عليه من عدة نواحي أبرزها الجغرافية المجافية للعراق والمؤاتية لإيران حيث يبلغ اخطر محور عمليات هو المحور الوسطي ويبعد 80كم عن العاصمة بغداد, ويعد هذا وهن حربي واستراتيجي في المعايير العسكرية , إضافة الى المساحة والسكان والقدرة العسكرية حيث كانت إيران ترسانة حربية أمريكية متفوقة, ويعد جيشها خامس جيش بالعالم , وبالتالي انعكست تلك الحقائق على شكل وتوازن وحجم الاستنزاف الكبير الاقتصادي والبشري والسياسي للعراق, وتعد تلك طلائع الاستنزاف للقدرة .
خرج العراق مثقل بالمفاصل اللينة من جراء الحرب , وبدلا من معالجتها وتعزيز مفاصل القوة ,ارتكبت القيادة العراقية اينذاك الخطيئة الإستراتيجية الكبرى وهي غزو الكويت بعد عام ونصف من حرب إيران , وعلى أثره طبقت فلسفة "الهندسة المعكوسة" والتجريف الجيوبولتيكي[1] العميق للعراق وابتدأ بالحصار الاقتصادي وتقطيع العراق دموغرافيا وجغرافيا ووأد التنمية وبذلك افقد العراق قدرته الشاملة من الأرض - المناخ - التربة - النبات - المسطحات المائية,المواد الخام, السكان, المواصلات, الأسلوب السياسي والعزل, وافقد العراق أهمية موقعه الجغرافي والتاريخي, وانتهكت الحدود السياسية عبر خطوط الحظر الجوي, وانهيار القدرة العسكرية, والهيبة القومية, انعزال الطبقة السياسية عن المناخ الإقليمي والدولي. بعد غزو العراق عام 2003 باشرت دوائر لاحتلال وشركائها والأضداد الإقليمين للعراق (إيران وإسرائيل) لإنهاء القدرة بشكل كامل وجعل العراق منظومة دويلات مخصخصة للأحزاب التي أعدت منذ سنين قبل الغزو لتشكل الدفة السياسية لتقسيم العراق بشكل مباشر وغير مباشر, ولغرض معرفة ذلك لابد من استعراض النظريات التي تبين عناصر قوى الدولة الشاملة من وجهات النظر المختلفة, وبغية معرفة القوة القومية للدولة لابد تحليل مفهومها إلى عناصرها الأولية حتى يمكن توضيح طبيعتها، والوقوف على أبعادها، وإدراك مقوماتها. وعموماً فإن قوة الدولة تستند إلى مصادر، وهي عبارة عن جميع موارد الدولة الطبيعية، أو تلك التي يمكن توفيرها أو الحصول عليها، وتُعد محصلة انصهار هذه المصادر والعناصر هي القوة القومية للدولة, وقد أجمع أساتذة الجغرافيا السياسية على أن قيمة الدولة وقوتها من الناحية السياسية تعتمد على عدد من العناصر المادية، والعناصر المعنوية. عناصر قوة الدولة من وجهة نظر الباحثين العرب 1. دراسة قوة الدولة من العوامل الطبيعية، والعوامل الاجتماعية. وتشمل الأولى (المجال، السكان، الموارد الاقتصادية). وتشمل الثانية (عنصري الوحدة الوطنية والقيادة السياسية) - محمد طه بدوي. 2. مقومات قوة الدولة وتشمل نوعين من العوامل: عوامل أساسية، وتتضمن: الجغرافيا والحدود والموقع، المساحة، السكان، والمواد الأولية، والتقدم الصناعي. أما العوامل المساعدة: فتتمثل في التنظيمات السياسية والاجتماعية، والقيادة، ونظم الحكم- كاظم هاشم نعمة. 3. مقومات القوة وتتمثل في العنصر الجيوبوليتيكى من خلال الموقع الجغرافي للدولة (مساحتها، وحدودها السياسية)، وشكلها، وموارد ثروتها الاقتصادية وقوتها البشرية، وكذا القوة الاقتصادية، والقوة العسكرية، والقوة السياسية، والإرادة القومية - مصطفى كامل محمد فيرى. 4. العوامل المؤثرة في قوة الدولة هي عوامل طبيعية، وعوامل بشرية. وتشمل العوامل الطبيعية (الموقع، المناخ، وسطح الأرض، وشكل الدولة، المساحة، الأنهار) أما العوامل البشرية فتشمل (السكان، الدين، اللغة، المناخ، الجنس، التكوين الأثنوغرافي، الأقليات، النشاط الاقتصادي)- على أحمد هارون. 5. توصل الدكتور جمال زهران إلى نمط جديد للقوة الشاملة للدولة، تتكون من سبع عوامل هي أ. العناصر الرئيسية (1) عناصر مادية هي مجموعة العوامل التي تشكل في مجموعها الأساس المادي لقوة الدولة، والتي لا غنى عنها للدولة تحت أي صورة، وفي كل الظروف. وتشمل: (أ) القدرة الاقتصادية. (ب) الكتلة الحيوية. (ج) القدرة العسكرية. (د) القدرة السياسية. (2) عناصر غير مادية (معنوية) هي تشكل الوعاء الذي تتحرك فيه العوامل المادية، وبعبارة أخرى فإن العوامل المعنوية هي التي تحرك العوامل المادية وتوظفها لتحقيق هدف ما، وتشمل ثلاثة عناصر رئيسية، هي: (أ) الإرادة القومية. (ب) الأهداف الإستراتيجية. (ج) القدرة الدبلوماسية. ب. العناصر الفرعية عناصر تخصصية لكل عنصر من العناصر المادية والمعنوية . عناصر قوة الدولة من وجهة نظر مفكري العلاقات الدولية 1. قام بعض مفكري العلاقات الدولية والجغرافيا السياسية بدراسة قوة الدولة من خلال مناهج متعددة، وهي المناهج المنهج التحليلي، والتاريخي، والمورفولوجي، والإقليمي، والوظيفي: أ‌- المنهج التحليلي Analytic Approach -"كوهين Cohen" حصر للعناصر الجغرافية المؤثرة على قوة الدولة والمتمثلة في خمسة عناصر هي:- (1) البيئة الطبيعية :- الأرض - المناخ - التربة - النبات - المسطحات المائية... إلخ. (2) المواد الخام:- سواء كانت مصنعة أم نصف مصنعة أم في شكل خام. (3) السكان :- من حيث الكم والكيف والعقيدة. (4) الحركة:- ممثلة في وسائل النقل المختلفة. (5) الأسلوب السياسي:- ممثل في الهياكل الإدارية والأيديولوجية. ب‌- المنهج التاريخي The Historical Approach - "وتلسي Whittlesey" اتبع هذا المنهج في دراسته لنمو فرنسا وتطورها التاريخي. فقد بدأ بدراسة نمو فرنسا من نواتها الأولى إلى أن وصلت إلى صورتها الحالية مع الربط بين هذا النمو وبين البيئة الطبيعية للإقليم. ت‌- المنهج المورفولوجي The Morphological Approach- هارتسهورن يتناول هذا المنهج الخصائص المورفولوجية (الشكل، والموقع، والحدود السياسية)، ودراسة مكان الدولة والعاصمة، والأقسام الإدارية والسكان، والموارد الاقتصادية للدولة. ث‌- المنهج الوظيفي The Function Approach يحدد هذا المنهج عناصر قوة الطرد المركزية التي تؤدى إلى عدم ترابط أجزاء الدولة كالحواجز الطبيعية من جبال وغابات وصحارى أو الجوانب البشرية كتخلخل السكان أو ندرتهم في بعض المناطق. ويتناول، أيضاً، مقومات الدولة كاللغة، والدين، والجنس، وتحديد نواة الدولة، ودراسة العلاقات السياسية، والاقتصادية، والحدود السياسية للدولة. ج‌- المنهج الإقليمي Regional Approach- باومان Bowman يقوم هذا المنهج على أساس دراسة العوامل الطبيعية والبشرية والاقتصادية، مع تناول التاريخ السياسي للدولة، وعلاقاتها مع الدول الأخرى.. 2. قام بعض المفكرين في مجال العلاقات الدولية، وعلى رأسهم "هانز مورجانتو" بتحديد القوة الشاملة للدولة من خلال تسعة عناصر، هي:- العامل الجغرافي, الموارد الطبيعية, الطاقة الصناعية, القوة العسكرية, السكان, الشخصية القومية, الروح المعنوية, نوعية الدبلوماسية, نوعية الحكم. 3. قام راي. أس كلاين. بتحديد القوى الشاملة للدولة، وهي: أ. الكتلة الحيوية/ الكتلة الحرجة للدولة. Critical Mass (C) ب. القوة الاقتصادية. Economic Capability (E) ج. القوة العسكرية. Military Capability (M) د. الهدف الإستراتيجي. Strategic Purpose (S) ه. الإرادة الوطنية. National Will (W) تم توضيح آراء المفكرين العرب والأجانب في هذا المجال للتعبير عن كيفية تقنين قوى الدولة الشاملة وقياسها بأساليب مختلفة، لو تم مقارنة اي أسلوب او منهج او اجتهاد للجمع بين الأساليب والمناهج مع تطبيقات الدمار في واقع العراق اليوم, سنجد ان القدرة الشاملة العراقية قد استنزفت بالكامل ومن كافة الجوانب, وبالتأكيد ان اي احتلال عبر التاريخ هو سرطان خبيث وليس حميد, وينهش بجسد الدولة المحتلة وقدراتها, ويسعى دوما لتفتيت البنى التحتية السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والمنظومة القيمية لترصين وجوده وهيمنته على مقدرات البلد, وبما ان وضع العراق يفوق من حيث الاستهداف دولة محتلة كونه قد احتل من أمريكا و40 دولة حليفة وشريكة في العدوان, بينهما دول إقليمية ذات طابع توسعي, فان القدرة الشاملة العراقية لم يبقى منها الى أطلال وما خلفه الاحتلال والنفوذ الإقليمي الساند من ملفات كارثية وتدمير البنى التحتية وتحطيم الدولة ومؤسساتها التراكمية التي يبلغ عمرها 80 عام خطيئة استراتيجية كبرى وتعد وجريمة حرب كبرى, وشكل من أشكال الهمجية في العصر الجديد. انهيار قدرة العراق الشاملة بين الفشل والاحتلال و النفوذ سنتخذ كمثال مقارنة منهج الدكتور جمال زهران وهو نمط جديد للقوة الشاملة للدولة، تتكون من سبع عوامل على النحو الآتي: أ. العناصر الرئيسية (1) عناصر مادية وهي مجموعة العوامل التي تشكل في مجموعها الأساس المادي لقوة الدولة، والتي لا غنى عنها للدولة تحت أي صورة، وفي كل الظروف. وتشمل: (أ) القدرة الاقتصادية:- نجد ان القدرة الاقتصادية العراقية قد جرفت بالكامل وتم نهب مؤسسات الدولة الصناعية أي تدمير القاعدة المادية والبنى التحتية الصناعية, وإيقاف آلاف المصانع عن العمل وخصخصة كافة مؤسسات الدولة التنموية والتجارية والزراعية واستنزاف القدرة النفطية من خلال زيادة الإنتاج وتعطيل القدرة العراقية المهنية النفطية وكفاءتها وجميع تلك التعطيلات الاقتصادية تشكل بطالة واسعة ويعد العراق اليوم دولة ريعية تعيش على فتات وارد النفط أي لا يمتلك قدرة اقتصادية وهي عصب الدولة الأساسي في القدرة الشاملة. (ب) الكتلة الحيوية :- هي القدرة البشرية الدموغرافية والتنمية البشرية المستدامة , وقد استخدمت أمريكا وحلفائها والأضداد الإقليمين أبشع وسائل التصفية الجسدية والنفسية والإرهاب ضد القدرة البشرية العراقية , وقد قسمت شعبه الى طوائف وأعراق ومذاهب وقوميات, وقد عصفت به انتهاكات الاحتلال بأسلوب "الحرب وسط الشعب" وفلسفة الصدمة والرعب, واستخدام الشعب وقوداً لوجودها , وكذلك حرب التغيير الدموغرافي والقتل خارج القانون والتهجير المنظم والاعتقالات والتعذيب والاغتصاب وإذلال الشعب وتطبيع ثقافة الموت , جميعها خلفت انهيار مجتمعي وقيمي ونفسي ومعنوي مما يجعل الكتلة الحيوية غير موجودة ومستنزفة بالكامل. (ج) القدرة العسكرية:- يعد العراق القدرة العسكرية الرابعة في معادلة التوازن الإقليمي ويشكل توازن التوافق مع تركيا وتوازن الأضداد مع إيران وإسرائيل, وتشكل القدرة العسكرية العراقية حجر الزاوية في القدرة الصلبة العربية , وقد حطمت أمريكا وإيران وإسرائيل القدرة العسكرية العراقية, وذلك من خلال حل القوات المسلحة, ومحاكمة قادة الجيش وبأثر رجعي على تهديدات خارجية تعرض لها العراق, ومارست كل من إيران وإسرائيل عمليات التصفية الجسدية للبنى التحتية البشرية العسكرية, وجرى تشكيل حشد مسلح وفق فلسفة الشركات الأمنية الأمريكية, ولا يمتلك الجيش اليوم أسلحة توازن استراتيجي وقدرات ردع لحماية الحدود السياسية , وقد شكل وفق عقيدة تدريبية وهي مكافحة الإرهاب, ونجد ان عقيدته العسكرية غائبة وبذلك العراق فاقدا القدرة العسكرية. (د) القدرة السياسية :- تاريخ العراق يشير الى انه لم يرتقي الى الفهم السياسي والعمل المؤسساتي السياسي, ويعاني من شخصنه السياسة والسلطة, والاستئثار بمؤسسات السلطة , وتعظيم الفرد, وسيادة النفاق السياسي والانتهازية , والمتاجرة بالشعارات , وكل حزب قبل استلام السلطة يتاجر بالبرامج السياسية, وعند وصوله السلطة ينفرد ويمارس سياسات قمعية ويلغي الأخر من مواطنيه, ولكن هذا لا يمنع وجود مؤسسات دولة قبل الغزو, جرى تدميرها بالكامل , وقد شكلت دوائر المخابرات الأجنبية والإقليمية, ورش ذات طابع سياسي لتكون حصان طروادة السياسي لغزو العراق, تحت قرار قانون تحرير العراق الامريكي عام 1998, والذي يتناقض مع الشرعية الدولية ,وبعد الغزو تم تطبيق الثيوقراطية الدينية على المشهد السياسي العراقي, والتي تجعل من العراق ولاية فقيه تتسق مع الجار الشرقي , ولعل بصمات الجار الشرقي ونفوذه في رسم تضاريس المشهد السياسي والعسكري والاقتصادي واضحة للعيان, وتتناغم بل وتغازل الإرادة الأمريكية في شكل الدولة في العراق ومن منطلق تقاطع المصالح وملئ الفراغ. (2) عناصر غير مادية (معنوية) هي تشكل الوعاء الذي تتحرك فيه العوامل المادية، وبعبارة أخرى فإن العوامل المعنوية هي التي تحرك العوامل المادية وتوظفها لتحقيق هدف ما، وتشمل ثلاثة عناصر رئيسية، هي: (أ‌) الإرادة القومية:- العراق اليوم عراق مستنزف ومجزأ واقعيا, وتسعى مراكز الدراسات الأمريكية لتقسيمه عبر أدواتها السياسية, مما يتطلب مسح الذاكرة العراقية عن حضارتها وتاريخها وانجازاتها وبطولاتها , وبنفس الوقت مارس الغزو منذ اليوم الأول فلسفة تغيير الفكر ومنظومة القيم, وقد
صرفت أموال طائلة على ذلك, ونلمس ذلك من خلال استراتيجية وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية واللهجة العراقية, وطريقة تناول الأحداث ونوع الإيديولوجية التي تهيكل بها عقول الرأي العام العراقي والعربي, وتغدي بها المتلقي مع طمس منظومة القيم الوطنية بالكامل, وسيادة روح الحزب والمذهب والطائفية والعرق, ومظاهر الاستقواء بالأجنبي, وإلغاء مفاهيم تماسك الشعب العراقي وفق منظوره القيمي الوطني والإسلامي والعربي, ولعل ملامح أداء الطبقة السياسية بعد الاحتلال تشير الى ذلك بوضوح, كما ان أي تفكير بمنظور قومي يعد جريمة من وجهة نظرهم , وهو منحى استراتيجي لأي وطن او بلد يسعى لتعزيز قدرته الشاملة. (ب‌) الأهداف الإستراتيجية:- بعد غزو العراق فقد الكثير من الساسة بوصلتهم الوطنية ولم تجد عقيدة سياسية لأي حزب او سلطة حكمت في ظل الاحتلال, ولعل استراتيجية الأمن القومي العراقية لعام 2007-2010 وحصرا في استعراض البيئة الإستراتيجية لن تشير الى الاحتلال الأجنبي تهديد والنفوذ الإقليمي المدمر تهديد ولكنها تحدد المواطن العراقي تهديدا تحت مسميات الإرهاب والبعثيين والصداميين والتكفيريين..الخ , وبذلك أصبح المواطن العراقي أسير إحدى تلك المسميات, وقد امتلأت السجون بالعراقيين الشرفاء وفق المادة 4 إرهاب ذو المنشأ الامريكي, والتي يعد وسيلة إباحية للقتل والاعتقال والتعذيب والتمييز الطائفي والعنصري تكميم الأفواه, خصوصا ان القوات المسلحة الحالية لا تمتلك القدرة لمعالجة التحديات الإستراتيجية وبرز ذلك جليا في احتلال إيران لبئر الفكه والقصف الإقليمي لشمال العراق, والتجاوز على الحدود السياسية للعراق , ولم ينتج العراق اي قائمة للأهداف الإستراتيجية تحدد نوع التهديد والتحديات, ولعل بقاء الاحتلال والنفوذ الإقليمي هو الهدف الاستراتيجي للسياسيين الجدد. (ج) القدرة الدبلوماسية. لا يحتاج استعراضها لان وضع العراق وشكل تركيبته السياسية تؤكد ان العراق محكوم بثلاث محاور الاحتلال والنفوذ والقيود الأممية وأدواتهما السياسية, ولم يجري متغير على ذلك , وهذا يلقي بظلاله على شكل ونمط القدرة الدبلوماسية, ولعل ابرز عنصر بالقدرة الدبلوماسية التجانس والبرنامج والتوافق الوطني وهذا مفقود طيلة السنوا الماضية. ب. العناصر الفرعية عناصر تخصصية لكل عنصر من العناصر المادية والمعنوية :- العراق يفتقر لجوهر الكيان العراقي الذي يؤمن القدرة الشاملة المستدامة , وقد شهد العراق دول فاشلة من جميع الجوانب وفق التقارير الدولية والمشاهدات العينية, وتلك دلالة لشكلية السلطة وفقدان القرار السياسي الوطني في ظل الاحتلال و النفوذ المدمرين. هناك حقيقة أساسية ان العراق بلد مستهدف منذ العصور الماضية, نظرا لما يتمتع به من ثروات هائلة وقدرة بشرية وعلمية وتاريخ حضاري, ولم يخرج العراق عن الاستئثار بالسلطة وفلسفة الحزب الواحد وتجريد الأخر, وشيوع التصفيات الجسدية الانتقامية , وفقدان الحقوق المدنية للمواطن العراقي, وبالتالي يعد هذا استنزاف حقيقي لقدراته المختلفة, وتلك الثغرات كانت نقاط ضعف عبر تاريخ الدولة الحديث, استطاعت الدول الكبرى والإقليمية استخدامها لأضعاف العراق, إضافة الى شخصنه القرار, والتحول السياسي لعدد من الانتهازيين اللذين يعملون وبشكل دائم لتغليب مصلحتهم الشخصية على حساب الشعب والوطن , لقد افتقر العراق الى استدامة القدرة الشاملة , خصوصا بعد استنزافه بمزدوجي الحروب الداخلية والخارجية , والاستئثار بأموال الشعب سياسيا, وقد أكمل الاحتلال الامريكي وشركائه الإقليمين المعادلة وأعادوا العراق الى القرون الوسطى كما أشار مكتب المسائلة الحكومي AGO حيث قال الحرب العالمية على الإرهاب أعادت العراق الى القرون الوسطى, وأثبتت تقارير المنظمات الدولية المختصة ذلك, وهل يعي العرب ان انهيار قدرة العراق هو انهيار نوعي للقدرة العربية الشاملة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.