(المعارضة والفضائيات والصحف الحزبية والمستقلة لا تري إلا نصف الكوب الفارغ وترسم صورة سوداء للأوضاع في مصر وتتجاهل الإنجازات). هذا ما يردده المنتفعون من النظام. في هذا المقال سأتجاهل ما يردده حزب أعداء النجاح كما يسميهم المنتفعون بالوضع الحالي واستشهد بشهادات المسئولين الحكوميين والمنظمات الدولية عن الأوضاع في مصر وبعد ذلك يكون الحكم للقارئ , هل الكوب نصفه مملوء فعلا كما يردد شلة المنتفعين أم أنه لا يوجد كوب من الأصل, فقد أفرغوه كاملا ولم يكتفوا بذلك, بل سرقوه أيضا. الفساد : جاء في التقرير السنوي لمنظمة الشفافية الدولية (سبتمبر 2007م) أن مصر حصلت علي 2.9 درجة من عشر درجات واحتلت المركز ال105 مكرر مع كل من جيبوتي وبوركينافاسو وبوليفيا والأرجنتين. وبمقارنة المركز المصري الحالي بالسنوات الثلاثة السابقة نجد أنها تراجعت 35 مركزاً لأنها حصلت في الأعوام السابقة علي 5 درجات والمركز ال70 بما يؤكد زيادة معدلات الفساد بنسبة 50% وجاء في تقرير 2008 أن مصر تراجعت 10 مراكز دفعة واحدة، إذ جاءت في المرتبة 115 بمعدل 2.8 نقطة، ووصفت المنظمة مصر بأنها «أقرب للدول الفاسدة» وجاء في تقرير 2009 أن مصر احتلت المركز 111 وبتاريخ 9/5/2010 عقدت المنظمة مؤتمر صحفي بالقاهرة أعلنت فيه إن نظام الحكم فى مصر يفتقر إلى العديد من الحقوق والمؤسسات الديمقراطية، مطالبة برفع «القيود المبالغ فيها» المفروضة على أنشطة مؤسسات المجتمع المدنى. وأضافت المنظمة فى تقريرها بعنوان «تحدى الحكم الرشيد: مصر، لبنان، المغرب، وفلسطين»، أن مؤشر النزاهة العالمى يصنف الدول الأربع السابقة بأنها «ضعيفة جداً» نظراً لتدنى جودة ضمانات مكافحة الفساد فساد القضاء : جاء في تقرير منظمة الشفافية الدولية لعام 2007 في الجزء الخاص عن مصر: «القضاء المصري مثله مثل دول عديدة في العالم الثالث لم ينجح من الإفلات من منظومة الفساد». ورصد التقرير أبرز المثالب القضائية المتمثلة في السيطرة الإدارية علي شؤون القضاء «من جانب المجلس القضاء الأعلي ووزارة العدل» والندب والتعيينات بالواسطة والميزانية المستقلة، كما رفض التقرير محاولات السيطرة علي نادي القضاة وحصاره من قبل السلطة التنفيذية بعد مواقفه المطالبة باستقلال القضاء وإصلاح شؤونه وعدم استماع الحكومة إلي صوته. ورصد التقرير فشل النائب العام في معالجة الفساد والتجاوزات من جانب الموظفين الحكوميين، حيث اكتسب هذا المنصب الحساس علي مر العقود الماضية سمعة سيئة، باعتباره مكتبا للدفاع عن الحكومة، لي النقيض من ولايته الدستورية بوصفه المدافع عن الشعب. التعليم : حذر اللواء محمد أبو حسين، نائب رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية، من خطر الأمية على الشعب المصرى، وقال إن التعليم الابتدائى يخرج ما بين 40% إلى 50% يجهلون القراءة والكتابة. و كشف تقرير التنافسية المصرى للعام الحالى 2010 عن تراجعها في مؤشر الالتحاق بالتعليم إلى المرتبة 123من بين 170 دولة. وأن 27% من الشباب فى الفئة العمرية (18-29 سنة) لم يستكملوا التعليم الأساسى (17% تسربوا من المدرسة، و10% لم يلتحقوا قط بالتعليم)، فضلا عن تدنى جودة التعليم. تقييم جامعة شنغهاي لأفضل500 جامعة : اختفت جميع جامعاتنا المصرية تماما للمرة الثالثة من هذه التقييم.. في حين حصلت سبع جامعات من إسرائيل وثلاث من جنوب إفريقيا علي ترتيب متقدم في هذا التقييم (الاهرام 4 يناير 2010) الفقر : أكد تقرير التنمية البشرية بمصر لعام 2010 الذى أطلقه برنامج الأممالمتحدة الإنمائى أن الوضع الاقتصادى والاجتماعى: يصنف حوالى 20% من السكان ضمن الفئات الفقيرة التى تعانى صعوبة فى الالتحاق بالمدارس، لاسيما الإناث فى الأسر الفقيرة اللائى ترتفع نسبة عدم التحاقهن بالتعليم على نحو كبير، خاصة فى المناطق الريفية (80%) حيث تشكل الإناث 82% ممن لم يلتحقوا قط بالتعليم. حرية الصحافة : أكد التقرير السنوي لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، أن إعلان الرئيس مبارك في العام 2006، عن تعديل قانون الصحافة لم يتعد حدود الكلام. وفي عام 2008وضعت منظمة «مراسلون بلا حدود» مصر في المركز 146 فى التصنيف العالمى لحرية الصحافة . الدول الأكثر فشلا : كل ما سبق أدى بنا إلى احتلال مركز مرموق في سجل الدول الأكثر فشلا ففي عام 2007احتلت مصر المركز ال 36 في تصنيف أكثر الدول الفاشلة والذي أجرته مجلة «فورين بوليس» الأمريكية وحصلت علي 89.2 درجة. وفي عام 2008 احتلت المركز40 بمجموع 88.7 وفي عام 2009 احتلت المركز 43 بمجموع 89 وفي عام 2010 احتلت المركز 49 بمجموع 87.6 . والغريب أن الضفة التي تخضع للاحتلال الإسرائيلي وتعاني من الانقسام الفلسطيني جاءت في مرتبة أفضل من مصر وكذلك جاءت دول أفريقية مثل جزر القمر وزامبيا وغينيا .. يبدو أن مصر لم تتفوق إلا علي دول مثل بلاد الواق واق!! قائمة المدن الصالحة للحياة: نشرت الأهرام بتاريخ 10 يونيو 2009خبرا بعنوان ( القاهرة رقم 114 في قائمة المدن الصالحة للحياة ) جاء فيه ((بين 140 مدينة حول العالم احتلت القاهرة المرتبة 114 من حيث ترتيب المدن المناسبة للعيش فيها أو التي يسهل العيش فيها و فيما احتلت مدينة هراري عاصمة زيمباوي المرتبة الأخيرة فهي أصعب المدن الملائمة للحياة, فيما احتلت مدينة فانكوفر الألمانية المركز الأول وذلك وفقا لدراسة نشرتها مجلة الايكونوميست البريطانية. وتصنف الدراسة 140 مدينة وفقا ل 5 معايير هي الظروف الصحية والاستقرار والثقافة والبيئة والتربية والبني التحتية . ... القاهرة تفوقت فقط علي مدن مثل نيودلهي وبومباي نيروبي ولوساكا وطهران وكراتشي ولاجوس وأخيرا هراري )). إذا كانت القاهرة عاصمة البلاد بهذا السوء فماذا يكون الوضع في مدن المحافظات الريفية وفي صعيد مصر ؟!! نظام الحكم: ديمقراطي أم ديكاتوري: تحت عنوان : (فورين بوليسى: العرب والأفارقة فى صدارة 1.9 مليار شخص فى العالم يعانون من «الديكتاتورية») نشرت المصري اليوم بتاريخ 23 يونيو 2010 مايأتي : (قالت مجلة «فورين بوليسى» إنه يوجد فى العالم حاليا 39 ديكتاتوراً على الأقل، يحكمون 1.9 مليار شخص ويحيلون حياتهم إلى جحيم، ...... ولوحظ أن غالبية القادة، الذين قالت المجلة إنهم 23 طاغية، تركزوا فى العالم العربى وأفريقيا. ووضعت المجلة الرئيس حسنى مبارك فى المركز ال15 لأنه أبقى على قانون الطوارئ على مدار 29 عاماً ظل بها فى السلطة، وأشارت إلى أن قيام 23% من المصريين فقط بالتصويت فى انتخابات الرئاسة عام 2005 لا يثير الدهشة، خاصة فى ظل قيام مبارك بإبعاد أى شكل من أشكال المعارضة لتوريث السلطة لابنه جمال ) . إذا عرف السبب بطل العجب: باختصار شديد الديكتاتورية والطغاة والتخلف والفساد يتركزون في العالم العربي وأفريقيا. والديمقراطية والحرية والحضارة والتقدم يتركزون في الغالم الغربي. وبقي السؤال: بعد هذا العرض... التحدث عن نصف الكوب المملوء سخافة أم قلة أدب؟.