هذا زمن القدس ، فالقدس هي التي تؤسس ، والقدس هي التي تخط الطريق ، والقدس هي التي تنادي ، والقدس هي التي تُجَمِّع ، والقدس هي التي تَجْمَعْ ، وعلى القدس وللقدس نلتقي ، وعلى القدس قد نفترق . أكتب من المغرب العربي الشقيق بل العزيز والقريب الى قلوبنا حيث الجماهير والشعوب تصرخ بأعلى صوتها معلنة الحب والوفاء للقدس وفلسطين والمسجد الأقصى . كان لي حديث عن القدس في المغرب العربي مخاطباً أبناء أمتنا العربية والإسلامية المغاربة واصفاً ما يجري على الأرض وما فعله المحتل - لحظة دخوله القدس- بحي المغاربة عام 67 حيث لا زال شاهدا على إجرام موشى دايان وزمرته الحاقدة ، وسياسة الكيان الصهيوني الغاصب هي هدم للحجر والشجر والتراب والماء والانسان، مزوراً للتاريخ مغيراً للجغرافيا كذلك ، فالبعض غائب أو مغيب عن حقيقة ما يجري. أوضحت للشعب المغربي كيف أن المغاربة بشقيهم الأمازيغ والعرب كان لهم تاريخ وماضي وينبغي أن يكون لهم حاضر ومستقبل ، حاضراً يليق بمن يملك تاريخاً عبر زمن ، وحقاً حافظ عليه الأجداد المغاربة الذين ارتحلوا لبيت المقدس فمنهم من كان يقيم أسابيع ومنهم من أقام شهور وفاء لتلك الأرض المباركة ومنهم من استقر الحال به هناك ، وبقي حتى يومنا هذا ، يعيش الإخلاص قولاً وعملاً وما دفعني كي أبحث في هذا الموضوع هو أني شاهدت أناساً يعيشون في القدس حتى اللحظة يعيشون في بيوتهم والتي لا تبعد الا بضع مئات من الأمتار عن المسجد الأقصى المبارك وهم أصلاً مغاربة . وكيف أن هذه العائلات المقدسية المغربية تذود عن حمى الوطن بصمودها وثباتها على الأرض ، واقفة في وجه المحتل رافضة لكل ما يحاك ضد أمتنا العربية والإسلامية ، مدركة لحقيقة الصراع ، قائمة بواجبها على أكمل وجه ، دمجت عادات وتقاليد مغربية وفلسطينية وقدمت لنا نموذجا جميلاً وأضفت طابع الوحدة بكافة أشكالها وصهرت الاخوُّة بأجمل وأبهي صورها ، الثبات الثبات يا أهل بيت المقدس ، فأنتم رأس الحربة وانتم للصمود عنوان وأنتم عنوان المرحلة (مرحلة هذا زمن القدس). بعدها تحدث اليَّ أحد المغاربة موضحاً لي أن هناك عائلات فلسطينية الأصل قد قدِمَت من بيت المقدس قبل زمن بعيد أثناء رحلات المغاربة الى الأرض المباركة وقد عاشت وتزاوجت وتكاثرت وأصولها تمتد الى جذور الأرض المباركة ومعروفة لدى الشعب المغربي الكريم ، وكانت هذه المعلومة بالنسبة لي جديدة ، ولم يتسنى لي البحث عنها بتفصيل أكثر ، ومع ذلك أستشعرت وحدة الأمة من شرقها الى غربها قد تجسدت ولو لم تُذكر هذه المعلومة ، فكيف وقد ذُكِرَتْ ، فالكل مطالب بالوفاء والحب ، وعندما نحب ينبغي أن نعرف من نحب ، ما يوجب علينا أن نعرف حقيقة المسجد الأقصى والقدس ، فهل نملك هذه المعرفة !!!!. لذا نؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة. **